
وكالات |
يحمل المقاتلان عبد الله وإردال سلاحهما ويقاتلان جنبا إلى جنب ضمن قوات سورية الديموقراطية التي تحارب تنظيم داعش في الرقة.
مقاتل عربي وآخر كردي التقتهما أسوشييتد برس يجمعهما هدف واحد، وهو القضاء على التنظيم المتشدد، وكل واحد منهما يسعى لتحقيق حلمه.
بعد القضاء على داعش، يحلم العربي عبد الله أن يعود الناس إلى حياتهم وأن لا تقع حرب أهلية، معبرا عن مخاوفه من احتمال اندلاع نزاع دموي عندما يقرر الأهالي الانتقام من الجيران الذين انضموا لداعش الذي بدأ بالانهيار في هذه المنطقة.
أما الكردي إردال القيادي في وحدة النخبة فينظر إلى المسألة من بعد آخر، فهزيمة التنظيم تعني بالنسبة له خطوة إلى الأمام نحو تحقيق حلم أبناء قوميته بالاستقلال في المنطقة الكردية شمال سورية.
ولا ينكر المقاتل الكردي أن المعركة المقبلة ستكون ضد تركيا التي أرسلت قوات إلى سورية لـ”إعاقة طموحهم (الأكراد) بالاستقلال”، حسب قوله.
ورغم انهما يقاتلان جنبا إلى جنب ضد عدو واحد، إلا أنهما يتخوفان من نزاع آخر بين العرب والأكراد أيضا، بسبب طموح الانفصال الكردي عن العرب، وهو ما يمكن أن تعارضه جهات محلية وإقليمة ترفض تقسيم البلاد.
ومعظم وحدات قوات سورية الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة مزيج مختلط من المقاتلين العرب والأكراد، ولا تبدو علامات الخلافات واضحة بينهم. وهناك وحدات أخرى كردية خالصة أو عربية خالصة.
ويعزز الدعم الأميركي هذا التناسق داخل وحدات قوات سورية الديموقراطية حاليا، لكن يبقى السؤال مطروحا حسب الوكالة، حول ما سيحدث حين ينتهي دور الولايات
وبالنسبة للعرب، يفسح القتال ضمن قوات سورية الديموقراطية المجال للحصول على التدريب والتمويل والخبرة من الجانب الأميركي متمثلا بالاستشاريين في القوات الخاصة الأميركية على الخطوط الأمامية.
ووفق مسؤولين أميركيين، يقدر عدد مقاتلي قوات سورية الديموقراطية بنحو 50 ألف مقاتل، 50 في المئة منهم عرب، إلى جانب مقاتلين آخرين ينضمون تباعا إلى هذه القوات من المناطق المحررة حديثا من الرقة.
الأكراد من جانب آخر، يرون في التحالف مع الولايات المتحدة أمرا أساسيا لحماية حدود سورية الشمالية من “تهديد أي هجوم من الجانب التركي أو جانب النظام السوري” حسب ما يقوله نوا بونسي الخبير في الشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية.
إردال هو الاسم الحركي للمقاتل الكردي المتمرس الذي قاتل ضمن وحدات حماية الشعب منذ أن كان في الـ17 من عمره، وأعدم داعش عمه في 2015 لمحاولته تخليص امرأة من السبي.
أما عبدالله الذي ينسجم مع قائده الكردي إردال، فشارك في معارك الرقة للانتقام من تنظيم داعش الذي قتل أخاه قبل عدة سنوات.
ويأمل عبد الله أن “يستريح المقاتلون العرب ويعودوا إلى منازلهم” بعد معركة الرقة، “نريد أن نتجنب حربا أهلية”. وينهي حديثه للوكالة بالسؤال: “ماذا سيأتي بعد داعش، الله وحده أعلم بذلك”.
المصدر: الأسوشييتد برس