كردستان أولاً : مقال حنيف يوسف

آراء وقضايا 03 سبتمبر 2017 0
كردستان أولاً : مقال حنيف يوسف
+ = -

مقال |

كلما زادت مراحل التاريخ تعقيداً و تعسفاً و ظلماً زادت الحاجة الى عقول منفتحة يتوفر عليها الكثير من الكرد و تتوفر على تحسس اشكالات المرحلة و الارتقاء الى وحدة قائمة فوق التناقض, و تقود زمامها و تعمل في أشق الظروف من أجل الخروج من مهالك المخاطر القادمة من كل حدب و صوب.
التاريخ الكردي, ولست بصدد الدخول في السرد أو البحث في وعورته الموجعة التي تصل حد الفجائعية في الكثير من محطاته و سيره التراجيدي الذي غاب عن مخيلة و أذهان جميع أو ربما الكثير من كتاب تراجيديا التاريخ البشري,
رغم إنجازات المعرفة و أركيولوجيا المعرفة التي توج فلسفتها غرب سايكس بيكو اللعين, التاريخ الكردي هو تاريخ الشقاق و الحروب البينية في جانب منه رغم ضراوة الحروب على جبهات الثورة, هو إشكالي دائما, كذلك كان و كذلك هو الأن, يحتاج الى كل الكرد, ولكي لا تتشعب مقاصد هذه كتابة هنا, أعود إلى الراهن, الراهن بما هو عليه, وبما هو فيه, وبما هو منه, ولن أقول بما هو إليه فهذا من شأن الفعل الذاتي الجمعي و الموضوعي في آن واحد الكردي و الإقليمي و العالمي, لان المخاطر التي تهدد الإنجاز الكردي و التعب الكردي الدامي, من الداخل و الخارج, وقد يقول قائل هنا الف لعنة على هكذا داخل و خارج, تزداد يوماً بعد يوم, تحالفات بين أعداء الأمس و ربما بين أعداء الغد, مناورات و ابتزازات و تأمر يحاك خيوطه في الكثير من الغرف المغلقة و دهاليز السياسية الدنيئة العنصرية تجاه الشعب الكردي و ليس تجاه تيار أو جماعة أو فصيل أو حزب فقط, لأن من يقود خيوط التأمر على الكرد لا تقيم وزناً و لا يعطي اهتماماً إلا وقتياً للخلافات الكردية الكردية الخلافات التي ستكون طبيعية تماماً حال الاتفاق على الوقوف تحت سقف واحد هو ضمان الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ومراعاة خصوصية الزمان و المكان, و الوقوف تحت مظلة واحد, مظلة المصلحة القومية العليا للشعب الكردي التي ستقيهم ليس فقط من وابل النيران التي ستأتي على الأخضر و اليابس في عموم أجزاء كردستان و بقاعها بل ستقيهم من سماء سياسات أقليمية و دولية تمطر ذئاباً تفترض في الكرد فريسة شهية تتفق على التهامها بشتى الحيل و الوسائل.
و الحال هنا يدفع بعض الشيئ نثريات التجاوزات و الهفوات و السهوات و الانتهاكات الكردية جانباً, و يتطلب التركيز على القضية الأساسية التي تتمثل في المحافظة على و استحصال الحقوق القومية التي حرم الكرد منها قديماً و حديثاً, يتطلب الرؤية التي لا أزعم أنها غائبة عن أعين ممثلي و قيادات وكوادر و أعضاء الفئات و الأحزاب الكردية الرؤية التي في ظروفنا الحالية تتطلب إعادة اعمالها بمسؤولية ترتقي على كل الآلام و المصاعب, الرؤية التي تعتمد العين الثالثة التي تقول العرب عنها عين العقل, الكرد يعرفونها جيداً و ليس خافياً على أحد ما آلت إليها الأمور الكردية في سورية و تركيا و العراق و إيران, و ما شابت هذه الأمور سياسات و مواقف و ممارسات تحتمل الكثير و الكثير من الحديث و النقاش و الخلافات و الاختلاف, و لعله من الضروري الآن دعم مسيرة الحرية في كردستان العراق بالنظر للمخاطر المحدقة بها محلياً و اقليمياً و دولياً فماذا أكثر؟
الأكثر هو التشبث بمسيرة الحرية و إعلان الدولة المستقلة و هنا تزداد مسؤولية الرئيس البارزاني صعوبة, و لكن ما يدفع للتفاؤل هو الحكمة المجربة للرئيس البارزاني في قيادة دفة الأمور بما فيها خير الأمة و كردستان,
خصوصاً و هو الذي توسط بين الدولة التركية و الكرد رغم الحالة المؤلمة للكرد في تركيا, و أشرف على اتفاقيتي هولير و دهوك بين كرد سورية, رغم التعثر و صعوبة تحققهما و اتساع الهوة بين الاتجهات السياسية الى العداء, الا ان الرهان مازال قائماً بشكل موضوعي على الرئيس البارزاني, ماذا سيقدمه الكرد له و ماذا ستقدمه الدول الاقليمية و تحالفاتها وسياساتها و ادواتها اللئيمة له؟
سؤال لا يبتغي اجابة سوى الالتفات اليه, و لا افترض عدم طرحه من لدن الكثيريين رغم حدة الخلافات التي تعصف بالحركة السياسية الكردية و التي لعلها أو بعضها تكاد تكون مستعصية, ستدفعها إلى واقعية أكثر في تناول اشكالات الأقاليم الكردي, وفي اعتقادي المتواضع فإن الشعب الذي قدم الكثير من أجل حقوقه المشروعة لهو قادر بالتأكيد على التفاعل الإيجابي مع ممثليه السياسيين و حركته السياسية في كل الأقاليم لما فيه خير الجميع وهذا يشمل حال كرد سوريا و إيران و تركيا, الأمور متداخلة إلى درجة غير مسبوقة من التعقيد, و هي إلى درجة إعمال التناقض و إحداث الشرخ في واقع القضية الكردية إلى درجة العداء و اللاتوافق و عدم الارتقاء فوق الآني لمصلحة العام الذي سينهي خرافة كون الكرد بعبعاً لجيرانهم.

( ملاحظة هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها شبكة كوردستريت بأي شكل )

 

آخر التحديثات