المجلس الكردي أمام مفترق الطرق : مقال علي شمدين

آراء وقضايا 25 أغسطس 2017 0
المجلس الكردي أمام مفترق الطرق : مقال علي شمدين
+ = -

لم ينضم المجلس الوطني الكردي في سوريا إلى الإئتلاف المعارض إلاّ بعد توقيعه معه وبشخصيته الاعتبارية وثيقة بتاريخ (27/8/2013)، تقرّ بحد مقبول من الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا، ومنذ ذاك الحين وحتى اللحظة لم يترك الإئتلاف ورموزه فرصة إلاّ وتصرفوا فيها بعكس هذه الوثيقة، حتى بلغ موقفهم الشوفيني ذروته خلال انعقاد مؤتمر الرياض الأول الذي انعقد بتاريخ (8/12/2015)، والذي لم يحضره المجلس بشخصيته الاعتبارية وإنما كجزء من الإئتلاف، وخلت وثائقه حتى من كلمة الشعب الكردي في سوريا، ناهيك عن حقوقه ومطاليبه، وحينذاك طالب الرأي العام الكردي في سوريا وقواه السياسية بمعظمها –باستثناء دائرة ضيقة من الجماهير المرتبطة بالمجلس ومكوناته – بانسحاب المجلس من هذه الأطر التي تقزم التمثيل الكردي بشكل مخيف، وتشطب على وجوده بحقد شديد، ولكن المجلس وممثليه أصموا آذانهم عن هذه الاحتجاجات التي امتدت حتى إلى داخل صفوف أحزاب المجلس وجماهيره أيضاً.

لقد تنامت دائرة الاحتجاجات على أداء المجلس في هذه الأطر وتقاعس ممثليه فيها، بالتوازي مع تصدر الشوفينيين والمتطرفين الاسلاميين لقيادة المعارضة السورية وتنكرها الفظ للتمثيل الكردي المستقل في هيئاتها، وتعاميها عن القضية الكردية في وثائقها وقراراتها، إلى أن اضطر المجلس بنفسه مؤخراً إلى الاعتراف صراحة بهذه الحقيقة في بيان صادر عن اجتماعه في هولير بتاريخ (13/8/2017)، والذي دعا فيه إلى: (ضرورة تمثيل المجلس الوطني الكردي في هذا المؤتمر بكيانه المستقل وتلافي الاجحاف الذي لحق بالكرد وبتمثيلهم في مؤتمر الرياض السابق)، وبدلاً من أن يستجيب المجلس لهذه الضغوطات الجماهيرية والسياسية بالاعلان عن انسحابه من الهيئة العليا للتفاوض، والبحث عن قواسم مشتركة مع القوى الكردية الأخرى، إلاّ ان المجلس وفي محاولة التفافية منه قرّر ان يعمل بمفرده، متناسياً بانه لن يستطيع أن يحتكر لنفسه تمثيل الشعب الكردي في تلك المحافل مهما عظم دوره.

واليوم، وبالرغم من القرار الصادر عن الاجتماع المذكور للمجلس، فإننا تفاجأنا بتغيب ممثل المجلس من دون أيّ مبرر رسمي، عن الإجتماع المشترك الذي انعقد في الرياض خلال (21-22/8/2017)، والذي ضم منصات المعارضة الثلاث (الهيئة العليا، والقاهرة وموسكو)، مما فتح الأبواب أمام التفسيرات المتناقضة وخاصة بين مكونات المجلس نفسها حول ذلك، ففي الوقت الذي قال شلال كدو عضو كتلة المجلس في الإئتلاف على قناة روداو بأن عدم حضور ممثلهم إلى هذا الاجتماع إنما هو تصرف شخصي ولايعبر عن موقف المجلس، فإن عبد الباقي يوسف (عضو الهيئة السياسية في حزب يكيتي الكردي في سوريا)، يقول في تصريح له على صفحته الانترنيتية بتاريخ (22/8/2017)، بأن: (تبرير المجلس لعدم حضور ممثله في تلك الاجتماعات هو ذر للرماد في أعين الناس، ويكشف عن زيف ما جاء في البيان الصادر عن اجتماعات ما سمي بمكتب متابعة جنيف..(

ومهما يكن فإن المجلس الوطني الكردي في سوريا بات أمام مفترق طرق حقيقي، وان تغيب ممثل المجلس عن حضور هذا الاجتماع يعد خطوة إيجابية حتى وان كانت شخصية، إذا كان يهدف بتغيبه هذا الاحتجاج وتشكيل الضغط على المعارضة الغارقة في غرورها وحقدها الشوفيني الأعمى تجاه الكرد، شرط أن تستكمل هذه الخطوة بخطوات تالية أهمها الاستمرار في التغيب والعمل على ترتيب اجتماع كردي- كردي، والخروج بموقف مشترك ومرجعية موحدة تهدف إلى فرض منصة كردية اسوة بغيرها من المنصات، أما إذا كان الهدف من هذا التغيب هو غاية شخصية ترمي إلى التهرب من مسؤولية تنفيذ قرار المجلس الذي يقول بأنه: (سيعمل بجدية ليكون كيان مستقل في الاجتماعات القادمة في الرياض2)، فهذه كارثة لايدفع ثمنها الاّ الشعب الكردي، ولا يتحمل مسؤوليتها التاريخية إلاّ المجلس الوطني الكردي الذي يصرّ على الاستمرار في هذه الأطر بأيّ ثمن كان، مدعياً تمثيله للشعب الكردي فيها من غير وجه حق ..

24/8/2017

( ملاحظة هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها شبكة كوردستريت  بأي شكل )

آخر التحديثات