
كوردستريت – نازدار محمد
.
فاز يوم أمس الأحد 7/مايو إيمانويل ماكرون ذو 39عاما بالرئاسة الفرنسية مقابل 66% من أصوات الناخبين الفرنسيين، مقابل حصول المرشحة الرئاسية مارين لوبان على 34% من الأصوات.
.
وجاء فوز “ماكرون” مكان ارتياح لدى عموم دول الاتحاد الأوروبي ولدى الرئيس الفرنسي السابق هولاند، فميركل اعتبرته فوزا للاتحاد الأوروبي، بينما عبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود سروره بأن الفرنسسين اختاروا مستقبلا أوروبيا، فيما تطلع ترمب في تهنئته بالعمل معه.
.
وتعليقا على فوز “ماكرون” استطلعت شبكة كوردستريت آراء النخبة السياسية الكوردية في مدينة قامشلو، ف”بختيار حسن رسول” عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني يحمد الله إن الانتخابات جرت على خير وبدون أية حوادث تذكر، ملفتا بأن هذا يسجل لقوة الأمن وأخذ الحيطة، ملفتا بأنه يكره التطرف بجميع اتجاهاته، وبناء على ذلك يبارك للشعب الفرنسي اختياره. تمنى أن يقوى الاتحاد الأوربي؛ فهي حسب تعبيره “قوة توازن بالعالم وأيضا بالنسبة للاجئين ولتقربه وتعاطفه مع الشعب الكوردي وقضيته القومية” معتقدا بأن أي رئيس لفرنسا سيكون مقربا من قضايا الكورد، ويمكن أن يكون ماكرون “أفضل من غيره” على حد اعتقاده.
.
ومن جهته قال “بهجت شيخو” قيادي في حزب اليكيتي الكوردي بأن عملية إجراء الانتخابات في الدول الأوربية هي عريقة في ديمقراطيتها، وبأن هناك تنافسا “شريفا” بين أحزابها إذا صح التعبير وخاصة دولة مثل فرنسا، مضيفا بأن النتائج الأولية كانت تشير على تقدم المرشح “الوسطي” إيمانويل ماكرون والذي أصبح أصغر رئيس في تاريخ فرنسا أمام المرشحة اليمينية المتطرفة “مارين لوبان” معتقدا بأن فوز ماكرون الشاب وخسارة مرشحة اليمين المتطرف يأتي في سياق عدم قبول النزعات المتطرفة في المجتمع الفرنسي والأوروبي عموما وعدم إعطاء المجال لتكرار تجربة النازية والفاشية وما آلت إليها الحرب العالمية الثانية.
.
وبحسب “طاهر حصاف” عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني فإن فوز ماكرون في الانتخابات الفرنسية هو “انتصار لقيم الديمقراطية في فرنسا” منوها بأنه رجل ليبرالي يؤمن بقيم الحرية، موضحا بأن كل ما يهمهم كشعب كوردي وتفعيل اللوبي الكوردي في فرنسا واللوصل إلى الرئاسة الفرنسية ومعرفتهم بقضاياهم العادلة، وشرح للقيادة الفرنسية “المظلومية الكوردية بما عانوه أيام الاحتلال الفرنسي لكوردستان” حسب وصفه.
.
“شلال كدو” سكرتير حزب اليسار الديمقراطي أكد بأن فوز الرئيس “مانويل ماكرون” في الانتخابات الرئاسية الفرنسية شكل انتصارا كبيرا لأوروبا الموحدة وللعملة الأوربية (اليورو) وكذلك لاتفاقية شنغن حيث صوت معظم الفرنسيين للبقاء في قلب أوربا والدفاع عنها، إضافة إلى أن هذه النتيجة جسدت رغبة الفرنسيين في الإصلاحات والتجديد من خلال تخطي الأحزاب التقليدية وانتخاب شاب حديث العهد أسس حركة تجديدية حديثة، ملفتا بأن فوزه يمثل استمرار السياسية الفرنسية الحالية في السنوات الخمس المقبلة، معتقدا بأنهم لربما يشهدون تفعيلا وديناميكية أكبر لتعاطيها الإيجابي مع معظم ملفات الشرق الأوسط الساخنة وعلى رأسها الملف السوري الذي اثبتت فرنسا منذ انطلاقة الثورة السورية وقوفها إلى جانب السوريين دون تمييز ودعمها المستمر لمختلف الطيف السوري المعارض.
.
وحول الموضوع ذاته تحدث “فادي مرعي” عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني بأن فرنسا دولة مؤسسات أخذت وقتا طويلا من الزمن وعانت كثيرا حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة من ممارسة الديمقراطي في الحياة العامة وطريقة تعامل الإنسان مع إنسان آخر؛ لذلك فإن صناديق الاقتراع في هذه السلسلة هي من الأمور الروتينية فالشعب الحر يختر من يحقق مصلحته في تحقيق رفاهية الحياة أين كان الفائز فرنسا دول ديمقراطية، مشيرا بأن كل ما يتمنوه في هذه المرحلة الحساسة هو أن يدعم “ماكرون” حقوق الشعوب المسلوبة ويدعم حقوق الشعب السوري والوقوف بجانب ثورته للإطاحة باالنظام المستبد النظام الذي مارس أبشع الأساليب والسياسات بحق شعبه وارتكب مجازر مروعة بحقه وخصوصا طموح الشعب الكوردي في تقرير مصيره الذي نال النصيب الأكبر من “الظلم والاضطهاد ” وذلك في سياق أن فرنسا هي صاحب أول ثورة كانت في العام من أجل حرية الإنسان، قائلا بأن المفيد للشعوب الغربية لا تهمها شخصية الحاكم بقدر مايهمها الرفاهية والعيش بأمان واستقرار وحرية فمن يلبي هذه النقاط سيكون مرحبا به بغض النظر عن الاسم والشهرة.
.
واختتمت مراسلتنا الاستطلاع بكلمة الكاتب والمحلل السياسي بير رستم الذي يرى بإن فوز “إيمانويل ماكرون” في الإنتخابات الفرنسية الجديدة كرئيساً لها في الجمهورية الخامسة وكمستقل حيث شكل منذ حوالي السنة حزب “إلى الأمام” ليخوض الانتخابات الرئاسية. وهكذا فقد انطلق هذ الشاب الأكاديمي الذي لم يتجاوز الأربعين عاماً -(٣٩) سنة- من الوسط المعتدل الليبرالي ومن دون الانتماء لإحدى الأحزاب العريقة مثل الحزبين الجمهوري والإشتراكي لهي دلالة على أن فرنسا “تعيش أزمتها السياسية” بحيث دفع الناخب الفرنسي إلى توجيه رسالة لتلك التيارات والأحزاب السياسية، مفادها؛ إنهم فشلوا في الأخذ بالبلد إلى ما يطمح به الفرنسيين إن كان على صعيد السياسة الداخلية من قضايا الأمن والإقتصاد أو على مستوى السياسة الخارجية و”فشل” فرنسا بأن تكون دولة لها وزنها في الشؤون الدولية وعلى الأخص في ملف سوريا والشرق الأوسط حيث وبعد أن كانت فرنسا سيدة هذه المنطقة من خلال الانتداب عليها قبل قرن من الآن، باتت تبحث عن موطئ قدم لها! كما ومن جهة أخرى تشير إلى خوف الناخب الفرنسي من موجة اليمين المتطرف والتي كانت تمثلها مرشحة أقصى اليمين؛ “ماري لوبان” وبالتالي أخذ البلد إلى المزيد من الإحتقان والمواجهة والإرهاب في بلد يعيش فيه أكبر الجاليات الشرقية والإسلامية؛ وكذلك فإن البرنامج الانتخابي للرئيس ماكرون بخصوص السياسات الداخلية والليبرالية الأوربية وبالمزيد من الترابط والوحدة داخل الاتحاد الأوربي في مواجهة برنامج “لوبان” والتي دعت إلى إجراء الاستفتاء على قضية البقاء داخل الاتحاد في حال فوزها برئاسة فرنسا وذلك على غرار بريطانيا وبالتالي كان خوف الفرنسيين من إنهيار الاتحاد الأوربي وفقدانهم لتلك الحاضنة في هذه الأوقات العصيبة. مؤكدا بأن كل هذه العوامل قد ساهمت في فوز الرئيس الجديد؛ إيمانويل ماكرون والذي ينتظره بالتأكيد أيام “عصيبة” وذلك نظراً لإنقسام الشارع الفرنسي وفي ظل معارضة قوية داخل البرلمان الفرنسي؛ وكل ذلك على حد قوله.
.
تحرير : لافا عمر