بين الفينة و الأخرى تعود نغمة تخوين المهاجرين و يكثر الكلام و التحليل المصحوب بالشتائم و التخوين

آراء وقضايا 21 سبتمبر 2016 0
بين الفينة و الأخرى تعود نغمة تخوين المهاجرين و يكثر الكلام و التحليل المصحوب بالشتائم و التخوين
+ = -

 .
اسمحوا لي أن أعرض بعد الملاحظات علها تساهم في تصويب النقاش و اعتبارها محددات :
1- هل كل من بقي و لم يهاجر هو وطني شريف مناضل ثائر مضحي ؟!!
ان كانت الإجابة بنعم فمن حقنا إذا” أن نسأل :
من الذي يمارس الفساد في الداخل إن كان كل من بقي هم بشر بأخلاق ملاك ، أصحاب قضية و منهجهم نكران الذات ؟!

.
2- الحرب السورية فاجأت الجميع ببشاعتها و عنفها و تشعباتها و لم يكن أي مواطن سوري يتخيل أن سورية ستصل إلى هذه الحالة الكارثية من قتل و خطف و إعتقال و دمار و نزوح و هجرة …

.
و المواطن السوري وجد نفسه وحيدا” محاصرا” بأعتى أجهزة المخابرات العالمية و أدواتها ، دون أن يستشيره أحد و دون أن يخبره أحد لما يحدث هذا ؟
و ما المطلوب منه حتى يتوقف هذا ؟
و السؤال الأهم … من هذا ؟!!

.
رغم الوجع الكبير الذي أصاب و يصيب السوريين إلا أن قسما” منهم على ما يبدو استشعر لذة الألم ووجد في جلد الذات حبوب مسكنة لتعويض تأخير جرعة الألم اليومية المخصصة للسوريين .

.
فكان النقاش البيزنطي حول توزيع صكوك الوطنية و الشرف على البعض و نزعها عن البعض .
قسمونا طائفيا” ( مسلم مسيحي ، سني علوي درزي اسماعيلي شيعي )
قسمونا عرقيا” ( عربي كردي أرمني شركسي سرياني تركماني آشوري )

.
قسمونا سياسيا” ( معارض مؤيد ، معارضة داخلية معارضة خارجية ، معارض اسلامي – معارض اسلامي جهادي – معارض اسلامي مفحوص – معارض يساري – )
و لكن إدمان السوري على الوجع جعله يبتكر تقسيما” جديدا” ( مهاجر – صامد في الوطن ، صامد و لكن عائلته مهاجرة – صامد لأنه لم يتمكن من أن يصبح مهاجر – صامد لأنه مقتنع بالصمود ، مؤيد مهاجر ، معارض مهاجر ، …..)

.

3- دعونا نتفق على نوعين اثنين يستحقان ان يحظيا بلقب الخائن المنافق المتسلق المرتزق.
الأول : أ – القيادي أو الثوري و الذي ما انفك يدعو لمواصلة الكفاح المسلح او الجهاد تحت شعارات : و مازالت الثورة مستمرة أو الجنة بانتظاركم أو سنقاتل حتى آخر سوري بينما يقبع هو و عائلته في المهجر .

.
ب – المؤيد المؤمن بأن ما يجري في سورية مؤامرة و حربا” مصيرية تستهدف الشعب السوري و الوطن السوري و مع ذلك تراه هو و عائلته يقيمون في المهجر ،
و تراه يزاود على بقية السوريين و يعترض على اتفاق هنا و هدنة هناك .

.
الثاني : أ – القيادي أو الثوري أو المؤيد الذي آثر البقاء في الوطن و لكن حصر مهمته في الجبهات الخلفية اثناء المعارك ، و بعد انتهاء المعركة يتقدم الصفوف الأمامية بسرعة قياسية فالغنائم كالسيف إن لم تسرقها سيسرقها غيرك .
الغنائم و التشويل بلغة المرتزقة من الثوار أو المجاهدين يقابلها التعفيش بلغة المرتزقة من الشبيحة المؤيديين .
و لو حاولنا أن نخصص بالحديث عن الحالة الكردية فأيضا” هناك نوعين :

.
أولا” 1- السياسيين في المجلس الوطني الكردي و المحسوبين عليهم و الذين ما فتئوا يدعون لمظاهرات و لتصعيد النشاط المعارض للادارة الذاتية في الداخل بينما هم و عائلاتهم في الخارج .
و تراهم يلعبون على وتر الشعور القومي في الاعلام و يزاودون بينما في الواقع باعوا الشعارات و الحقوق و أنفسهم بأبخس الأثمان .

.
2- المؤيدين للإدارة الذاتية الذي يتغنون بوحدات حماية الشعب و اذا سمعت كلماتهم و خطاباتهم فستصيبك النشوة من كثرة الحماس ، لكن نفس هؤلاء المفوهين يرسلون أبناءهم إلى الخارج او يتحايلون كي لا يحمل أبناءهم السلاح و ذلك عبر تزويجهم و توظيفهم في عمل إداري أو …. أو …. .

.
تراهم يزاودون نحن نضحي و نقدم .. بينما حقيقة الأمر أنهم متسلقون انتهازيون فاسدون ضحوا بالشعب و قدموا أساليب حديثة في الفساد .
خلاصة الكلام الخيانة بينة ، و النزاهة بينة .
و من يدعو لاستمرار الحرب و يعمل على إذكاء نيرانها اخذا” هو و عائلته بكافة وسائل الحماية لا يجوز أن يكون له شأن في سورية المستقبل و إلا فإن المحرقة السورية التي عشناها ستتكرر كل حين و مين و ستكون سورية بلد يعاني من نقص المناعة .

.
التاريخ لا يكرر نفسه و لكن الإنسان يكرر أخطاءه .

.
ريزان حدو

آخر التحديثات