بــــــــلاغ صادر عن اجتماع هيئة الرئاسة للتحالف الوطني الكردي في سوريا

بيانات سياسية 13 أغسطس 2016 0
بــــــــلاغ صادر عن اجتماع هيئة الرئاسة للتحالف الوطني الكردي في سوريا
+ = -

عقدت هيئة الرئاسة للتحالف الوطني الكردي في سوريا (HEVBENDÎ) اجتماعها الاعتيادي بتاريخ يوم السبت الواقع في 13/08/2016 في مدينة القامشلي، حيث وقف الحضور دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء مجزرة القامشلي وشهداء الحرية، تلاه إقرار جدول العمل، وتمّ تدارس الأوضاع التالية:

.
أولاً في الوضع السياسي:

.
بناءً على ضوء معطيات الواقع والمستجدات الأخيرة على الساحة السورية، رأى الاجتماعُ أن محاولات حلّ الأزمة السورية بالوسائل السلمية السياسية لا تزال تراوح مكانها بسبب عدم اكتمال التفاهمات والمساومات بين القوى الرئيسية التي تسيّر الصراع وتديره من خارج أسوار الوطن، إذْ تحاول كل جهة منها تقوية نفوذها ووجودها عبر انتصار عسكري والاستحواذ على المزيد من الأرض بغية تحسين موقعها التفاوضي وفرض شروطها، فتسعى اليوم قوى المعارضة الإسلامية من جهة، وقوات النظام وحلفاؤه من جهة ثانية الاستعدادَ لمعركة حلب التي ترى كل جهة أنها المعركة الحاسمة والمصيرية بالنسبة إليها، تلك التي سوف تترك آثاراً كارثية على مواطني حلب الأبرياء من قتل ودمارٍ وتهجيرٍ قسريٍّ.

.
أما بخصوص الانقلاب العسكري الفاشل الذي جرى في تركيا بتاريخ 15 تموز2016 ورد فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المبالَغ فيه من حيث إقدامه على تصفية خصومه السياسيين والعسكريين، وفي مختلف المواقع المسؤولة بسلك الأمن والقضاء وغيرهما بصورة غير مسبوقة وممارسة العنف المفرط بحقهم قد أثار حفيظة كل من أمريكا والاتحاد الأوربي اللتين طالبتا الحكومة التركية بمعاملة الانقلابيين وفقاً للقانون، عدا عن الشكوك التي راودت العديد من المراقبين للشأن التركي بمدى مصداقية الرواية التركية الرسمية بخصوص هذه المحاولة الانقلابية العسكرية. وفي مجمل الأحوال، فقد أبدى الاجتماع رفضه للانقلابات العسكرية على الشرعية الدستورية، وأن التحولات الديمقراطية تستدعي وسائل ديمقراطية حقيقية.

.
فبعدَ أن تعكرت الأجواء السياسية وساءت العلاقات بين كل من تركيا وأمريكا والاتحاد الأوربي، ونتيجة للوضع الاقتصادي الذي قاربَ حد التأزم نتيجة العقوبات الاقتصادية من جانب روسيا وانحسار السياحة فيها، اضطر الرئيس التركي إلى إجراء تغيير دراماتيكي في مجمل سياساته، فبدأ بتطبيع العلاقات مع روسيا وتحسينها مع اسرائيل تمهيداً لإتباع سياسة جديدة حيال الملف السوري، وبدأ ينحو باتجاه المحور الروسي الإيراني والتعهد بإغلاق الحدود أمام دخول الإرهابيين إلى سوريا وعدم المشاركة في أو دعم أية محاولة لإسقاط النظام السوري وممارسة نفوذها في جنوب شرق أسيا على الحركات الإسلامية التي تتوجس منها روسيا مقابل تعهد روسي بعدم دعم كيان كردي على حدود تركيا الجنوبية والإسراع في تنفيذ المشاريع الاقتصادية ومنها خط الغاز البحري ورفع العقوبات الاقتصادية عنها. وبدا واضحاً للجميع بأن الهاجس الكردي هو الهاجس الأول لدى حكومة حزب العدالة والتنمية وأنها مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة في سبيل إجهاض عملية حصول الكرد على حقوقهم القومية المشروعة في أي جزءٍ من أجزاء كردستان. مما يوحي بحصول تغييراتٍ في الملف السوري سوف تكشفه الأيام القليلة القادمة.

.
ثانياً: في الوضع الكردي

.
رأى المجتمعون أن العنوانَ الأبرز لوضع الحركة السياسية الكردية في سوريا هو التشتت والانقسام والانشغال بصراعاتٍ هامشية تساهم في تعميق الشرخ وتعكير صفو الأجواء بين النخب السياسية التي يفترض بها أن تتولى حُسْنَ إدارة الصراع ومعرفة ترتيب الأولويات، بل وصل الأمر ببعض رموزها -وبكل أسف-إلى درجة إلصاق التهم وإطلاق أحكام التخوين بحق المخالفين معهم بالرأي دون إيلاء أي اهتمام أو احترامٍ لحق الاختلاف في إطار الوحدة.

.
وفي هذا الشأن، لا يزال الأخوة في المجلس الوطني الكردي يتخذون من الائتلاف الوطني المعارض الذي يرفض الاعتراف بالحقوق الكردية مكاناً لهم، ويبدون التشكيك في مجمل سياسات حركة المجتمع الديمقراطي، وموقفهم من قوات حماية الشعب التي تحمي مناطقنا من الإرهاب والعابثين بأمن المواطنين يتقاطع مع موقف الحكومة التركية، ويتخذون موقفاً عدائياً غيرَ مفهومٍ من التحالف الوطني الكردي على الرغم موقفنا المتسامح المتوازن والمبني على المصلحة القومية لشعبنا الكردي المنطلق من الأرضية السورية ومصلحة بلدنا سوريا من كافة الأحزاب والأطر الكردية والعربية بما فيها المجلس الكردي. وكذلك، فإن الممارسات والسياسات المتفردة التي تتخذها حركة المجتمع الديمقراطي وشكليةُ قبولها بالتشارك الحقيقي في اتخاذ القرارات الوطنية يَحُول دون تمكّن الحركة الكردية من إنجاز تقاربها وتشكيل مرجعية سياسية تناط بها مهام قيادة هذه المرحلة الهامة من حياة شعبنا الكردي ومصيره.

.
ولا يخفى على أحدٍ بأن شعبنا الكردي مستهدفٌ من جانب قوى إقليميةٍ حاقدة تستخدم فصائل إرهابية مسلحة وتنظيمَ داعش أدواتٍ في تحقيق أهدافها، وقد استطاعت تلك القوى من التسلل عبر فجواتِ انقسام الصف الكردي توجيهَ ضربةٍ مؤلمة إلى مدينة القامشلي يوم 27/07/2016 عبر تفجير شاحنة مفخخة بأطنان من المواد المتفجرة في الشارع العام قرب جامع قاسمو الشهير أودتْ بحياة أكثر من 50 مواطناً وما يزيد عن 180 جريحاً، تتضحُ أهمية مسؤوليتنا جميعاً في تجميد صراعاتنا البينية وتلبية مبادرتنا في عقد اجتماع عاجلٍ تحضره جميع الأطراف دون إقصاء للتوصل إلى وحدة الصف الكردي عملياً وليس تكتيكاً موسمياً لتمرير أزمة طارئة.

.
الجدير بالذكر أنّ قوى الإرهاب قد لجأتْ إلى فعلتها الجبانة تلك انتقاماً من هزائمها على يد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل قواتُ حماية الشعب وحماية المرأة عمادَها الرئيسي في منبج التي تحررت يوم أمس من رجس الإرهاب الداعشي، واستهدافاً للسلم الأهلي والعيش المشترك بين المكونات الوطنية السورية المتآلفة.

.
في الختام، فإننا نناشد أشقاءنا في قيادات الحركة الكردستانية القيام بواجبهم القومي في الضغط على الجميع لإنجاز هذه المهمة المشرّفة لتغليب التناقض مع أعداء شعبنا على سواه في هذه المرحلة التي تتطلّبُ تجميدَ الصراعات الداخلية والتفرغ لمواجهة الخطر الداهم، خطر ذلك الغول المتعطش للدم، الذي لا يميز بين أحزابنا وأطرنا وألواننا…

.
ثالثاً: في الوضع التنظيمي:

.
تم قراءة التقارير الواردة من مكاتب التحالف والتوقف على اقتراحاتها بخصوص تطوير العمل التحالفي وتلبية طلباتها. وقيّم المجتمعون أداء التحالف وبيان الأخطاء والسلبيات لتجاوزها مستقبلاً وتثبيت الإيجابيات. كما تمّ اتخاذ جملة من القرارات الهادفة إلى رفع سوية العمل المؤسساتي والجماهيري للتحالف.

.
13/08/2016
هيئة الرئاسة
للتحالف الوطني الكردي في سوريا HEVBENDÎ))

آخر التحديثات