رسائل هيروشيما الأم إلى ابنتها حلبجا

آراء وقضايا 13 مارس 2016 0
رسائل هيروشيما الأم إلى ابنتها حلبجا
+ = -

ماس شيخموس /
.
كتبت نفرتيتي كوردستان في أوراق البردي سيأتي يوم و تبعث الأم هيروشيما اليابانية في كل عام برسائلها إلى أبنتها حلبجا الكوردستانية، و فيها تناجي العاشقين للحرية لرؤية المأسي الانسانية للدفاع عن حقوق الإنسان.
.
ففي السادس من أغسطس من عام 1945م، و بتمام الساعة 10:10 بتوقيت اليابان، حدث ضباب كثيف أسود اللون، و خلال ثلاث دقائق استشهد 100.000 إنسان رحمة الله عليهم، و سبب ذاك الضباب هو أن هاري ترومان رئيس أمريكا الأسبق في لحظة ضعفه أمام بسالة الجندي الياباني في الحرب العالمية الثانية أمر بإلقاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، و بعدها بعث برسالة إلى الإمبراطور هيروهيتو أن يستسلم لكن الإمبراطور رفض الاستسلام .
.
و بعد ثلاثة أيام أي في التاسع من أغسطس أمر الرئيس هاري ترومان جنوده  مرة أخرى بإلقاء قنبلة على مدينة نكازاكي اليابانية.
.
و بعدها ب ( 43 سنة، و ستة أشهر، و عشرة أيام) ولدت للأم هيروشيما ابنة هي حلبجا الكردستانية و أسمتها ( هيروشيما الصغرى)، حينما أمر صدام حسين رئيس السابق للعراق ابن عمه و وزير دفاعه في لحظة ضعفه بإلقاء القنبلة الكيماوية في 16 /مارس/ 1988م حيث حلقت مقاتلات عراقية فوق مدينة حلبجا الكوردية لمدة خمس ساعات و ألقت خليطا من غاز الخردل و السارين و غازات الأعصاب، و بعدها بثلاث دقائق استشهد 20.000 إنسان رحمة الله عليهم .
.
و في مدينتي كركوك و السليمانية تم تدمير 728 قرية بالأسلحة المختلفة، إلى جانب اعتقال 25100 من السكان و من بينهم 13000 امرأة، و 4500 طفل، و18500 رجل.
.
و بعدها بيوم تعرضت 77 قرية أخرى بالأسلحة المختلفة، و تضم 22000 عائلة، كما تم اعتقال 33000 مواطن آخر و لا يعرف إلى الآن مصيرهم، و منذ ثمان و عشرون عاماً على المذبحة، لا يزال سكان مدينة حلبجا الكوردية يعانون من نسب عالية جداً من الأمراض الخطيرة مثل السرطان، و الاعتلال في الجهاز العصبي، و التشوهات الخلقية، و حالات الإجهاض.
.
أما الفرق بين الأم هيروشيما و الابنة حلبجا هو: أن الأم و أولادها قتلوا بيد أعدائها (ممكن يكون الاختلاف دينيا أو عقائديا أو من ناحية الشكل و الحجم أو في اسم القارة )، بينما الابنة و أولادها قتلت بيد المسلمون البعثيون العرب اليساريون  .
.
و من الصعب الحديث عن كل المدن و القرى الكوردية المدمرة، لأنها كثيرة و لكل منها قصة طويلة بتفاصيل متشعبة..
.
فتركيا تجند 150000 مقاتل لقتل مسلمين من الكورد لأنهم يختلفون عنهم في القومية و اللغة.
.
و إيران تجند 100000 لقتل مسلمين من الكورد  لأنهم يختلفون عنهم في المذهب الديني و اللغة.
.
أما العرب البعثيون(في سوريا و العراق) يجندون 50000 لقتل مسلمين من الكورد لأنهم يختلفون عنهم في القومية و اللغة.
.
لدرجة أصبح مصير الكورد مثل حال طائر الفينيق ” العنقاء” الذي تقول المثيولوجية الفينيقية انه يعود إلى الحياة فور أن يموت منبعثا من رماده”..
.
النتيجة:
.
الكورد يعشقون جوازات سفر الغزاة، ظنا منهم ستدخلهم الجنة في يوم الحساب، أو يرفع شأنهم في حياة الدنيا. لذلك ترى أعزائي القراء بأن الكورد يبنون دول الغزاة بجماجمهم.
.
ملاحظة:
.
الأرقام الواردة في المقالة من مجلة العربي، يوليو 1992م، استطلاع الصحفي عدنان حسين.
.
جغرافية حلبجا:
.
حلبجة هي إحدى محافظات كردستان، يحدها من الشمال جبل هورامان و يحدها من الشمال الشرقي سهل شارزور و من الشرق جبل شتروى و من الشمال الغربي بحيرة دربندي خان كنصف دائرة لتجعل من هذه المدينة شبه جزيرة بين الماء و الجبال. تبعد عن مركز مدينة السليمانية ٨٣/كم وتبعد عن الحدود الإيرانية 8 – 10 أميال. ترتفع مدينة حلبجة عن مستوى سطح الماء ٧٢٦ م، مما يعطيها مناخاً متناسباً ولطيفاً.
.
سبب تسمية مدينة حلبجة يرجع إلى فاكهة الآجاص حيث أن ترجمتها باللغة الكردية هي “هه لوجه” و هي فاكهة تشتهر بها مدينة حلبجة.
و قد يكون سبب تسمية مدينة حلبجة مأخوذ من الجملة الفارسية (عجب جا) و التي تعني مكان ملفت للنظر.

آخر التحديثات