حاجي سليمان …
.
الجولة الرابعة من محادثات جنيف حول الوضع في سوريا قد يختلف عن سابقاتها بخصوص التسوية الكاملة والمشاركين فيها … فحتى اللحظة ليس هناك شيئ واضح بمشاركة الكورد وفق المندوب الدولي والمفهوم الروسي فيها ..وفي الوقت نفسه ان قرار وقف إطلاق النار والأعمال القتالية في سوريا ليس كما يجب رغم اتفاق الروس والامريكان وبعض الفصائل التي تقاتل في الساحة السورية اضافة الى النظام وتوابعه من الإيرانيين وحزب الله والشيعة عموماً .. حيث الهدنة مهزوزة رغم التأرجح في تنفيذها ولكن لا بد من اخذها بعين الاعتبار وإسقاطها على الواقع في الحوارات التي قد تجري لغايات ومصالح مختلفة عن إرادة الشعب السوري …وان بدء المظاهرات جديداً في ظل الهدنة المهزوزة أظهرت على السطح شعاراً مبطناً وهو شعار وحدة الشعب السوري شكلاً لا مضموناً حيث الوحدة في نظر الأغلبية العظمى منهم هي ان تكون القرار للاغلبية والتعب والقهر والإنكار للاقليات من قبل الذين يطالبون باسقاط النظام المتمثل ببشار الأسد وعائلته في سوريا الذي عمل بكل خباثة لانزلاق الشعب الى الحضيض وتسليح الثورة لانحرافها عن المسار المطلوب ..
.
وان الشعب السوري الذي عانا الامرين من عذابات السجون والتشرد والذل والهجرة الى الى الشتات تخلي الجميع عنهم ولم يبقى ما يدغدغ مشاعر الشعب الا الجماعات الاسلامية المتشددة التي كانت وراء تمييع الثورة وايصال الشعب الى ما هو عليه الان …فالسوريين حسموا أمرهم في عدم وجود احدا يدعمهم في الكون وكذب الجميع بحقهم وهم يلقون مصيرهم وحيداً امام همجية النظام وممارساته القمعية من جهة وارهاب الفصائل التي تدعي بالإسلام ديناً من جهة اخرى … ويعترفون بان حمل السلاح لم يكن خيارهم لولا بطش النظام بحق الابرياء ..
.
ويدرك الشعب او على الأقل الذين يفهمون تشابك الامور وتعقيداتها بان أية تسوية لاتخضع للرقابة الاممية وضوابط محكمة من قبل مجلس الأمن الدولي سيكون هشاً وغير قابل الاستمرارية …مما اصبح الجميع او على الأقل الذين يريدون الخير للشعب السوري في حيرة من امرهم بسبب غموض المصالح وتداخل الأوراق ببعضها من خلال المحاولات التي تجري وراء الكواليس لضياع الحقوق بين اروقة المتحالفين في الوصول الى مغزاهم دون إرادة الشعب السوري…فالأوروبيين الذين ضاق بهم الامر نتيجة غزو اللاجئين لبلدانهم مضطرين الى قبول طلب اردوغان في عقد الصفقات معه تهديده لأوربا باللاجئين إن لم يدفعوا الاتاوات لتركيا الأردوغانية من اجل منعهم…
.
ولا يهدد الكيان التركي الا المشروع الروسي الامريكي بفيدرالية سوريا ليحصل الجميع على حقوقهم كاملة دون نقصان وخاصة الكورد منهم وانه يعارض الطموح الكوردي أينما كان ..مما سارعت القيادة الاردواغية في إرسال مندوبها الى الحكومة الإيرانية لتوضيح الامر حول الطموحات الكوردية التي قد تتحق في حال اصرار الروس والامريكان على التسوية في سوريا .. هنا يفهم المرء بانه مهما كانت درجة العداوة بين القيادة الإيرانية والتركية حول القضايا العالقة الا انهم يتوحدون ضد القضية الكوردي .. والكورد أنفسهم للأسف لايتوحدون لابل هناك من يتسارع في التعامل مع أعداء قضيتهم … نعم سيذكرهم التاريخ بانهم اصطفوا مع الأعداء في اهم مرحلة تاريخية لصالح شعبهم المسكين .. والعودة الى ما سيجري في جنيف حتماً سيكون خارج إرادة النظام والمعارضة معاً وأنهما مضطرين لقبول ما يجري من الحوارات والاتفاقات الضمنية بين كل من روسيا والامريكان وليس على المعنيين الا القبول بالحوار عجبهم ام لم تعجبهم .. حيث القطبين الرئيسيين الذين يديرا الحوارات مجبرين على فرض الحلول على حلفائهما من النظام والمعارضة جبراً رغم عدم سهولة الامر ..
.
في الوقت الذي بات النظام مسلوب الإرادة تابعاً لمن يحميه من السقوط والانهيار امام الجماعات الإرهابية ..ولايخفى بان هناك الكثير من الأطراف قد تستطيع عرقلة سير الأحداث في حوارات جنيف اضافة الى جماعة داعش وجبهة النصرة وتوابعهما من الجماعات الاسلامية المتشددة والنظام واخير الدولة التركية بقيادة اردوغان والقيادة الإيرانية بعد اتفاقهما المبطن بخصوص المشروع المطروح من قبل الروس والامريكان .. فإذا لم تصرالدول الراعية على تطبيق المشروع بقوة وعدم الرد على عويل وصراخ الخائفين من تطبيق المشروع وشملهم مستقبلاً سوف تطول الحوارات وسنرى جنيفات عديدة ……
.
لذا فالحل يبدوا غير سهلاً وليس واضحاً بقدر ما هو ضبابي يسير الشكوك من حولة ولا بد من إقناع الجميع وإسكاتهم جبراً اوأرضائهم بكيفية الحلول وتوزيع الكعكة وفق إرادة الأقوياء …