
ما إن تصل إلى الكيلومتر السابع عشر من الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة حلب التي تعاني من دمار و حصار و نزوح و غلاء معيشة حتى تسمع هاوااار صادرة من آباء و اللوري من أمهات تل عرن و تل حاصل البلدتين الكورديتين المنسيتين .
.
تلك البلدتين التي دفعتا ثمنا” باهظا” ضريبة لموقعهما الاستراتيجي قربهما من معامل الدفاع ، إضافة لوقوعهما على الطريق الوحيد الذي يربط مدينة حلب بباقي المحافظات السورية ، و الأهم الأهم أن سكانها كورد .
.
حاليا” خفت حدة الاشتباكات و القصف و نعيش حاليا” حالة هدوء حذر ، بهذه الكلمات بدأ المحامي علاء الدين الخالد كالو ابن تل حاصل و الذي نزح إلى عفرين حديثه معي .
.
و يتابع محدثنا : بأن عدد المدنيين في تل عرن و تل حاصل من السكان الأصليين حوالي خمسة و ثلاثون ألف مدني إضافة لتواجد آلاف النازحين من القرى و البلدات المجاورة ( تل بلاط – كبارة – تل علم – حويجينة – تل إصطبل – بيدورة ) .
.
مؤخرا” عانينا كثيرا” من هجمات داعش و تعمدها قصف البلدتين لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا من المدنيين كنوع من الانتقام للخسائر التي يتلقاها التنظيم من الكورد إن كان في سورية أو العراق .
.
و لدى سؤالنا عن القوى الموجودة على الأرض و التي تدافع عن البلدتين :
.
لايوجد في تل عرن و تل حاصل أي تواجد لأية قوة عسكرية و من يتولى الدفاع عن القرية هم رجال و نساء القرية و الذين اتخذوا قرارا بعدم اﻹرتباط بأي جهة سياسية أو أي فصيل عسكري .
.
و ارتباطهم الوحيد بأرضهم و هويتهم متسلحين بوحدتهم و التي تحققت بحكمة مشايخهم بعد أن اتفقوا على نبذ كافة الخلافات السياسية و العشائرية ليبقى تركيزهم فقط على معركتهم مع داعش و أخواتها و التي قدمت فيهما البلدتين مئات الشهداء و الجرحى إضافة لعشرات المختطفين .
.
ويبقى التساؤل الكبير :
.
بأي لغة يتوجب على رجال تل عرن و تل حاصل الصراخ .
و يأي لغة يتوجب على النساء البكاء
إن كان هاواااار الرجال و اللوري بصوت النساء لم يصل لمسامع الرأي العام الكوردي حتى الآن .
.
ريزان حدو / كاتب كوردي