درعا على صفيح ساخن: مقتل 8 في اشتباكات الصنمين ومصير الهيمد مجهول

تقارير خاصة 06 مارس 2025 0
درعا على صفيح ساخن: مقتل 8 في اشتباكات الصنمين ومصير الهيمد مجهول
+ = -

كوردستريت|| #درعا 

شهدت مدينة الصنمين شمالي محافظة درعا، يوم امس الأربعاء 5 مارس 2025، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام السوري ومجموعة مسلحة يقودها محسن الهيمد، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص على الأقل، بينهم عناصر من الجانبين، وإصابة آخرين.

بدأت الأحداث عندما تعرضت مجموعة من خمسة أشخاص لهجوم بالأسلحة الرشاشة مساء الثلاثاء 4 مارس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم. عقب ذلك، فرضت قوات الأمن العام حظر تجوال في المدينة، وتعرضت إحدى دورياتها لهجوم من قبل عناصر مجموعة الهيمد، ما أسفر عن إصابة عدد من العناصر. 

استجابة لهذه التطورات، أطلقت قوات الأمن العام، بدعم من وزارة الدفاع السورية، حملة أمنية واسعة النطاق استهدفت الحي الغربي من المدينة، حيث تتحصن مجموعة الهيمد. استخدمت القوات الدبابات والآليات الثقيلة في العملية، وهي المرة الأولى التي تُستخدم فيها الدبابات منذ سقوط نظام الأسد. واجهت القوات تحديات بسبب استخدام المجموعة المسلحة للمدنيين كدروع بشرية وتحصنها في منازل المدنيين. 

خلال الاشتباكات، أُصيب عدد من المدنيين، بينهم امرأة وطفلة. أُعلنت هدنة مؤقتة لمدة ساعة واحدة عبر مساجد المدينة لإجلاء المدنيين من مناطق الاشتباك. ورغم هذه الجهود، استمرت الاشتباكات بوتيرة عنيفة بعد فشل المفاوضات لإقناع ما تبقى من المجموعة بتسليم أنفسهم. 

مجموعة محسن الهيمد متهمة بتنفيذ عشرات عمليات الاغتيال في الصنمين، وكانت تعمل سابقًا لصالح فرع الأمن العسكري وتنظيم “داعش”. كما وفّرت ملاذًا آمنًا لعناصر وقيادات التنظيم بعد اتفاق التسوية في 2018، وسهّلت تنقلهم بين المدن والبلدات بالتنسيق مع الأفرع الأمنية. 

حتى مساء الأربعاء، تمكنت قوات الأمن من القبض على عدد من أفراد مجموعة الهيمد، بينما لا يزال مصير قائد المجموعة، محسن الهيمد، مجهولًا. تستمر القوات في تضييق الخناق على المناطق التي يتحصن بها ما تبقى من عناصر المجموعة، مع تأكيدها على استمرار العملية حتى القضاء على بقايا الجماعة المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار للمدينة. 

تأتي هذه التطورات بالتزامن مع تعيين أنور طه الزعبي محافظًا جديدًا لدرعا، وهو من مواليد عام 1975 ومن بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي، وكان له دور نشط في الشمال السوري بعد تهجيره عام 2018. 

يُذكر أن مدينة الصنمين شهدت منذ سنوات سلسلة من عمليات الاغتيال التي وُجهت أصابع الاتهام فيها لمجموعة الهيمد، والتي عملت سابقًا لصالح فرع الأمن العسكري قبل سقوط النظام. خرجت احتجاجات سابقة تطالب بمحاكمة الهيمد بسبب تورطه في قتل العديد من المدنيين. 

تستمر العملية الأمنية في الصنمين وسط دعم شعبي واسع لمطالب محاسبة مجموعة الهيمد وإعادة الاستقرار إلى المدينة.

 

آخر التحديثات