
كوردستريت|| #وكالات
( القاهرة – متابعات) مع انطلاق القمة العربية الخاصة بفلسطين، التي تبنّت خطة مصرية لمواجهة مخطط التهجير، بدأ الكشف عن تفاصيل هذه الخطة، التي تمتد على 112 صفحة وتحتوي على خرائط وصور توضيحية تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي. تهدف الخطة إلى إعادة إعمار غزة، تمكين السلطة الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، إلى جانب إنشاء مطار وميناء تجاري، وسط جهود عربية ودولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
تتضمن الخطة مرحلة انتقالية مدتها ستة أشهر، يتم خلالها تشكيل لجنة مستقلة لإدارة غزة مكونة من تكنوقراط وشخصيات غير فصائلية، تعمل تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، تمهيدًا لاستعادة السلطة الفلسطينية سيطرتها الكاملة على القطاع. وفي هذا السياق، تعمل مصر والأردن على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية استعدادًا لنشرها في غزة، في ظل إعلان حركة حماس موافقتها على التخلي عن إدارة القطاع مدنيًا.
أما على صعيد إعادة الإعمار، فتمتد العملية لخمس سنوات، مقسمة إلى مرحلتين رئيسيتين: الأولى تستغرق عامين بتكلفة 20 مليار دولار، وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية، فيما تمتد المرحلة الثانية لعامين ونصف بتكلفة 30 مليار دولار، وتتضمن بناء 200 ألف وحدة إضافية، إلى جانب إنشاء مطار وميناء تجاري. كما تشمل الخطة توفير 7 مواقع سكنية مؤقتة تستوعب نحو 1.5 مليون فلسطيني عبر وحدات سكنية متنقلة (كرفانات) بمتوسط 6 أفراد لكل وحدة، بالتوازي مع إعادة تأهيل شبكات الكهرباء، المياه، والاتصالات، وتطوير مشاريع بنية تحتية، بما في ذلك مراكز تكنولوجيا، حدائق، وفنادق ساحلية.
سيتم تنفيذ عمليات إعادة الإعمار بالتعاون مع 24 شركة عالمية و18 مكتبًا استشاريًا، مع ضمان مشاركة فلسطينية في المشاريع التنموية. كما تتضمن الخطة إبرام هدنة متوسطة المدى بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، تشمل وقف الاستيطان وهدم المنازل الفلسطينية، تمهيدًا لاستئناف مفاوضات تقود إلى حل الدولتين. وتشير الخطة أيضًا إلى إمكانية نشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة الغربية وقطاع غزة، تحت إشراف مجلس الأمن.
أما في الجانب الأمني، فتقترح الخطة معالجة ملف الفصائل المسلحة عبر عملية سياسية ذات مصداقية تساهم في إنهاء مسببات امتلاك السلاح، مع نشر الشرطة الفلسطينية المدربة لضبط الأمن الداخلي. وبالتوازي مع ذلك، سيتم توفير مدارس ومستشفيات متنقلة (كرفانات) خلال مرحلة التعافي المبكر، لحين استكمال بناء المنشآت الصحية والتعليمية ضمن المرحلة الأولى من إعادة الإعمار.
تعكس الخطة المصرية رؤية متكاملة لإعادة إعمار غزة، وتحقيق الاستقرار السياسي، وتهيئة الأجواء لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، عبر مسار اقتصادي وتنموي واضح، مدعوم بجهود إقليمية ودولية تضمن تنفيذه على أرض الواقع.