تحول اجتماعي في العلاقات الزوجية: ظاهرة زواج النساء من رجال أصغر تثير النقاش

المراة و المجتمع 26 فبراير 2025 0
تحول اجتماعي في العلاقات الزوجية: ظاهرة زواج النساء من رجال أصغر تثير النقاش
+ = -

كوردستريت|| #المراة والمجتمع 

 

شهدت السنوات الأخيرة تحوّلاً ملحوظاً في النمط الاجتماعي التقليدي المتعلق بالعلاقات الزوجية، حيث بات اختيار النساء لرجال أصغر منهن سنّاً ظاهرة متزايدة تثير تساؤلات حول الأسباب والدوافع النفسية والاجتماعية وراء هذا التوجه الجديد.

الإحصائيات والتغير في الأولويات

تشير الدراسات إلى أن 56% من النساء يُفضلن الزواج من رجال أكبر بفارق زمني يتراوح بين 5 إلى 15 سنة، سعياً وراء تحقيق الأمان والاستقرار. ومع ذلك، يُلاحظ أن نسبة كبيرة من النساء بدأت تتجه نحو اختيار شركاء حياة أصغر، مما يعكس تحوّلاً في الأولويات والقيم الاجتماعية.

وجهات نظر الخبراء

 

في حديثها لبرنامج “الصباح” على سكاي نيوز عربية، أوضحت الاستشارية النفسية والأسرية منى غازي أن نجاح العلاقة الزوجية لا يعتمد حصراً على فرق العمر، بل يرتكز على أسس أساسية مثل التفاهم والاحترام المتبادل. وأكدت غازي: “العمر مجرد رقم إذا توفرت أسس سليمة للعلاقة الناجحة”. وأضافت أن تطور الفكر والثقافة المجتمعية ساهم في تقبل هذا النمط الجديد من الزواج، حيث أصبح التوافق النفسي والاجتماعي العنصر الأكثر أهمية لنجاح العلاقة.

الدوافع النفسية والاجتماعية

أشارت منى غازي إلى التمييز بين العمر الزمني والعمر العقلي، مشيرة إلى أن النساء اللاتي يتمتعن بالاستقلالية والنضج يمكنهن بناء علاقة ناجحة مع رجال أصغر بشرط توافق المعايير والقيم الأخرى. وذكرت: “المرأة قد تجد في الرجل الأصغر الحنان والدعم، بينما يجد الرجل في المرأة الأكبر مصدرًا للنضج والاستقرار العاطفي”.

دور وسائل الإعلام وتأثيرها

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي وقصص نجاح المشاهير في تطبيع فكرة زواج النساء من رجال أصغر، حيث ساعدت هذه القصص على تغيير المفاهيم التقليدية. فقد أصبح الجمهور يرى أن الحب والتفاهم هما الأساس الحقيقي لعلاقة ناجحة، متجاوزاً بذلك الاعتبارات المرتبطة بفارق العمر.

التحديات والتحفظات
رغم التطورات الإيجابية، لا تزال بعض المجتمعات، خاصة في العالم العربي، تحمل تحفظات تجاه هذه الظاهرة؛ إذ يُنظر إلى فارق العمر أحياناً كعائق إذا تجاوز حدوداً معينة. إلا أن الخبراء يؤكدون أن التفاهم والانسجام بين الطرفين يظلان العامل الحاسم في نجاح العلاقة، بغض النظر عن الفروقات العمرية.

تعكس هذه الظاهرة تحولات اجتماعية عميقة تعيد صياغة معايير العلاقات الزوجية التقليدية. وبينما يستمر المجتمع في التطور، يبقى الحوار الدائر حول تأثير هذه التغييرات مفتوحاً، مما يدعو إلى إعادة النظر في مفاهيم الاستقرار والنجاح في العلاقات الأسرية.

آخر التحديثات