
كوردستريت|| #وكالات
برلين / واشنطن – (رويترز)
أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على دعم ألمانيا في مواجهة التحديات العسكرية والاقتصادية التي تواجهها، مشددًا على استمرار المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها برلين لكييف. تأتي تصريحات شولتس في ظل تصاعد التوترات بين أوكرانيا والولايات المتحدة بسبب مطالبات واشنطن بإبرام صفقة معادن استراتيجية، تربط وصول كييف إلى شبكة الإنترنت الفضائية ستارلينك بإمكانية الوصول الأمريكي إلى الموارد المعدنية الأوكرانية.
– تهديد أمريكي بقطع أوكرانيا عن “ستارلينك”
وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز، هددت الولايات المتحدة بفصل أوكرانيا عن شبكة “ستارلينك” للإنترنت الفضائي إذا لم توافق كييف على اتفاق يمنح واشنطن حق الوصول إلى المعادن الاستراتيجية الموجودة في أراضيها، والتي تشمل الليثيوم والتيتانيوم والنيكل، وهي معادن أساسية في صناعة التكنولوجيا والدفاع والطاقة المتجددة.
وتعتبر “ستارلينك”، التي تديرها شركة سبيس إكس التابعة للملياردير إيلون ماسك، عنصرًا حاسمًا في البنية التحتية الأوكرانية، حيث توفر اتصالات آمنة للقوات الأوكرانية في ساحة المعركة وتدعم تشغيل المنشآت الحيوية.
– موقف ألمانيا والدعم المستمر لأوكرانيا
وفي ظل هذا التصعيد، شدد المستشار الألماني شولتس على أن برلين لن تتخلى عن أوكرانيا، مؤكدًا أن ألمانيا مستمرة في تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لكييف، رغم تزايد الضغوط الداخلية والخارجية. وكانت ألمانيا قد أعلنت في وقت سابق عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة تشمل أنظمة دفاع جوي ودبابات وذخائر لتعزيز قدرات أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.
– معركة المعادن وتأثيرها على التحالف الغربي
تعتبر أوكرانيا واحدة من أغنى الدول بالموارد المعدنية في أوروبا، حيث تمتلك احتياطات ضخمة من العناصر الأرضية النادرة والمعادن الأساسية التي تدخل في صناعات التكنولوجيا المتقدمة والدفاع. ومع تزايد المنافسة العالمية على هذه الموارد، تحاول الولايات المتحدة تأمين إمدادات مستقرة من المعادن الاستراتيجية وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية مع الصين وروسيا.
ويطرح هذا الملف تحديات جديدة للتحالف الغربي، إذ تخشى بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، من أن يؤدي الضغط الأمريكي على أوكرانيا إلى إضعاف موقف كييف التفاوضي واستغلال مواردها في ظل الحرب المستمرة.
– ماذا بعد؟
يظل من غير الواضح ما إذا كانت أوكرانيا ستوافق على الشروط الأمريكية المتعلقة بالمعادن، لكن هذه الأزمة تسلط الضوء على البعد الاقتصادي للحرب الأوكرانية، حيث لا يقتصر الدعم الغربي على الأسلحة فقط، بل يمتد إلى المصالح الاستراتيجية في الموارد الطبيعية والطاقة.
في الوقت نفسه، تؤكد تصريحات شولتس أن ألمانيا تحاول الحفاظ على توازن في دعم أوكرانيا دون الانخراط في سياسات الضغط الأمريكية، مما قد يعكس تباينًا متزايدًا داخل المعسكر الغربي حول مستقبل الشراكة مع كييف.