كوردستريت|| #متابعات
أكد مراقبون سياسيون ان مفاوضات صعبة تنتظر المشاركين في محادثات تحديد مستقبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في ظل حكومة سورية جديدة تسعى لتوسيع سيطرتها على كامل الأراضي السورية وحصر السلاح بيد وزارة الدفاع الجديدة.
وأضاف المراقبون أن هذه المهمة التي ترعاها واشنطن تتمثل في السعي إلى ضمان استمرار قسد في قتال تنظيم داعش ، بينما ترى تركيا في هذه القوات امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وأكدوا أنه في ظل تباين المواقف الأميركية والتركية، تبرز أيضاً قضية دمج “قسد” في المؤسسة الأمنية السورية الرسمية، إلى جانب إدارة المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات في حلب والحسكة ودير الزور والرقة، والتي تضم أبرز مصادر الثروات السورية من حقول النفط والقمح.
وفي هذا السياق اشاد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بأكراد بلاده باعتبارهم يضيفون “جمالاً وتألقا” للشعب السوري، متعهداً ببناء دولة تسودها المساواة والعدالة.
من جهته قال جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى سوريا : إن المهمة الرسمية للقوات الأميركية في شمال سوريا هي التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لمكافحة تنظيم داعش.
وأضاف جيفري ، أن السبب الثاني لوجود القوات الأميركية كان لمنع توسع النفوذ الروسي وكذلك منع انتصار نظام بشار الأسد، وهي أهداف تحققت بعد سقوط نظام الأسد على يد هيئة تحرير الشام”، حسب تعبيره.
وأوضح أن الوضع على الأرض قد تغير، وأن الولايات المتحدة لم تعد تقدم وعوداً جديدة للأكراد في سوريا بعد هذه التطورات، كما أنها لم تدعم فكرة إنشاء جيش منفصل داخل الدولة السورية.
وأشار جيفري إلى أن الإدارة الأميركية تشجع “قسد” على التفاوض مع هيئة تحرير الشام لإيجاد سبل لتعزيز وحدة السوريين، وهو الهدف المشترك للجميع.
ونوه جيفري إلى أن الوضع في سوريا تغير بعد سقوط نظام الأسد، وأن المهمة الأميركية السابقة كانت دعم المعارضة السورية وحماية إسرائيل من التهديدات الإيرانية وميليشياتها، بينما الآن هناك مصلحة أميركية في وجود سوريا موحدة وعلاقات جيدة مع دمشق.
ويؤكد المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى سوريا، أن الولايات المتحدة تتبع سياسة واضحة تجاه الملف السوري، تتمثل في إبعاد حزب العمال الكردستاني، المصنف على لائحة الإرهاب، عن المشهد السوري، ودمج القوات العسكرية المختلفة، والاستفادة من ثروات سوريا الطبيعية، وخاصة حقول النفط، بما يعود بالفائدة على جميع الأطراف.
أما بالنسبة للعلاقات الإقليمية، فقد أكد جيفري أن تركيا وقوات “قسد” هما من حلفاء واشنطن، وأن الولايات المتحدة لديها علاقات جيدة مع الإدارة السورية الجديدة، كما أشار إلى أن واشنطن قادرة على الوصول إلى صيغة توازن بين تركيا وقسد.
وأشار أيضاً إلى أن هناك توازناً مع تركيا، وأن واشنطن لن تتخلى عن دعم “قسد” في حال تعرضت لضغوط عسكرية، رغم أنها ستشجع الأكراد السوريين على فهم أنه لا توجد ضمانات أبدية لدعم دولة داخل دولة في شمال شرق سوريا.
وأكد على أهمية التعاون مع الدول العربية الحليفة، وإسرائيل، وتركيا لمنع عودة النفوذ الإيراني إلى سوريا، والعمل مع الحكومة السورية الجديدة مع الحفاظ على توازن بين دعم هذه الحكومة والعقوبات المفروضة على بعض أطرافها المتهمة بالإرهاب.
وفي رد على مطالب قسد قال وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة، مرهف أبو قصرة، الأحد، إنه لن يكون من الصواب أن يحتفظ المسلحون الأكراد، المتمركزون في شمال شرق البلاد، بـتكتل خاص داخل القوات المسلحة السورية.
وبحسب وكالة رويترز، فإن مفاوضين دبلوماسيين وعسكريين من الولايات المتحدة وتركيا وسوريا إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية يبدون قدراً أكبر من المرونة والصبر مما تشير إليه تصريحاتهم العامة.
وأضافت رويترز أن هذه المرونة في المواقف قد تمهد الطريق لاتفاق في الأشهر المقبلة من شأنه أن يتضمن مغادرة بعض المقاتلين الأكراد من المنطقة المضطربة في شمال شرق سوريا فيما يضع آخرين تحت قيادة وزارة الدفاع الجديدة.
واشارت إلى أنه من بين القضايا الشائكة، كيفية دمج مقاتلي قسد في المؤسسة السورية العسكرية وإدارة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم والتي تضم حقولاً رئيسية للنفط والقمح.
مصادر في قسد كشفت مؤخراً عن عقد لقاء بين ممثلي “قسد” والحكومة السورية الجديدة، أسفر عن الاتفاق على تشكيل لجان خاصة لتحديد ومناقشة ملفات حيوية، مثل تشكيل الجيش السوري ومستقبل قسد.
وأوضحت هذه المصادر أن هناك اجتماعاً مرتقباً لهذه اللجان لمناقشة تفاصيل هامة حول مستقبل سوريا، وهو خطوة بالغة الأهمية في مسار الحل السياسي للبلاد.