باحث أميركي: واشنطن ما زالت بعيدة عن فهم الديناميكية السياسية “المعقدة “في العراق

آراء وقضايا 26 مايو 2018 0
باحث أميركي: واشنطن ما زالت بعيدة عن فهم الديناميكية السياسية “المعقدة “في العراق
+ = -

باحث أميركي: واشنطن ما زالت بعيدة عن فهم الديناميكية السياسية “المعقدة “في العراق

كوردستريت نيوز :

أكد الباحث الأميركي في معهد كاتو، تيد كاربنتر، ان الانتخابات العراقية الأخيرة أظهرت مرة أخرى أن قادة الولايات المتحدة ووسائل الإعلام الأميركية لا يزالون لا يعرفون أي شيء عن الديناميكية السياسية المعقدة في هذا البلد، داعيا إلى ضرورة أن تضع واشنطن خطة للخروج مما وصفه بـ “المستنقع العراقي”.

وأوضح كاربنتر، في مقال نشره بمجلة “ناشينال إنترست”، أمس الجمعة، 25 أيلول 2018، أن “الخبراء والمتابعين توقعوا أن يحقق رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، الذي تدعمه واشنطن، انتصارا كبيرا في هذه الانتخابات، لكن بدلا من ذلك حقق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، المعروف بعداوته القديمة للولايات المتحدة،  أعلى المقاعد بين الكتل المتنافسة”.

وأضاف الباحث الأميركي، أن “صعود الصدر سياسيا يعد مصدر قلق بالنسبة إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكن من وجهة نظرها، فإنه يمتلك فضيلة واحدة، وهي كرهه للنفوذ الإيراني في العراق، وموقفه هذا يؤكد أن الهوية الدينية الواحدة بين تيار مقتدى الصدر وإيران لم تنجح في إزالة العداء التاريخي بين العرب والفرس”.

وأشار إلى “أمر مقلق آخر بالنسبة إلى أميركا يتمثل في أن الفائز الثاني في الانتخابات هو تحالف الفتح، الذي يعتبر النقيض من الصدر في رؤيته لإيران، فهو إن صح التعبير كتلة تمثّل إيران ومليشياتها في العراق”، مبينا أن “أقوى فصيلين سياسيين أفرزتهما الانتخابات مناهضان لأميركا بشدة، أحدهما مؤيد لإيران، ومن هنا يمكن تصور طبيعة النتيجة بالنسبة إلى واشنطن”.

وأضاف أن “هناك نكسة أخرى أصابت المشروع الأميركي في العراق، وذلك من خلال حلفاء واشنطن من الكرد، لانه بعد استفتاء الانفصال في 25 أيلول الماضي، وما أثارته تلك الخطوة من غضب دول الجوار، سحبت واشنطن دعمها للكرد،

وهذا الأمر أدى إلى خسارة الكرد كركوك لصالح بغداد، بل أيضاً أدّى ذلك إلى خسارة الكرد للعديد من الامتيازات الخاصة بالحكم الذاتي التي كانوا يتمتعون بها”.

وختم الكاتب بالقول إن ” سياسة واشنطن في العراق تواجه اليوم مأزقا كبيرا، فالناخبون العراقيون لم يختاروا المقربين من الولايات المتحدة، كما أن الحلفاء الكرد باتوا في حالة يرثى لها، ورغم ذلك فإن مسؤولي إدارة ترمب -كما كانت الإدارات الأميركية السابقة- ما زالوا يعتقدون أن العراق يمكن أن يصبح بلدا مستقرا وموحدا وديمقراطيا ومؤيدا لأميركا في الشرق الأوسط”.

ويرى تيد كاربنتر، أن “الاعتقاد السابق خاطئ، وقد حان الوقت الاعتراف بأن النفوذ الأميركي في العراق محدود، ومن ثم يجب إعادة تقييم السياسة الكارثية التي انتهجت في هذا البلد، ومن هنا فإن على إدارة ترمب العمل من أجل تطوير استراتيجية خروج سريعة من المستنقع العراقي”، بحسب رأيه

آخر التحديثات