كوردستريت || متابعات
تشهد سوريا تطورات ميدانية وسياسية متسارعة، مع تقدم الفصائل المعارضة وسيطرتها على مناطق استراتيجية في حمص ودرعا والسويداء، بالتزامن مع انشقاقات واسعة في صفوف قوات النظام وانسحابات متتالية للميليشيات الإيرانية والروسية من مواقعها. هذه التطورات تعكس تغييرات جذرية في ميزان القوى على الأرض، وسط مؤشرات دولية على اقتراب نهاية حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
على الصعيد الميداني، أعلنت الفصائل المعارضة السيطرة على مناطق حيوية في الجنوب والشمال. ففي درعا، سيطرت على بلدة الشجرة ومنطقة حوض اليرموك بعد استسلام عناصر النظام، كما تمكنت من السيطرة على الجانب السوري من معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وفي السويداء، أعلنت الفصائل سيطرتها الكاملة على المحافظة، بما في ذلك السجن المركزي ومقرات حزب البعث، بينما شهدت حمص تقدمًا للفصائل في مناطق تلبيسة والرستن. هذه الانتصارات جاءت في ظل انهيارات متسارعة في صفوف النظام، حيث انسحبت قواته من تدمر ودير الزور، وفرّ محافظ السويداء إلى دمشق، وسط تقارير عن انشقاقات جماعية لعناصره.
الانسحاب لم يقتصر على قوات النظام، بل شمل الميليشيات الإيرانية والروسية. فقد انسحب رتل مكون من 200 سيارة لميليشيات موالية لإيران من مدينة البوكمال باتجاه العراق، مع أنباء عن بدء إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق.
وعلى الجانب الروسي، نقلت تقارير عن انسحاب القوات الروسية من تدمر إلى قاعدة حميميم، وتوزيعها أسلحة على القرى العلوية قبل انسحابها الكامل.
دوليًا، تبرز مواقف متباينة تجاه الأزمة السورية. روسيا، التي كانت داعمًا أساسيًا للنظام، أوضحت عبر مصادر مقربة من الكرملين أنها لا تملك خطة لإنقاذ الأسد، ما يشير إلى تراجع دورها الميداني.
أما الولايات المتحدة، فقد صرّح مسؤول رفيع المستوى لـ”رويترز” بأن نهاية حكم الأسد قد تكون وشيكة، فيما أشار المبعوث الأمريكي السابق جيمس جيفري إلى أن دعم تحرير الشام للقرار 2254 قد يغير موقف واشنطن تجاهها.
في المقابل، أغلقت دول الجوار، مثل الأردن ولبنان، حدودها مع سوريا، بينما كثفت إسرائيل انتشارها العسكري على الحدود، مؤكدة استعدادها لأي سيناريو.
من جانبها، أكدت الفصائل السورية أن الإطاحة بنظام الأسد هي هدفها النهائي. وقال القائد العسكري أحمد الشرع( الجولاني ) في تصريحات لـ”CNN” إنه لا حاجة لوجود قوات أجنبية في سوريا بعد تحقيق الأهداف، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستكون مختلفة تمامًا.
كما صرّح المقدم حسن عبد الغني أن النظام يعيش حالة انهيار غير مسبوقة، داعيًا قواته للانسحاب الكامل خارج سوريا.
مع هذه التطورات، تبدو سوريا على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخها، حيث يعاني النظام من ضغوط عسكرية وسياسية غير مسبوقة، وسط مؤشرات على تغييرات كبرى في الأيام القادمة.