
كوردستريت – أحمد يوسف /
.
إن المتتبع لوسائل الإعلام الكوردية سواء المرئية منها أو المسموعة أو المكتوبة , ولا سيما مواقع التواصل الاجتماعي , والصفحات الرسمية , في ظلّ الأزمة السورية المستفحلة , والتي أدخلت الجميع في دوامة النزاعات ..يدرك تماماً حجم المأساة المضافة إلى مآسي شعبنا , والتي أوصلته إلى درجات متقدمة من اليأس , وهجران ذاته الشغوفة بالنضال .
.
وسائل الإعلام باتت , ” وفي غالبيتها ” وسيلة وأداةً بيد من يتصارعون في سوريا , لبسط نفوذهم , والإعلام الكوردي أيضاً بات , وبجدارة إحدى هذه الأدوات في أيدي أطرافٍ إقليمية و محلية , بحيث باتت تحارب نيابةً عنهم بالوكالة .
.
يكفي متابعة القنوات الفضائية الكوردية لساعة واحدة لادراك مدى التسييس الذي تتبعه , ومدى الوضوح في تبعيتها , منتهكين بذلك أبسط قواعد الإعلام الأخلاقية , من خلال تزوير الحقائق , والانحياز , ومحاولاتها الحثيثة في تأجيج نيران الصراع الكوردي الكوردي , دون أي رادع أخلاقي .
.
هذا ناهيكم عن صفحات التواصل الاجتماعي , والتي باتت مرتعاً خصباً للمهاترات و سوء الخلق , ليزداد الشارع الكوردي احتقاناً , وتوتراً , لا بل باتت هذه الصفحات باباً للكثير من الأميين , الذين يحاولون الظهور بمظهر المثقف أو الكاتب أو السياسي, وحتى أن الكثير من السياسيين البارزين لا يجيدون منها سوى الجمل القصيرة والركيكة لنقل فكرة , أو زرع بذرة حقد أخرى .
.
كان المأمول من الإعلام الكوردي أن يلعب دوراً تقاربياً في صفوف الحركة السياسية الكوردية , إلا أنها للأسف , وكما أسلفنا , باتت أداة رخيصة بيد أعداء الكورد ضد الكورد , والأصعب أنها بتنفيذٍ كوردي .