واشنطن بوست: الأرض مقابل السلام – صيغة الحل الأمريكي لأوكرانيا مع ضبابية التفاصيل

صحافة عالمية 28 أبريل 2025 0
واشنطن بوست: الأرض مقابل السلام – صيغة الحل الأمريكي لأوكرانيا مع ضبابية التفاصيل
+ = -

كوردستريت|| #الصحافة 

 

ترامب متعجل لإنجاز السلام في أوكرانيا، بينما لا تزال بعض الضمانات الأمنية والتفاصيل قيد البحث. ديفيد إيغناتيوس.

هناك تحرك، وإن لم يكن اتفاقاً بعد، نحو صيغة الأرض مقابل السلام الأساسية التي ستشكل أي اتفاق. وبموجب الخطة الأمريكية ستواصل روسيا إدارة المناطق الخمس التي تحتلها، مع أن أوكرانيا لن تتنازل رسمياً عن السيادة في أي منها. وقد تعترف الولايات المتحدة ضمنياً بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، لكن أوكرانيا لن تعترف.

سيتم أيضاً التلاعب بالضمانات الأمنية؛ حيث لن تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكنها ستحتفظ بالنص في دستورها الذي يعلن هذا الهدف. وستقبل روسيا حق أوكرانيا في “ضمانة أمنية قوية” من قبل الأوروبيين بعد الحرب، ولا يوجد في الوثيقة أي ذكر لمطلب روسيا القديم بأوكرانيا محايدة ومنزوعة السلاح.

وإحدى القضايا الحاسمة هي كيفية اضطلاع الولايات المتحدة بدور الضامن لاتفاق وقف إطلاق النار ولأمن أوكرانيا وشركائها الأوروبيين بعد الحرب. ومن المتوقع، وفق مسؤولين أوروبيين، استمرار الدعم الاستخباراتي الأمريكي لكييف في هذا السياق.

كما تريد الدول الأوروبية دعماً أمريكياً في حال أرسلت هذه الدول قواتها إلى أوكرانيا، لكن الأوروبيين لا يملكون ضماناً صريحاً حتى الآن ودون الدعم الأمريكي قد لا يرسلون القوات.

لقد طلب الأوروبيون، في اجتماع عُقد يوم الأربعاء في لندن، من فريق ترامب إدخال عدة تعديلات على خطته لمعالجة المخاوف الأوكرانية. وتشمل هذه التعديلات قبولاً صريحاً بإمكانية انضمام كييف يوماً ما إلى الاتحاد الأوروبي، وتعريفاً أوضح لدعم أمريكا للضمانات الأمنية، وترسيماً أوضح لخط وقف إطلاق النار بين الجانبين.

 

يقول ويليام ب. تايلور الابن، السفير الأمريكي السابق في كييف والذي كان مؤيداً قوياً لأوكرانيا: “هذا الأمر يندرج ضمن نطاق المفاوضات، ومع بعض العمل، قد يتمكنون من تجاوزه”.

يبدو أن إطار العمل الخاص بأوكرانيا يتضمن صياغات غامضة كتلك الموجودة في العديد من الاتفاقات الدبلوماسية، حيث يمكن لكل طرف تحريف لغته لأغراض سياسية محلية. وفي حين يرى العسكريون الأمريكيون والأوروبيون والأوكرانيون أن روسيا مصدر قلق بسبب تفوقها العسكري من حيث تعداد القوات والعتاد، يرى ترامب في روسيا فرصاً اقتصادية واعدة.

ولكي نفهم المفاوضات في أوكرانيا، فمن المفيد أن نحدد عدة جوانب غريبة:

أولاً، هناك تقسيم للعمل، إذ يعمل فريق ترامب على إشراك روسيا، بينما يتحمل الأوروبيون مسؤولية إقناع أوكرانيا بقبول الشروط. وكانت تنازلات أوكرانيا حتى الآن أكبر بكثير من تنازلات روسيا، وقد حذّر المفاوضون الأوروبيون مفاوضي ترامب هذا الأسبوع من أنه بدون مزيد من المرونة من موسكو، قد تتراجع كييف.

ثانياً، تترافق المفاوضات بموجة صاخبة من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد هاجم ترامب زيلينسكي يوم الأربعاء (كعادته)، ناشراً: “نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق، لكن على الرجل الذي لا يملك أوراقا للتفاوض أن ينجز المهمة الآن”. وفي نفس المنشور، أكّد ترامب بأن “لا أحد يطلب من زيلينسكي الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية”. وبناء عليه خفف زيلينسكي من حدة هجومه السابق على الإنترنت بشأن شبه جزيرة القرم بنشره منشوراً اعتذارياً قال فيه إن “المشاعر متوترة” لكن المفاوضات “تقرب السلام”.

ثالثاً، أسلوب ترامب المتسرع وغير الصبور لإعطاء المحادثات الدبلوماسية وقتها من التحضير. إذ يريد ترامب إنجاز وقف إطلاق النار والخوض في التفاصيل لاحقاً. ورغم تهديد ترامب بالانسحاب إذا لم يتم الاتفاق إلا أن فريقه يسعى لتحقيق نصر في القضية الأوكرانية بسبب الفوضى الناجمة عن مشروع الرسوم الجمركية.

ومع أن أوروبا ستوفر ضمان الأمن بعد الحرب، لكن هناك لعبة نفوذ اقتصادي في خطة ترامب من خلال الدور الأمريكي في تشغيل محطة زابوروجيا للطاقة النووية والتي ستوفر الطاقة لكلا الجانبين، وتتيح لأمريكا البقاء على خط المواجهة في الجنوب الأوكراني. إضافة لمشاركة الولايات المتحدة في أرباح المعادن الأوكرانية وغيرها من الموارد الطبيعية، مما يمنح أمريكا حصة في السلام بعد الحرب.

<

p style=”text-align: justify;”>إن التحدي الذي يواجه ترامب هو كيفية الجمع بين توقه لوقف إطلاق النار وإعطاء أوكرانيا ضمانات أمنية قوية وموثوقة، لكنه لم يصل إلى هذه المرحلة بعد، بل يقترب منها.

آخر التحديثات