كوردستريت|| #وكالات
في خضم الكوارث الطبيعية التي تشهدها ولاية كاليفورنيا، وخاصة مدينة لوس أنجلوس، طُرحت تساؤلات مثيرة حول إمكانية تورط الطيور في إشعال حرائق الغابات المدمرة. ورغم أن الأخبار المتداولة قد ربطت هذه الحرائق بسلوكيات غير مألوفة لدى الطيور، إلا أن الحقيقة تحمل تفاصيل علمية ومنطقية مختلفة.
الطيور والنيران: الحقيقة وراء الظاهرة
في ظاهرة فريدة وثقتها أبحاث في أستراليا، اكتشف العلماء أن بعض الطيور الجارحة، مثل الحدأة والصقر البني، تتعمد نشر الحرائق باستخدام الأغصان المشتعلة. تحمل هذه الطيور الأغصان من حرائق قائمة وتلقي بها في مناطق جديدة لتخرج القوارض والحشرات من مخابئها، مما يسهل عليها الصيد. هذه السلوكيات، رغم غرابتها، تعكس ذكاءً فريدًا وتؤكد قدرة بعض الحيوانات على استخدام أدوات الطبيعة بشكل ابتكاري.
لكن هذه الظاهرة، رغم أهميتها البيئية والسلوكية، تقتصر على مناطق في أستراليا ولم تُوثق بأي شكل في الولايات المتحدة أو لوس أنجلوس تحديدًا.
حرائق لوس أنجلوس: الأسباب الحقيقية
حرائق الغابات في لوس أنجلوس وكاليفورنيا بشكل عام لها أسباب واضحة ومعروفة. وفقًا لتقارير رسمية، فإن هذه الحرائق تتسبب فيها عوامل متعددة، أبرزها:
– الجفاف طويل الأمد الذي يجعل النباتات قابلة للاشتعال.
– الرياح القوية (مثل رياح سانتا آنا) التي تسرّع من انتشار النيران.
– الأخطاء البشرية مثل الإهمال أو إشعال النيران بشكل متعمد.
وقد أدت الحرائق الأخيرة في لوس أنجلوس إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وتشريد نحو 200 ألف آخرين، فيما دمرت آلاف المباني وأتت على أكثر من 35 ألف فدان. وتستخدم سلطات كاليفورنيا السجناء ضمن فرق الإطفاء للمساعدة في مكافحة الحرائق المتزايدة.
هل يمكن للطيور أن تساهم في إشعال حرائق لوس أنجلوس؟
حتى الآن، لا توجد أدلة علمية تدعم فكرة استخدام الطيور النار في حرائق الغابات بالولايات المتحدة. ظاهرة “الطيور الحارقة” موثقة فقط في مناطق محدودة من أستراليا. وبالتالي، الربط بين هذه السلوكيات وحرائق كاليفورنيا هو افتراض غير دقيق.