كوردستريت || الصحافة
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن الحرب في أوكرانيا قد أدت إلى اضطراب الاقتصاد الأوروبي. فالآن، مع ارتفاع تكاليف الطاقة، تتدافع البلدان للاستعداد لفصل الشتاء.
فقد تحركت الحكومات في جميع أنحاء أوروبا في نهاية الأسبوع الماضي لاتخاذ إجراءات تهدف إلى معالجة ارتفاع تكاليف الطاقة والتضخم، وسط مخاوف متزايدة من أن ارتفاع الأسعار الذي غذته الحرب في أوكرانيا قد يؤجج الاضطرابات الاجتماعية.
وكانت ألمانيا والسويد وجمهورية التشيك من بين الدول التي أعلنت يوم أمس الأحد عن خطط لتخفيف أعباء أزمة الطاقة التي نجمت إلى حد كبير عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وقرار الحكومات الغربية بمعاقبة موسكو رداً على ذلك.
وكشفت الحكومة الألمانية عن حزمة إغاثة بقيمة 65 مليار دولار، في حين قالت الحكومة السويدية إنها ستقدم حوالى 23 مليار دولار من ضمانات السيولة لمساعدة شركات الطاقة على شراء الإمدادات حتى آذار / مارس المقبل. وقال وزير المالية السويدي ميكائيل دامبرج الأحد إنه من دون هذا الدعم، فإن بعض مزودي الكهرباء يخاطرون بالدخول في “إفلاس فني”.
وأعلنت الحكومة التشيكية عن خطط لإنشاء كيان تديره الحكومة لشراء إمدادات الطاقة للمدارس والمستشفيات ومؤسسات القطاع العام الأخرى، رغم أنها لم تذكر متى ستبدأ هذه المشتريات. وجاء هذا الإعلان بعد يومين فقط من نجاة الحكومة التشيكية من تصويت بحجب الثقة عن المعارضة بسبب فشلها في الحد من ارتفاع أسعار الطاقة.
وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في العاصمة التشيكية براغ يوم السبت الماضي، بقيادة الفصائل السياسية اليمينية المتطرفة، لانتقاد عضوية الحكومة في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
ويجري التخطيط لاحتجاجات مماثلة في ألمانيا، أكبر ديمقراطية في أوروبا، حيث أعلنت الجماعات اليسارية واليمينية المتطرفة عن خطط لبدء تظاهرات أسبوعية. كما هددت النقابات بتنظيم احتجاجات، لكن لم يتضح ما إذا كانت هذه الخطط ستستمر بعد أن كشفت الحكومة عن حزمة إغاثة اقتصادية بقيمة 65 مليار دولار يوم الأحد.
كما تشرع فرنسا في أكبر جهد للحفاظ على الطاقة منذ أزمة النفط في السبعينيات. وتدعو حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون مواطنيها إلى الاستعداد لعصر جديد من “رصانة” الطاقة في حالة الشتاء البارد، لكنها أصرت كذلك على أن الحكومة ستساعد في تخفيف الأزمة. وأنفقت فرنسا حتى الآن 26 مليار دولار لتيسير أسعار فواتير الكهرباء.
وجاءت هذه التحركات بعد أيام من إعلان شركة غازبروم، عملاق الطاقة الروسي، وقفاً إلى أجل غير مسمى لخط أنابيب “نورد ستريم 1″، الذي ينتهي في ألمانيا ويوفر الغاز لمعظم أوروبا. وفي نفس اليوم، وافق وزراء مالية مجموعة الدول السبع على فرض سقف لأسعار النفط الروسي في محاولة لخفض بعض عائدات موسكو من الطاقة.
وسلطت الاحتجاجات الضوء على المخاوف المتزايدة بين القادة الأوروبيين من أن أزمة الطاقة وارتفاع التضخم يمكن أن يؤديا إلى عدم استقرار سياسي أوسع.