نهاد كرعو لشبكة كوردستريت ؛كتاباتي الشعرية تشبه طفولتي الضائعة ،،،فهل سمعتم يوماً بوطنٍ ينزف رماداً؟!

تقارير خاصة 05 نوفمبر 2017 0
نهاد كرعو لشبكة كوردستريت ؛كتاباتي الشعرية تشبه طفولتي الضائعة ،،،فهل سمعتم يوماً بوطنٍ ينزف رماداً؟!
+ = -

كوردستريت – نازدار محمد

 

كل شيء كان غريباً في تلك الليلة إلا وقع أقدامها حيث كانت تطرب خيول قلبي التي كانت ترقص بحرية تحت ضوء .
كانت تمشط ضفائرها بجناح عصفور نفوه ذات مساء من قلبي .

كلمات رقيقة تتمثل بهيئة أنثى رقيقة كانت بداية لقاء الشلعر نهاد كرعو مع شبكة كوردستريت الإعلامية

تحدث كرعو لمراسلتنا عن بداياته مع الكتابة قائلاً”كنت بحاجة لإله يهبني الهدوء .
أشياء غريبة كانت تحاصر مخيلتي الحظ التعيس،الحب،ملاحم الضياع ،البحث عن وطن بمستوى جنوني .

وتابع كرعو “فكانت الكتابة ذاك الوطن الذي كنت أبحث فإخترت الورق وطناً لي والحروف سلاحاً في مواجهة الضياع .

 

وشبّهً بداية الشعر في حياته بالمرأة ،معبراً عن تلك البداية بالقول “وإطلالة الشعر بحياتي كانت أشبه بظل إمرآة فكان حوارنا ناريا بكل المقاييس .
فأطلت كالبدر في ليلة
حبلى بالضجيج تخلو من
السكون .
وهمست بجناحيها لما
ليلك شاحب ومن
تكون .
أجبتها أنا لست سوى
عاشق منفي
مجنون .
أذوب شوقا للقياك
فقد قتلتني تلك
العيون .
قالت وما هي تهمتك
أيها العاشق المنفي
المجنون .
أجبتها أتهمت بمعانقة
المساجد والكنائس
بعينيك.
لكنهم رفضوا حيث
زعموا بأن الحب في
وطني ضد أنظمة
القانون.
فإبتسمت وقالت وما مشاعرك
نحوي وتراك كيف
تكون .
أجبتها أنا لست سوى عاشق
لتلك العيون .
أبحث عنك شاحبا فقد
تمر اﻷيام والشهور
والسنون .
أحدق بالتقويم فأندم على
اليوم الذي مضى
كالمجنون .
علني أجد عبارة عشق
بأيامي التي مضت فأبدء
بمغازلة الجفون .
قالت وما صفاتك وتراك
كيف تكون .
أجبتها أنا لست سوى
جثة بسحر تلك العيون
مكفون .
فإبتسمت وقالت ضمني أيها
العاشق المجنون .
سأكون وطنك وسيصبح الحب
في مملكتنا أساس النظام
والقانون .
وسأكون أنا ليلى وأنت
المجنون .

وأشار كرعو أنه كان في الثانية عشر من عمره عندما بدأت عفاريت الشعر تلوح في أفقه ، فقرر أن يتخذ من الشعر شمساً تنير دروبه المظلمة على حد تعبيره

 

وفي تعليقه على الشعر المنظوم باللغة العربية الفصحى والمتظوم باللغة العامية أوضح “الشعر بطبيعته يشبه الأنثى، ولكن أعشق النثر لأنني أجد فيه الجمال ،بينما الشعر المنظوم يشبه المراسيم التي يصدرها الحكام بوطني يقيد دروب الشعر

الشعر بالعامية لم أخض أي تجربة فيه بينما الفصحى أراها قريبةً من قلبي كأنثى تبحث عن نفسها .

 

“كتاباتي تشبه طفولتي الضائعة هل سمعتم يوماً بوطن ينزف رماداً؟! أنا ذاك الوطن ” ، كان ردّه على سؤالٍ لمراسلتنا حول ماهية الشبه بين الشاعر كرعو وبين كتاباته وأشعاره .

وأكد كرعو أنه في بداية طرح أي ديوانٍ له يقوم بعرضها على قلبه أولاً ومن ثم عقله ،،

 

مضيفاً ” باستثناء أول ديوانٍ لي ، فقد عرضته على صديقي وأخي الشاعر “نسيم ” ،، مشيراً إلى فضله عليه ومساعدته التي كان لابدّ منها .

وحول نوع الشعر الذي يفضّله ويحبّذ على كتابته قال “أعشق الغزل ولكن المطابع في وطني جفّت وأصبحت حبلى بالدماء فأصبحت دروبي سوداء فاخترت الرثاء لأنه الأقرب لملامحي .

 

وتابع كرعو “سأستمر في كتاباتي فهنالك مشاريع مستقبلية ، بدايةً سأقوم بإنهاء طباعة ديواني الثاني (قرص الباندول)

ومن ثم سأعود لروج آفا ولمدينتي (كوباني ) لأن ولادتي” الأدبية والشعرية ” الحقيقية ستكون بكوباني وليست ببيروت ،

 

متمنياً أن تعود والداته للحياة كي يقبل قدميها .

واختتم لقاءه مع شبكة كوردستريت بقصيدة من آخر أعماله .
(ترانيم)
إستلموا بريدَ
غضبي.
وخبأوهُ في حقائبِ
الجنونْ .
وأعِروني قليلاً من
صمتِ الياسمينْ.
فماذا تنتظرونَ من
قصائدي أيُها
المارونْ .
فأنا ماضٍ حيثُ الريحُ
تراقصُ المدى .
فلا تسأَلوني منْ
أكونْ .
فقصائِدي خرافاتٌ وإمرأة
كالغيمِ تنفي
الندى.
فلا تنصتوا ﻷلحاني أيها
البُسطاءْ .
فألحاني آخر وجه ﻵلهة
الهوى.
لا تنتظروا من ظلامي
شمسا .
فكل الفراشاتِ التي
سكنتْ بفصولي نزفتْ
جمراً .
فأَنا السجينُ لتلك
المرايا .
أنا اﻷسيرُ لتلك
الحكايا .
أنا آخر الحروفِ
بصوتي .
لا تسألوني عن
ولادتي .
فما زلت جنيناً برحم
الموتِ .
فأطلقوا جناحي .
ﻷُراقصَ بمنفايَّ حلمي
المُستحيلْ.

آخر التحديثات