كوردستريت || روكن احمد
.
اقتحم تنظيم داعش مدينة كوباني وعدد من القرى المحيطة بها ليلة الخامس والعشرين من تموز 25/6/2015 بعد أن مضت عدة أيام على تحريرها من قبل القوات الكوردية والتحالف الدولي مخلفةً اكثر من 600 قتيل معظمهم من النساء والاطفال ، فكانت أسطورةً للإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل النائمين بسلام ، إذ يصادف اليوم الأحد الذكرى الثالثة للمجزرة الأليمة التي باتت تندى لها جبين الإنسانية .
.
.
وفي هذا الصدد علّق « نجم الدين كياض عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي الكوردي على المجزرة من خلال تصريحٍ أدلى به لكوردستريت الأخبارية قائلاً :
.
“كوباني بعد تدمير البنية التحتية نتيجة الحرب على تنظيم داعش ”الإرهابي” من قبل الدول التحالف والقواتما سميت ”بالكرديةو البيشمركة الكردستانية ” وتحرير المدينة من قبضة الإرهاب في بداية عام2015 ،وعودة المدنيين إلى ديارهم بعد هجرة قاسية دامت عدة أشهر والعيش في شوارع مدن كردستان الشمالية ، حيث دمار المدينة والدموع تذرف على أطلال الآباء والأجداد وذكريات الطفولة . والآلام والحزن سادة على كل سماء المدينة” .
.
وأضاف كياض « لم يفق الناس بعد من هول كارثة الدمار والخراب الذي أحدثته آلة الحرب إلا لترى نفسها قظ استيقظت على كارثة أكبر لا بل مجزرة تلك التي سميت وب (ليلة الغدر ) ، ففي صبيحة الخامس والعشرين من حزيران عام 2015 استفاق الناس على هول كارثة جديدة راح ضحيتها المئات من المدنيين العزّل وهم نيام بين أطلال الدمار والخراب نتبحة الحرب القذرة . حرب الذي ألحق الدمار بكل شيئ من الحجر والبشر …الخ” .
.
ومضى كياض متساءلاً بالقول « ليلة الغدر!! من غدر بمن ولماذا سميت تلك الليلة بذلك الاسم؟! ، موضحاً بأنّ داعش تيارٌ إرهابي ومجرم وقاتل يذبح على الهوية، تيار له موروث ثقافي فكري تاريخي ومنتشر في العالم بعدة تسميات. و المبني على الإجرام يعود موروثه الثقافي والفكري إلى مئات السنين بالإضافة إلى حاضنته الشعبية السلفية و المتطرفة في وسط المجتمع العربي والإسلامي .
.
.
كياض عاد ليسأل : كيف دخل هذا التنظيم إلى المدينة وإلى وسطها والمدينة كما هو معلومٌ محاطة بحفريات عرضها 4 أمتار بالإضافة لعمق 3 أمتار؟! كما وأنه ليست هنالك مداخل إلا من خلال حواجز ”مليشيات ”ال ب ي د حسب وصفه ، فكيف دخل هؤلاء الغرباء إلى المدينة دون الكشف عن هوياتهم الحقيقية ؟!.
.
كياض أردف قائلاً« إلى متى سنبقى مغمضين أعيننا حاجبين الحقيقة عن أبنائنا وعائلات الشهداء الذين قُتلوا بدون أي ذنبٍ اقترفوه ، مشيراً أنه كل جريمة ترتكب بحق هذا الشعب نغفل عنهم حقيقة ماحصل باسم ”داعش” أو نوجه التهم للدولة ”التركية” لإبعاد الشبهة عن القائمين على الإدارة ، هكذا هي الأنظمة والتيارات المستبدة كما حالة العرب والأنظمة الديكتاتورية والإسلامية على حدّ تعبيره .
.
أشار في الشأن ذاته « أنه إذا افترضنا أنهم دخلوا المدينة بفعل فاعل فكيف انتشروا على مستوى المدينة من الشرق إلى الغرب والجنوب والشمال وسط انتشار قوات الأمن و ال ي ب ك دون أن يرى أحداً بأنّ هناك أناس غرباء ؟! هل هذا يعقل وعناصر كوردية بينهم بالإضافة للنساء الكورديات وهم بلباس ال ي ب ك ؟!
.
كياض استشهد ببعض الأقوال من أفواه أهالي المدينة والوثائق التي تثبت إخراج كافة القوات الأمنية قبل الحدث، حيث أصبحت المدينة خالية من مظاهر ما يسمى بالأمن والشرطة وال ي ب ك .
.
ويرى كياض « بأنّ الضحايا كانوا ضحية صراعات حزبوية وتصفية حسابات بين الأطراف المتصارعة على ”الكعكة والسلطة” وبين تجار الحروب والشعوب ،الكل يتهم ما تسمى ”بالإدارة الذاتية ”حتى تثبت الحقيقة ، ويجب محاسبة المتورطين وحتى القائمين على الإدارة .
.
محمّلاً القائمين على الإدارة المسؤولية الكاملة لما اُرتكب بحق أهالي كوباني في تلك الليلة الظلماء وقد سميت آنذاك( بدواعش الليل ) ، وبات الجميع يعلم أنّ من يتحكمون بالمدينة ليسوا من كورد سوريا ، والقائمين على أمر المدينة من أبنائها كانوا محرد أدواتٍ بيد الغرباء .
.
اختتم حديثه لشبكة كوردستريت بالقول « نطالب دول التحالف والشرفاء من الكورد والمشرعين والقانونيين ، تشكيل لجنة تحقيق دولية وبرعاية الأمم المتحدة لإعادة التحقيق وكشف الحقيقة وتحويل المرتكبين إلى محكمة الجنائيات الدولية ، لينالوا جزائهم العادل كون الجريمة المرتكبة تندرج تحت بند (جريمة منظمة ضد الإنسانية ) .!
.
أخيراً حتى وإن كان المجرم والقاتل حسب تقرير الإدارة ”داعش” دون تقديم أية أدلة تثبت ذلك في تقريرهم فإننا في الإطار ذاته نحمّل كل قيادات ال ب ي د وحتى ال ب ك ك ومنظومته المؤدلجة والمليشيات العربية المتحالفة معهم المسؤولية الكاملة ويجب محاكمتهم وفق قوانين دولية .
.
ويشار أنّ المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي في كوباني قد حمّل ال pyd ومؤسساتها مسؤولية الكشف عن حقيقة المجزرة التي ارتكبت ،داعين أهالي كوباني لإشعال الشموع ليلة 25 حزيران استذكاراً واحتراماً لأرواح الشهداء .