كوردستريت_نيوز || شخصية الاسبوع
عبدالله رسول علي الذي عرف فيما بعد بـ(كوسرت)، ولد في 1/7/1952 بقرية شيواشوكي التابعة لقضاء كويه، وفي عام 1968 التحق باتحاد طلبة كوردستان، لينضم إلى صفوف بيشمركة ثورة أيلول عام 1974 وفي نهاية العام التالي انخرط بصفوف جمعية مناضلي كوردستان ليصبح مسؤول التنظيمات الطلابية.
الحصول على 180 ألف دينار
بسبب النشاطات التي كان يقوم بها، اعتقل كوسرت رسول علي عام 1977 من قبل نظام البعث، وكان أحد الأعضاء الخمسة في الجمعية الذين أبوا البوح بأي أسرار أو معلومات رغم تعرضهم لتعذيب قاسٍ، ليفرج عنه في العام نفسه، وفي عام 1980 عين مسؤولاً لتنظيمات أربيل في جمعية المناضلين، وفي ذلك العام حقق العديد من الانجازات المهمة تمثل أبرزها بالحصول على مبلغ كبير من نظام البعث في العراق آنذاك لصالح البيشمركة.
وقال المسؤول السابق للمقر الثالث في الاتحاد، بكر مصطفى، وهو صديق مقرب لكوسرت رسول، لشبكة رووداو الإعلامية: “في عام 1980 أشرف الأخ كوسرت على إحدى المهمات وتمكن من أخذ 180 ألف دينار من مديرية زراعة أربيل بالتعاون مع مجموعة من مقاتلي البيشمركة الأبطال، وقد قام بتسليم المبلغ إلى قيادة الاتحاد، وهذه الأموال كانت تعادل مبلغاً كبيراً في ذلك الوقت”.
الشهرة هي “أبو ريناس”
انتخب كوسرت رسول عام 1984 عضواً لقيادة الجمعية والاتحاد، وفي 14/8/1984 التحق بصفوف البيشمركة، ليصبح مسؤول الفرع الثالث في الاتحاد عام 1988. كوسرت رسول تزوج عام 1977 من “السيدة أميرة” ورزق بابنة وستة أبناء، في سنة 1985 أصيب بجروح بليغة جراء غارة جوية في سماقولي، وفي العام التالي وفي المنطقة ذاتها وبغارة جوية أيضاً، استشهد اثنان من أبنائه وهما (آراس وبيشرو)، كما فقد ابنه (ريباز) بحادث مروري قبل 15 عاماً من الآن، الأمر الذي ترك أثراً كبيراً في نفسه.
وعلى الرغم من أن كوسرت رسول كان أباً لستة أبناء لكن اسم “ريناس” كان الشفرة السرية لكوسرت رسول لتبليغ الخلايا المسلحة في مدينة أربيل خلال انتفاضة ربيع عام 1991 حينما كان يشغل منصب مسؤول الجبهة الكوردستانية بمحافظة أربيل.
وسبق أن قال كوسرت رسول لشبكة رووداو الإعلامية بهذا الشأن: “استخدام شفرة (أبو ريناس) ككلمة سرية في انتفاضة أربيل كان فكرتي، في عام 1991 كنا نقيم في مهاباد، وكانت ابنتي ريناس عمرها لا يتجاوز الثلاث سنوات، وكانت تحتاجني إلى جانبها كثيراً، لقد كنت أحبها جداً، لذا رغبت بالتعبير عن حبي لها بإطلاق هذا اللقب”.
وحول بدء الانتفاضة في أربيل، قال كوسرت رسول: “أخبرت المقاتلين أن كلمتنا السرية هي (أبو ريناس) ومتى ما سمعتم في صوت شعب كوردستان جملة: (من أبو ريناس إلى الخلايا المسلحة (بروسك))، ابدأوا بشن العملية من المنطقة المحددة ونحن سنقاتل من الجوانب الأخرى لتحرير مدينة أربيل”.
النفط وكوسرت رسول
في أول انتخابات برلمانية نظمت بكوردستان عام 1992، أصبح كوسرت رسول عضواً في البرلمان، وفي عام 1993 أصبح رئيساً لمجلس الوزراء حتى عام 1996، وفي كتاب السيرة الذاتية لجلال الطالباني (لقاء العمر) قال إن “كوسرت رسول زار رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود البارزاني أول مرة لطلب الدعم، وأخبره إذا لم تقدم أنت ومام جلال الدعم لي فلن أقبل بشغل هذا المنصب”.
وإبان حكم كوسرت رسول، ورغم أن الحزبين الرئيسيين (الديمقراطي والاتحاد الوطني) خاضا حرباً داخلية، لكن تم التمكن وللمرة الأولى من استخراج النفط من منطقة شيواشوك على يد مهندسين وعمال كورد وأدوات محلية عام 1993، وبعد أحداث 31 آب 1996 وانقسام كوردستان إلى إدارتين، شغل كوسرت رسول منصب رئيس حكومة إقليم كوردستان (لإدارة السليمانية) حتى عام 2001، ليصبح بعدها مسؤول الهيئة الإدارية للمكتب السياسي في الاتحاد الوطني.
كوسرت رسول والإصلاحات داخل الاتحاد الوطني
كان كوسرت رسول حاضراً في أغلب المشاريع الإصلاحية والتغييرات التي كان يشهدها الاتحاد الوطني، بدءاً من توقيع مشروع مشترك مع عمر سيد علي وعدد من أعضاء المكتب السياسي السابق في الاتحاد الوطني الكوردستاني حتى تأسيس مركز القرار.
بعد استقالة الراحل نوشيران مصطفى من منصب نائب الأمين العام عام 2006، عينه الطالباني نائباً له، وفي عام 2010 وخلال المؤتمر الثالث للحزب انتخب باقتراح من الطالباني نائباً أولاً للأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني.
شخصية كوسرت رسول ذات طابع براغماتي (واقعي) فيما يتعلق بالتحركات السياسية، وشارك في جميع إصلاحات الحزب حتى إعلانه تأسيس مركز القرار في أيلول من العام الماضي.
وقال أحد المقربين منه “كان للأخ كوسرت دوراً في جميع التحركات الإصلاحية والتغييرات داخل الاتحاد، لكنه أخبر الجميع منذ البداية أنه سيشارك في المشاريع طالما كانت داخل الاتحاد لكنه لن يؤيد أي مشروع خارجه، قال ذلك للأخ نوشيروان مصطفى، وذكر به الأخ برهم صالح الآن”.
اعتقال صدام حسين
بعد توحيد إدارتي أربيل والسليمانية وتأسيس رئاسة إقليم كوردستان، عين كوسرت رسول في 21/6/2006 نائباً لرئيس إقليم كوردستان، وأعاد شغل المنصب في آذار 2012 للمرة الثانية.
وقال بكر مصطفى، إن كوسرت رسول أدى دوراً في اعتقال رئيس نظام البعث في العراق، صدام حسين، وعضو قيادة الحزب، طه ياسين رمضان، وذلك وفقاً لعلاقاته الوطيدة مع عدد من شيوخ العشائر العربية في الموصل وتكريت.
“جهوده تفوق ما يبذله الشباب”
وعلى الرغم من تسنم نجليه دباز وشالاو مناصب عليا حيث يشغل الأول حقيبة وزارة الإعمار في حكومة إقليم كوردستان فيما الثاني عضو في قيادة الاتحاد، لكن كوسرت رسول لا يزال يتمتع بمكانة مهمة، وقال دباز كوسرت في مقابلة سابقة “والدي يعمل وكأنه لا يزال شاباً بل وأكثر سواء من أجل الاتحاد الوطني أو الشعب الكوردي، لقد قدم استقالته في المؤتمر الثالث للحزب، لكن السيد مام جلال رفض ذلك”.
عدم التخلي عن البارزاني
في ما يتعلق باستفتاء استقلال كوردستان أثبت كوسرت رسول عدم صحة ما قاله البعض في الاتحاد عنه بأنه: “رفيق منتصف الدرب”، حيث كان أحد القادة الذين أيد الاستفتاء منذ البداية وحتى النهاية، بعكس عدد من قادة الاتحاد الذين كانوا يعبرون عن دعم الاستفتاء تارة والمطالبة بتأجيله تارة أخرى.
في 7/6/2017، اجتمعت الأطراف السياسية في إقليم كوردستان مع رئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، وقرر المجتمعون إجراء الاستفتاء في 25 أيلول، ومثل كوسرت رسول الاتحاد الوطني في الاجتماع وكان من أكثر الداعمين للعملية، وقال سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، فاضل ميراني، “أقولها للتاريخ: السيد كوسرت رسول قال في الاجتماع للرئيس البارزاني سأبقى معك حتى لو بقيت لوحدك”.
أغلب القوى العراقية والإقليمية والدولية وصفت إجراء الاستفتاء في كركوك بأنه مجازفة ولعب بالنار، خاصة أن عدداً من قادة ومسؤولي الاتحاد في كركوك لم يكونوا يؤيدون إجراء العملية هناك بحجة قلة الأصوات في المدينة وتحسباً لاندلاع أعمال عنف بين المكونات، لكن إصرار البارزاني والمجلس الأعلى للاستفتاء في ذلك الوقت على إجرائه واسناد المهمة لكوسرت رسول علي، أدى لإجراء العملية في كركوك دون حدوث أية مشاكل، لتسجل المحافظة نسبة كبيرة من الأصوات الداعمة للاستقلال.
في 28/9/2017 اجتمع البارزاني مع كوسرت رسول، وأشار بيان رئاسة إقليم كوردستان إلى أن البارزاني ثمن دور والجهود الحثيثة لكوسرت رسول في إنجاح الاستفتاء وخاصة في كركوك، معبراً عن شكره وتقديره له.
وقال مستشار رئيس إقليم كوردستان للشؤون العسكرية، بكر مصطفى: “كنت مطلعاً عن قرب على الوضع قبل أيام من إجراء الاستفتاء، ولولا دور كوسرت رسول وإصراره وتواصله الدائم مع السيد رئيس إقليم كوردستان لكان من الصعب إجراء الاستفتاء في كركوك، لكن الأخ كوسرت استطاع اقناع جميع الكوادر وقادة الاتحاد بمحاسن إجراء الاستفتاء في المدينة وضمان عدم حدوث أي مشاكل، وهذا ما تحقق والحمدلله”.
وأضاف مصطفى: “الكركوكيون يحبون الأخ كوسرت، فداعش حاول احتلال المدينة مرتين، ولولا جهود الأخ كوسرت لما كان صد التنظيم أمراً سهلاً، وفي انتفاضة عام 1991 أيضاً كان له دورٌ في تحرير المدينة، كما كان له دوراً رئيسياً في الاستفتاء”.
مقاتل بطل
نال كوسرت رسول شهرة كبيرة بسبب قيادته معارك البيشمركة ضد النظام العراقي السابق، وقال العضو السابق في المكتب السياسي للاتحاد، فريدون عبدالقادر، “كان للأخ كوسرت دوراً رئيسياً في جميع الملاحم وقد أثبت شجاعته، كان العم جلال يشيد به كثيراً وكان يصفه بأسد الاتحاد الوطني وأربيل، وخلال ملحمة التحرير كان له دوراً رئيسياً في تدمير 120 ربية للعدو وأربعة أفواج، وأسر 180 جندياً بالجيش العراقي في قضاء طقطق عام 1987، وبعدها في معارك ديكله والمشراق وتعتبر تلك ملاحم كبيرة ملئية بالانجازات في تاريخ الاتحاد، وفي معركة سري رش استطاع كاك كوسرت ضبط 2000 قطعة سلاح”.
وأشار عبدالقادر إلى موقف كوسرت رسول من التخطيط لمهاجمة الحقول النفطية في كركوك من قبل بيشمركة الاتحاد الوطني بالتعاون مع القوات الإيرانية ضد نظام البعث الذي تم في 10/10/1988، بالقول: “أذكرها للتاريخ أن الاجتماع عقد في منزلي، والأخ كوسرت رأى أنه عمل غير جيد، وقال إنني لن أشارك فيه”.
وفي ظل غياب جلال الطالباني، وتشكيل كيان سياسي جديد من قبل برهم صالح، النائب الثاني للأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني، فإن الكلمة الحاسمة للحزب حتى قبل أيام من إجراء الاستفتاء كانت لدى كوسرت رسول.