من هو عميد شهداء الثورة السورية ؟
كوردستريت نيوز || شخصية الاسبوع
مشعل التمو (18.11.1957-07.10.2011) معارض كُردي سوري بارز ورئيس تيار المستقبل الكٌردي سابقاً، متزوج وله ست أولاد، ولِدَ مشعل التمو عام 1957 في قرية “الجنازية” التابعة لناحية الدرباسية بمحافظة الحسكة، تخرج بشهادة الهندسة الزراعية عام 1980، عمل في دوائر الدولة إلى أن نُقِلَ أمنياً عام 1986 وعملَ بالسياسة منذ الثمانينات، ففي عام 1972 انتسب إلى الحزب الاتحاد الشعبي الكُردي الذي كان يترأسه (صلاح بدرالدين) وفيه عمِلَ حتى غدا غضواً في المكتب السياسي، أمضى حوالي عشرين عاماً في الاتحاد.
وفي عام 2000 توجه إلى العمل الثقافي مع مجموعة من المُعارضين السوريين منهم (ميشيل كيلو – فايز سارة – عارف دليلة). وساهم بشكل مباشر في لجان إحياء المجتمع المدني وكان عضواً فيها بالإضافة إلى (أكرم البني – فاتح جاموس – فايز سارة – ميشيل كيلو – عارف دليلة – وليد البني) وآخرين.
قام بتأسيس منتدى جلادت بدرخان الثقافي بتاريخ 10\12\2000، ومن ثم قام بتأسيس تيار المستقبل الكُردي في 29 مايو 2005.
كتب العديد من المقالات بالعربية، والكُردية، وكذلك القصة القصيرة بالكُردية منها:
(كلمة أخيرة – آراء ومواقف – صدقية الباحث عن الحـــق فـي نفيه حق الآخرين – هشاشة الواقعية وصحة النهج فـي مسارات الانهيار – قراءة في الأطياف والألوان. آراء متفرقة، وبالكُردية: أوراق من دفاتر وطن – العصا الحمراء قصص)
اعتقُل مشعل التمو في 15اغسطس 2008 من قِبل المخابرات الجوية، على طريق حلب-كوباني بتهمة تواصله مع الأمريكيين لتسريبه معلومات للأمريكان (عن وزارة الدفاع)، وتحويله إلى فرع الأمن السياسي في دمشق. أحيل إلى القضاء، في جلسة محاكمته الثانية ردد بقوله “كل من يدعو إلى الديمقراطية في سوريا يُعتبر مجرماً”
وفي 11 مايو 2009 حُكِم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف، حيث قال “كل شيء في سبيل الشعب الكُردي يهون” وذلك بتهمة (النّيل من هيبة الدولة-إضعاف الشعور القومي-وهن نفسية الأمة-إثارة النعرات الطائفية-إثارة الفتنة لإثارة حرب أهلية-تحريض على الاقتتال الطائفي بتسليح السوريين، وبحملهم على تسليح بعضهم ضد بعضهم الآخر-تغيير كيان الدولة سياسياً واقتصادياً).
كما أفاد عبدالسلام عثمان ومن خلال اتصال هاتفي بينه وبين الشهيد مشعل في إحدى اتصالات قال لي الشهيد ” عليك بتنظيم صفوف الشباب لاندلاع الثورة السورية لأنه واجب علينا”.
أُفرِجَ عن مشعل التمو في الخامس من شهر مايو 2011 لمحاولة تهدئة حركة الاحتجاجات التي اندلعت في انحاء البلاد. وشارك مشعل بعد الإفراج عنه في افتتاح فعاليات مؤتمر الإنقاذ الوطني السوري عبر سكايب الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية، بعد محاولته بالقيام تلك الفعاليات في القابون في العاصمة السورية إلا أن محاولته باءت بالفشل بسبب دخول النظام إلى القابون حيث تم دعوة كل الجهات الكُردية مع التنسيقيات ولكن تم رفض الدعوة، ألقى مشعل كلمة في افتتاح المؤتمر المنعقد آنذاك، ومن ثم عارض بنود التي أتلاها هيثم المالح واختلف معهم مما أدى إلى انسحاب الكُرد من المؤتمر، وقد اعتبر مشعل والكُرد بأنه تم خيانتهم من قِبل هيثم المالح والمعارضة المتواجدة هناك.
وقد أصدروا بياناً “بأن على جميع السوريين أخذ حقوقهم وأن يكونوا على نهج واحد، ولكن إن كان الذين يأتون على السلطة مثلكم فلن نتنازل عن كوردستان سوريا (جزء من سوريا) “ وكان تيار المستقبل الكُردي من المؤسسين لمجلس الوطني السوري وبعد تأسيس المجلس كان مشعل المعارض الكُردي الوحيد الذي انضم للأمانة العامة لتمثيل الثورة السورية في المجتمع الدولي.
قبل اغتياله أسس الجمعية الوطنية السورية تحت شعار “عقيدتنا الحرية .. قوتنا الكلمة” والذي كان يضم العديد من الشخصيات المعارضة العربية والكُردية.
اغتياله :
تعّرض مشعل التمو لمُحاولة اغتيال بتاريخ 9 سبتمبر2011 ولكنها باءت بالفشل، وفي 7اكتوبرعام 2011 تم اغتياله من قِبل 4 مسلحين (شبيحات النظام)، حيث قاموا باقتحام المنزل الذي كان يمكث فيه مع ابنه مارسيل والناشطة “زاهدة رشكيلو” وفتحوا الرصاص عليه ولاذوا بالفرار بغضون 50 ثانية، مما أدى الهُجوم إلى إصابة ابنه مارسيل والناشطة زاهدة أما مشعل تمو فتوفيَّ على الفور.
أثار اغتيال مشعل التمو سخطاً شديداً في أوساط المعارضة السورية، حيث عمت سوريا احتجاجات عارمة، خاصة في المناطق الكُردية فخرج الآلاف ليلة اغتياله حيث أدى اليد اليمنى للشهيد مشعل التمو عبدالسلام عثمان خطاباً دعا إلى خروج مظاهرة مليونيه في كل انحاء سوريا واروبا وامريكا تدعو بإسقاط نظام الأسد قائلاً ” يجب ألا يُهدر دمِ مشعلً، فدمِ مشعلً بأحصي بشار الأسد”.
وفي اليوم التالي للاغتيال 8 أكتوبر خرجَ عدد من المتظاهرين قدرب50,000 في مدن القامشلي وعامودا والدرباسية لتشييع مشعل، وسُرعان ما تحول التشييع إلى مظاهرات تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد، كما شهدت مدينة القامشلي ومدن أخرى
حولها إضراباً عاماً احتجاجاً على الاغتيال، لكن قوات الأمن توجهت نحو مظاهرات المدينة وأطلقت عليها النار فأردت 2 متظاهرين قتلى. وخرجت مظاهرات أخرى في مدن حول سوريا منها عين العرب (كوباني) واللاذقية وعفرين احتجاجاً على اغتيال مشعل. وقد اتهم (المجلس الوطني السوري، واتحاد شباب تنسيقيات الكُرد) وجهات معارضة أخرى النظام السوري بالوُقوف وراء عملية الاغتيال، ونفس الشيء بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرته تصعيداً من طرف النظام في استهداف رموز المعارضة، أما النظام السوري نفسه فنسبَ عملية الاغتيال إلى إرهابيين مسلحين.
وقد اعُتبِرَ مشعل التمو أول شهداء القيادات السياسية التاريخية في المعارضة السورية وأول شهداء القامشلي.