من كان وراء اغتيال الحكيم؟

آراء وقضايا 27 يناير 2025 0
من كان وراء اغتيال الحكيم؟
+ = -

كوردستريت|| #آراء وقضايا 
بقلم عباس البخاتي/ العراق 

منذ اكثر من عقدين فجعت الطائفة الشيعية في العراق والعالم بحادثة هي الأولى من نوعها بلحاظ عدة عوامل ساهمت في صناعة وعي الإنسان الشيعي الذي كان يرى في الحكيم الزعيم الجامع للبعد السياسي والديني.
من تلك العوامل ما يطلق عليه بالنوعية الزمكانية التي اجتمعت في قصة اغتيال السيد الحكيم حيث اليوم المبارك يوم الجمعة من الشهر المبارك شهر رجب في البقعة المباركة حرم أمير المؤمنين عليه السلام بعد الفريضة المباركة صلاة الجمعة في حالة من الروحانية التي قل ما تجتمع في شخصية مهما كان وزنها الروحي وعمقها المعرفي وكأن السماء قد خططت لساعة الحقيقة التي كانت أمنية طالما تمناها السيد الشهيد.
عدة اعتبارات تظهر اهميتها في الخسارة الوطنية الكبرى بفقدان تلك الشخصية تتعلق بصعوبة الظروف التي كان يعيشها الشعب العراقي وهو على مشارف الحرية والانعتاق واعادة الأمل في تحقيق أهدافه  وتأمين مستقبل مشرق للأجيال.
جميع الشخصيات الوطنية والسياسية والدينية، المستقلة والحزبية في حينها، كانت ترضخ لرؤيةالعقل الجمعي الرامية لترويض انشطتها وجعلها منسجمة مع طموح العراقيين وثقافتهم العقلائية.
 من هنا كان السيد محمد باقر الحكيم الفريد بين معاصريه من النخبة السياسية الذي يمتلك تصورا واضحا لما يجب أن يكون عليه وضع البلد بعد خلاصه من حكم الطغاة .
 ساعد هذا التصور على فهمه العميق لطموحات الشعب ومعرفة حالته السياسية واحتياجاته في المستقبل.
 فعمل على دراسة الظروف المستجدة في الساحة العراقية فكانت نظرته الاستشرافية تؤكد على ضرورة وأهمية تحطيم الرؤى المتزمتة والجامدة والمتطرفة كونها لا تنسجم مع معطيات الواقعالعراقي بعد زوال البعث، فعمد الى صياغة وعي شامل يستهدف العصف الذهني للجماهير الشعبية وصياغة الشخصية العراقية لخوض معركة إعادة أعمار العراق كهدف أعلى وأسمى.
 تلك الخطوات بعثت آمالاً جديدة لدى مختلف قطاعات الشعب العراقي للعمل من أجل وحدة العراق بعد أن تخلص من النظام الدموي.
 خطاب السيد الحكيم ونهجه العقلاني حظي بالاهتمام والتعاطف الكبيرين فقد كان يدرك ظرورة التصدي للواقع ويحذر من الانفصال عنه.
المواطن العراقي، سواء أكان شيعيا او سنيا ، مسيحيا او ايزيديا ، ومن مختلف الطوائف والقوميات فهم المقاصد الوطنية من خطاب السيد الحكيم، بل أصبحت بنظر البعض من أساسيات العمل اليومي، فمن غير اللائق ان تجعل من نفسك عنصرا ساكنا في مجتمع يعيش حركة دؤوبة واحداثا متسارعة بعد منذ أن ايقنت وإلى الأبد أمل قوى الشر المبادة من عودتها لواجهة الأحداث مهما حاولت ان تعبث بأمن واستقرار الشعب بكل فعالياته وقواه المؤثرة.
اذن جريمة اغتيال محمد باقر الحكيم.. لماذا جاءت في ذلك التوقيت؟
من هو المستفيد من هذه الجريمة؟
إنها تراجيديا الدم الذي أريق ظلما بباب القبلة في ضريح سيد الاوصياء التي اخففت في وضع إجابة لسؤال طالما تكرر حول انتكاسة ضمير سخر كل طاقاته وإمكانياته لخدمة الفكر العشوائي الظلامي الذي ينظم نفسه في لحظة عقد الصفقات المخزية والقاتلة لطموح شعب وصل لمرحلة الاعياء لكنه لم يزل على قيد الحياة!
وعلى الرغم مما جرى تبقى الإجابة حبيسة طيات  الزمن لان أيدي الجريمة لازالت طليقة.
من المؤكد ان النوايا الطيبة  التي يحملها محمد باقر الحكيم قادرة على تحقيق أهداف شعب يتميز بصفة الوفاء لشهدائه ويثمن تضحياتهم من خلال تمسكه بالوحدة وإفشال ما يخطط له العدو الذي يرى في الفتنة الطائفية خير وسيلةلاختراق الشعورالوجداني لأبناء العراقي.
بناء على ماتقدم نعتقد ان الغاية من جريمة النجف هي نفسها التي كانت لأجلها جريمة السفارة الأردنية وجريمة تفجير مقر الأمم المتحدة ونفس الأيدي التي تقف وراء جرائم السطو والسرقة وتخريب البنى التحتية لقطاعات النفط والكهرباء والماء وبالنتيجة مهما تعددت الفواعل فالغاية واحدة.
عدة آراء حاولت الإجابة على سؤال: من قتل محمد باقر الحكيم، لكنها تفتقد لرؤية التحليل سياسي المعمق كونها لم تأخذ بنظر الاعتبار دراسة واقع الجهة المنفذة والمنتفعة أو المستفيدة. فالحالة الدرامية في التخطيط للجريمة يؤكد خبرة  وموهبة بعض الشباب  المدفوعين بالمال أو تحت ضغط العاطفة في حين يشير الواقع ا السياسي إلى أن الجهة المنتفعة من الجريمة هم  أعداء الشعب العراقي بتحريض قوى سياسية منظمة، من الداخل والخارج، ناهيك عن قدرة بعض الدول على الدفع بهذا الإتجاه بغية الاستفادة من نتائج الواقع السياسي الفوضوي الذي ترى انه سيفضي إلى خطوات خاطئة تتحكم في مسار البعد السياسي.
وللخلاص من تبعات تلك التحديات هو قيام الفاعل السياسي بأخذ دوره الوطني وبغض النظر عن حالة الانتماء سواء في مجالها القومي او المذهبي او الديني لتحقيق الانموذج القدوة ألذي يعتمد الوعي والوحدة المعيار الإصلح لايجاد الموقف المشترك المتنور القادر على إيقاف تداعيات الوضع الأمني الذي طالما تمناه أعداء التجربة العراقية التي لازالت فتية.

آخر التحديثات