
كوردستريت – سامية لاوند
.
في حوار خاص لشبكة كوردستريت مع عضو الائتلاف السوري وعضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وأحد أعضاء الهيئة الاستشارية في مفاوضات جنيف مصطفى أوسو للتحدث عن النداء الأخير الذي وجهه سكرتير الحزب التقدمي عبد الحميد درويش بخصوص انسحاب المفاوضين الكورد “عبد الحكيم بشار – فؤاد عليكو” من جنيف لوقت آخر إلى أن يتم تشكيل وفد جديد من معظم الأطراف الكوردية، وكذلك الحديث عن جنيف وتطوراته.
.
والبداية كانت حول نداء الذي وجهه السيد عبد الحميد درويش بخصوص الانسحاب من المفاوضات حيث أوضح عضو الهيئة الاستشارية في المفاوضات أن النداء الذي أطلقه السيد عبد الحميد درويش يتقاطع إلى حد كبير، مع النداءات والدعوات الصادرة في الفترة الأخيرة، عن العديد من الفعاليات السياسية والمدنية والثقافية الكوردية في سوريا، مشيراً إلى أن جميعها محقة، لأن الكورد أمام لحظة من اللحظات التاريخية الفاصلة التي تمر بها سوريا عموماً، وقضية الشعب الكوردي وحقوقه القومية والوطنية الديمقراطية خصوصاً، على حد تعبير أوسو.
.
وحول تطورات جنيف أوضح المعارض الكوردي أنه يتم رسم الملامح الأساسية لسوريا المستقبل في البيان الذي يتم إعداده في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة السورية، وأن هناك مخاوف جدية من النتائج التي قد تؤدي إليها، لجهة تجاهلها القضية القومية للشعب الكوردي في سوريا، ومحاولة شطبها من المفاوضات، كما أن التفاهم الدولي والإقليمي يؤيد هذه المخاوف، والذي أفرز رؤية المعارضة السورية وثوابتها للمفاوضات التي تجري حالياً في جنيف، والمصاغة في البيان الختامي لاجتماع الرياض في أوائل كانون الأول 2015 حيث تخلو من أية مقاربة لحل القضية الكوردية في سوريا، كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية ويتمتع بجميع الخصائص القومية المميزة، وتكتفي المفاوضات برسم سقفها كقضية مواطنين محرومين من حقوقهم ليس إلا.
.
ونوه أوسو إلى أن ما يعزز هذا التجاهل للقضية الكوردية أيضاً، التصريحات العنصرية الصادرة في الفترة الأخيرة عن رموز المعارضة السورية، وبالأخص من المدعو أسعد الزعبي، الذي يترأس وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف 3، وكذلك ما جاء في وثيقة المبادئ التي قدمها الوسيط الدولي ستيفان دي مستورا للوفود السورية المشاركة في المفاوضات في نهاية الجولة الثانية من المفاوضات، والتي خلت هي الأخرى من أية إشارة للشعب الكوردي وحقوقه القومية.
.
وأضاف عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن هناك حاجة ماسة لمراجعة شاملة على الصعيد الحركة السياسية الكوردية، ومن أهم الخطوات في هذا الاتجاه حسب رأيه، هو ترتيب البيت الداخلي الكوردي وترميمه وتوحيد خطابه السياسي ومطالبه وتحركه المستقبلي، مشيراً أن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى إعادة الاعتبار للشعب الكوردي وقضيته القومية، سواء في مواجهة النظام الأسدي المجرم، الذي لم يدخر وسيلة عنصرية وشوفينية إلا وحارب بها الشعب الكوردي في سوريا، طوال أكثر من أربعة عقود من الزمن وحتى الآن، أو عند شركائهم في المعارضة السورية، وأيضاً إقليمياً ودولياً، ناهيك عن الأجواء الإيجابية الناجمة عن مثل هذه الخطوة بالنسبة لأبناء شعبنا الكوردي على حد قول “أوسو”.
.
وفي إطار الحديث عن رؤيته في بقاء المفاوضين في جنيف، أو الانسحاب الذي يريده معظم الشعب الكوردي بسبب إساءة الزعبي أكد عضو الائتلاف السوري مصطفى أوسو أنه لا يعتقد أنه من الصحة أن ينسحب الكورد من وفد المعارضة السورية، في الوقت الحاضر، لأنه لا بد من العمل الجاد لخلق أرضية مناسبة للحوار الكوردي – الكوردي، فالمخاض طويل، وسيواجه ممثلي الكورد في وفد المعارضة السورية للمفاوضات لحظات قاسية جداً في الجولات القادمة من المفاوضات، التي لم تدخل حتى الآن في المسائل الجوهرية، ودائماً حسب تعبيره.
.
واختتم المعارض الكوردي حواره لشبكة كوردستريت قائلاً إنه لا يعتقد أن جنيف 3 ستكون المحطة الأخيرة في مسار الحل السياسي للأزمة السورية، التي يبدو أنها بحاجة إلى المزيد من الوقت والجهد، وإلى المزيد من التفاهمات الدولية والإقليمية، وهي فرصة للكورد أن يعيدوا ترتيب أوراقهم من جديد قبل فوات الأوان.