كوردستريت || الصحافة
.
تتحدث وسائل الإعلام العربية عن حملة في الصحافة الروسية لتشويه سمعة الرئيس السوري بشار الأسد وتُظهر نظامه على أنه فاسد. يبدو أن الرئيس بوتين يمارس ضغوطا على الرئيس السوري على خلفية الإضرار بالمصالح الروسية في سوريا والتدخّل المتزايد لإيران في البلاد.
أشارت وسائل الإعلام في العالم العربي مؤخرًا إلى منشورات في الإعلام الروسي حول الفساد في النظام السوري. هذه خطوة غير عادية تهاجم فيها الصحف الروسية الرئيس بشار الأسد حليف روسيا، مما يشير إلى أنها أوامر من الجهات العليا.
تتحدث التقارير عن لوحة باهظة الثمن اشتراها الرئيس بشار الأسد لزوجة بمبلغ 30 مليون دولار، في الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد السوري في حالة تدهور.
يرجّح بعض المواطنين السوريين أن الرئيس بشار الأسد سيخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
يُعتقد أن عائلة “مخلوف” الموالية لروسيا هي التي تقف وراء التسريبات لوسائل الإعلام الروسية، بالإضافة إلى ردة فعل الكرملين بعد الخطوات التي اتخذها النظام السوري ضد العائلة في الأشهر الأخيرة، والتي شملت تجميد أموال الأسرة والاستيلاء على شركاتها التجارية. وهو أمر خلق توترا كبيرا بينها وبين عائلة الأسد.
قبل بضعة أشهر، تم إحراق فندق يملكه رامي مخلوف في روسيا، واتّهم كبار الأسرة أتباع بشار الأسد بالوقوف خلف إحراق الفندق.
يعتبر رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، من أقوى وأغنى الناس في سوريا، قدرت ثروته في عام 2011 بـ 5 مليارات دولار، وهو من ضمن المقربين للرئيس السوري.
وذكرت التقارير الإعلامية أن محمد مخلوف، عم بشار الأسد، غادر سوريا إلى روسيا، في حين تم طرد ابنه إيهاب من منصبه كمدير المنطقة الحرة في سوريا.
برر النظام السوري الخطوات التي اتخذها بأنها تأتي في سياق سياسته لمكافحة الفساد. كما تم فرض عقوبات ضد رجال أعمال آخرين لإخفاء التوجّه الحقيقي ضد عائلة مخلوف.
تقف زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد وراء هذا التحركات، حيث ترأس هيئة تعرف باسم “المكتب المالي للقصر الرئاسي” وتهدف إلى الإضرار بالإمبراطورية التجارية لعائلة مخلوف.
كما يشتبه في قيام عائلة مخلوف بتسريب تفاصيل الصفقة التجارية بين حكومة دمشق ورجل الأعمال مهند الدباغ، ابن عم أسماء الأسد، حول قضية “البطاقة الذكية” لوسائل الإعلام.
أفاد موقع الميدان في 20 أبريل، أنه في الشارع السوري كانت هناك صدمة من تدهور العلاقة بين عائلة الرئيس بشار الأسد وعائلة خاله محمد مخلوف اللتين تربطهما علاقات وثيقة منذ عقود.
أسباب صراعات القوة المختلفة
بحسب مصادر سورية، فإن تدهور العلاقة ينبع من شعور عائلة الأسد بأن تزايد قوة رامي مخلوف وشقيقه داخل نظام الحكم السوري قد يهدد الرئيس بشار الأسد وشقيقه ماهر، وذلك بعد زيادة المنح التي تقدمها جمعية “البستان” الخيرية للمجندين من المجتمع العلوي الذين ينضمون إلى الجيش وقوات الأمن السورية في السنوات الأخيرة.
الخلافات بين عائلة الأسد وعائلة مخلوف هي نتيجة للصراع بين روسيا وإيران من أجل فرض النفوذ في سوريا، الفرقة الرابعة السورية، التي يُعتقد أنها موالية لإيران تحت قيادة ماهر الأسد، تلقت مؤخرًا الإشراف على المؤسسات والمشاريع الاقتصادية لعائلة مخلوف المقربة من روسيا، بما في ذلك منطقة التجارة الحرة التي كانت من تحت مسؤولية إيهاب مخلوف.
كما اتخذ النظام السوري عقوبات ضد رجال أعمال آخرين، سامر الفوز وأيمن جابر، الذين استثمروا في حقول النفط والغاز والذين يعتبرون موالين لروسيا.
هل أصبح الصراع الأسري بين عائلة الأسد وعائلة مخلوف صراعًا للتأثير على ما يحدث في سوريا بين إيران وروسيا؟ ما مدى حدة هذا الصراع وماذا ستكون نتائجه؟ هل هذا يخدم المصالح الإسرائيلية؟
من الصعب جدًا تقييم الأمور الآن، الرئيس بشار الأسد يستخدم روسيا وإيران لاستعادة السيطرة على سوريا بعد الحرب الأهلية الدموية. لدى كل من روسيا وإيران وجود عسكري واقتصادي في سوريا. لقد وقع بشار الأسد في الفخ، حيث أنه يعتمد بشكل كبير على الرئيس بوتين ومدين له في استمرار بقائه على الحكم، وهو الشخص نفسه الذي أنقذه وأنقذ الطائفة العلوية قبل أسابيع قليلة من انهيار نظامه في الحرب الأهلية.
إن حقيقة أن الصحافة الروسية تكشف الآن عن فساده يشير إلى توترات في العلاقة بين النظام السوري والكرملين، فهل يحاول الرئيس بوتين تلقين الرئيس بشار الأسد درساً لكي يبقى في صفه؟ هل بشار الأسد لم يعد مرغوباً فيه بالنسبة للكرملين؟
يُعرف بوتين بأساليبه المتطورة، ومن المتوقع أن تهدف الحملة الإعلامية الروسية ضد بشار الأسد إلى ابتزازه والإشارة إلى ما قد يحدث له إذا وجه فمه إلى الرئيس الروسي.
وبحسب مصادر سورية، فإن ما أغضب الرئيس بوتين هو صفقة أبرمها الرئيس الأسد مع الإمارات العربية المتحدة بمليارات من الدولارات لإلحاق الضرر بالتنسيق الروسي التركي بشأن إدلب، ويريد بوتين الحفاظ على علاقات جيدة مع تركيا.
وتزعم رواية أخرى أن الرئيس بوتين غاضب من الرئيس بشار الأسد الذي ينفق أموالا طائلة على عمليات الفساد رغم أنه لم يدفع بعد مستحقات روسيا مقابل الدقيق الذي اشتراه منها.
تشعر روسيا بالقلق من الوضع الاقتصادي في سوريا الذي يمكن أن يمحو الإنجازات العسكرية التي حققتها في قمع الحرب الأهلية، وتريد أن تظهر صورة للاستقرار في سوريا.
لن تتخلى روسيا عن علاقاتها الاقتصادية مع عائلة مخلوف، ومن ناحية أخرى، لا تريد التخلي عن بشار الأسد الذي يمنحها الشرعية في الاستمرار والبقاء في سوريا “كضيف” على النظام.
سيتعين علينا انتظار التطورات القادمة للحصول على إجابات لهذه الأسئلة، الأيام ستخبرنا.
المصدر:مركز القدس للشؤون العامة الإسرائيلي
الكاتب: يوني بن مناخم
التاريخ: 26 إبريل 2020
الرابط: https://bit.ly/3eRiEFU