كوردستريت|| #وكالات
أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، عن حزنه العميق للخسائر “المأساوية” في الأرواح في رفح، واصفاً مشاهد الحرائق في مخيم النازحين بأنها “مؤلمة”، رغم الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل في حربها على قطاع غزة. وأعلن ميلر خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أن بلاده طلبت تحقيقاً شاملاً من السلطات الإسرائيلية حول الهجمات التي استهدفت المدنيين في رفح ليلة الأحد. وأكد على ثقتهم بالتحقيقات داخل النظام القانوني الإسرائيلي، مشيراً إلى أن لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس وأن “عناصر حماس كانوا الهدف في الهجوم” الذي نفذته نهاية الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يتحمل مسؤولية حماية المدنيين خلال “عملياته”. في السياق ذاته، أكد البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس جو بايدن لا يعتزم تغيير سياسته تجاه إسرائيل بعد سقوط ضحايا في ضربة إسرائيلية على مخيم للنازحين في رفح، لكنه “لا يغض الطرف” عن معاناة المدنيين الفلسطينيين. وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، أن واشنطن لا تعتقد أن أفعال إسرائيل في رفح ترقى إلى عملية واسعة النطاق تتجاوز “الخطوط الحمر” التي حددها بايدن.
وفيما يخص التحقيقات، قال كيربي في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: “لا تغيير في السياسة نتيجة لهذه الضربة التي وقعت الأحد”، مضيفاً “لقد وقعت للتو، والإسرائيليون سيحققون فيها”. ورداً على سؤال حول “عدد الجثث المتفحمة” الذي قد يدفع بايدن لتغيير نهجه، أكد كيربي أن هذا ليس أمراً يتم التغاضي عنه. وكان بايدن قد أعلن سابقاً عدم تأييده لهجوم عسكري إسرائيلي واسع النطاق في رفح، وعلّق في الشهر الحالي تسليم شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل خشية استخدامها في رفح.
وأفاد شهود من وكالة فرانس برس بتمركز دبابات إسرائيلية في وسط رفح، الثلاثاء، بعد معارك عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين في الأسابيع الأخيرة. ولكن كيربي أكد أن بايدن لا يرى تغيراً في مفهوم الهجوم العسكري الواسع النطاق في رفح، قائلاً: “لم نرهم يقتحمون رفح”، مشيراً إلى أن العملية الإسرائيلية ما زالت تعتبر “محدودة النطاق”.
وقالت مساعدة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، إن الإدارة الأمريكية لن تدلي بمزيد من التعليقات حتى ينتهي الجيش الإسرائيلي من التحقيق في الواقعة. وأكدت أن ما جرى في نهاية الأسبوع يؤخذ على محمل الجد، ووصفت المشاهد بأنها “مروعة للغاية”. وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن التحقيقات الأولية الإسرائيلية تشير إلى أن الضربة نفذت بأصغر قنبلة في ترسانتهم.
ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، الضربة على مخيم النازحين في رفح بأنها “حادث مأساوي”، مشيراً إلى أن حكومته تحقق في الأمر. وأكد الجيش الإسرائيلي أن ضربته الجوية وحدها لا يمكن أن تكون سبب الحريق الكبير، وفق ما صرح به المتحدث باسم الجيش، دانيال هغاري.
وفي سياق آخر، رفض البيت الأبيض الدعوات لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بعد طلب المدعي العام إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال كيربي إن فرض عقوبات ليس النهج الصحيح، مؤكداً على أن الولايات المتحدة لا تزال ترى أن المحكمة الجنائية الدولية ليس لها اختصاص في هذه القضية.
وأعلن البنتاغون تعليق توصيل المساعدات إلى قطاع غزة بحراً بسبب الأضرار التي لحقت بالرصيف المؤقت نتيجة سوء الأحوال الجوية. وأفادت تقارير بأن الضربات الجوية الإسرائيلية على خيام النازحين في تل السلطان شمال غرب رفح يوم الأحد أسفرت عن مقتل 45 فلسطينياً وإصابة العشرات، معظمهم من النساء والأطفال، رغم إعلان الجيش الإسرائيلي سابقاً أن المنطقة آمنة للنزوح.
ورغم الاستياء الدولي من هذه “المجزرة”، جدد الجيش الإسرائيلي استهدافه لمنطقة تل السلطان فجر الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 7 فلسطينيين وإصابة آخرين. كما قُتل 21 فلسطينياً وأصيب آخرون في “مجزرة جديدة” نتيجة قصف جوي على مخيم النازحين في منطقة المواصي غرب رفح، والتي كانت مصنفة كمنطقة آمنة من قبل الجيش الإسرائيلي منذ بدء دخول قواته إلى رفح في 6 مايو.
وكانت المجازر الأخيرة وقعت في رفح رغم إصدار محكمة العدل الدولية، وبموافقة 13 من أعضائها مقابل رفض عضوين، يوم الجمعة، تدابير مؤقتة تطالب إسرائيل بأن “توقف فوراً هجومها على رفح”، وأن “تحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة”، و”تقدم تقريراً للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها” في هذا الصدد.
وجاءت هذه التدابير الجديدة من المحكمة، التي تعد أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، استجابة لطلب من جنوب إفريقيا ضمن دعوى شاملة رفعتها في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، تتهم فيها تل أبيب بـ”ارتكاب جرائم إبادة جماعية” في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 117 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
واشنطن – الأناضول – أ ف ب: