مجلة أمريكية: إستراتيجية إسرائيل في غزة: فشل في فهم قوة حماس وتعزيز لدعمها الشعبي

صحافة عالمية 22 يونيو 2024 0
مجلة أمريكية: إستراتيجية إسرائيل في غزة: فشل في فهم قوة حماس وتعزيز لدعمها الشعبي
+ = -

كوردستريت || الصحافة 

 

نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية مقالا أشار إلى أن إسرائيل، وبعد 9 أشهر من حربها الجوية والبرية في غزة، لم تتمكن من هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل على العكس، أصبحت حماس أقوى مما كانت عليه قبل هجوم “طوفان الأقصى”.

 

وأوضح الكاتب روبرت بيب، عالم السياسة الأمريكي والمحاضر في شؤون الأمن الوطني والدولي، أن الخلل الأساسي في إستراتيجية إسرائيل ليس في فشل التكتيكات أو القيود السياسية والأخلاقية المفروضة على قوتها العسكرية، بل في الفشل الصارخ في فهم مصادر قوة حماس.

 

وأشار بيب إلى أن إسرائيل أخفقت بشكل كبير في إدراك أن الدمار الذي تسببت فيه في غزة لم يؤد إلا إلى زيادة قوة حركة حماس. وعلى مدى أشهر، ركزت الحكومات والمحللون على عدد مقاتلي حماس الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي، معتبرين هذه الإحصائية أهم مقياس لنجاح الحملة الإسرائيلية.

 

وأضاف أن إسرائيل تزعم أن 14 ألفاً من بين 30 إلى 40 ألف مقاتل لحماس قد قُتلوا، بينما تقول حماس إن خسائرها تتراوح بين 6 إلى 8 آلاف مقاتل، وأشارت مصادر استخباراتية أمريكية إلى أن العدد الحقيقي لقتلى حماس يبلغ حوالي 10 آلاف.

 

ومع ذلك، يقول بيب، إن التركيز على هذه الأرقام يعوق تقييم قوة حماس الفعلي. وأوضح أن الحركة، رغم خسائرها، لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من غزة وتتمتع بدعم هائل من سكانها، مما يسمح لمقاتليها بالحصول على الإمدادات الإنسانية والعودة بسهولة إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة القوات الإسرائيلية.

 

كما أشار إلى أن تقييمات إسرائيلية حديثة أكدت أن حماس لديها الآن عدد أكبر من المقاتلين في المناطق الشمالية من غزة مقارنة برفح في الجنوب. ويضيف بيب أن حماس تشن حرب عصابات تتضمن كمائن وقنابل يدوية الصنع، وقد تطول هذه الحرب حتى نهاية عام 2024 على الأقل.

 

وبيّن بيب أن حماس لا تزال قادرة على ضرب إسرائيل، ولا يزال أكثر من 80% من شبكة أنفاقها تحت الأرض صالحة للاستخدام. وتظل معظم القيادة العليا لحماس في غزة سليمة، مما يجعل الحرب الإسرائيلية تتحول إلى حرب استنزاف طاحنة قد تمكن حماس من مواصلة مهاجمة المدنيين الإسرائيليين حتى مع استمرار الجيش الإسرائيلي في حملته.

 

وأكد بيب أن قوة حركة مثل حماس لا تأتي من العوامل المادية التقليدية مثل حجم الاقتصاد أو التطور التكنولوجي للجيوش، بل من قدرتها على التجنيد واستقطاب أجيال جديدة من المقاتلين. وأشار إلى أن هذه القدرة متجذرة في الدعم المجتمعي الكبير الذي تحظى به الحركة.

 

وذكر الكاتب العديد من التفاصيل حول الاستطلاعات التي تؤكد تزايد دعم المجتمع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لحماس، واصفاً هذا الدعم بأنه مرتفع للغاية. واعتبر أن هذا الدعم يفسر عدم تقديم سكان غزة معلومات استخباراتية حول مكان قادة الحركة والرهائن الإسرائيليين.

 

وختم بيب مقاله بالقول إن الوقت قد حان للاعتراف بالواقع: السبيل العسكري وحده لا يهزم حماس، فهي حركة سياسية واجتماعية لن تختفي قريباً، وقضيتها أصبحت أكثر شعبية وجاذبيتها أقوى مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وستظل تهديداً مستمراً لإسرائيل.

الحزيرة نت 

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك