كوردستريت|| تكنولوجيا
أضرار الهاتف المحمول
يعد الهاتف المحمول من أكثر التطورات التكنولوجية انتشارًا في الوقت الحالي، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذه الهواتف لا تخلو من السلبيات والأضرار عند استخدامها، إذ يمكن أن يتسبب استخدام الهاتف المحمول في؛ حوادث السيارات، وزيادة التشتت لدى الأطفال والبالغين، ونشر السلوكيات الخاطئة بين المجتمعات وغيرها، وفيما يأتي سيتم الحديث عن أبرز أضرار الهاتف المحمول:
التأثير على الصحة
هنالك العديد من الدراسات التي أثبتت تأثير الهاتف المحمول على صحة الإنسان بصورة سلبية، حيث تبين أن العديد من الأمراض الصحية الخطيرة ناتجة عن استخدام الهاتف المحمول، وفيما يأتي واحدة من أبرز هذه الدراسات؛[ وفقًا للمعهد الوطني للصحة؛ فقد قام علماء من السويد بإجراء دراسة حول أضرار الهاتف المحمول في عام 2012، حيث تبين أن الأشخاص الذين استمروا في استخدام الهاتف المحمول لأكثر من 10 سنوات زادت فرصة تعرضهم لأمراض خطيرة كورم العصب السمعي والورم الدبقي.
التأثير على صحة العين والدماغ
يعد الضوء الأزرق أكثر أنواع الضوء المنبعثة من الهاتف المحمول ضررًا بالعين، وذلك نتيجةً لموت الخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين، ويحدث ذلك من خلال التفاعلات الكيميائية التي يسببها الضوء الأزرق، بحيث تكون هذه التفاعلات سامة لجزيئات الخلايا المستقبلة للضوء، كما تبين أن الأشعة الصادرة من الهاتف المحمول يمكن أن تكون أشعة مسببة للسرطانات، وفي نفس الوقت يمكن أن يتسبب استخدام الهواتف المحمولة في إحداث تغيرات في نشاط الدماغ وأوقات رد الفعل وأنماط النوم، كما تبين أن سلبيات الهاتف على الأطفال تتمثل بخطر الإصابة بسرطان الدماغ
التأثير على صحة الجسم
عادةً ما تكون الهواتف محملة بأنواع مختلفة من الجراثيم والبكتيريا، وذلك نتيجةً لاتصالها بالعديد من الأماكن المجرثمة، وعند استخدام الهاتف سيتم نقل هذه الجراثيم والبكتيريا، وبالتالي يمكن أن تتسبب هذه الكائنات الدقيقة عند اتصالها بالإنسان بالحمى والقيء والإسهال، ومن الجدير بالذكر أن طول الاتصال الهاتفي ومقدار الوقت الذي يتم استهلاكه في الهواتف المحمولة من العوامل التي تعزز المخاطر المتعلقة بصحة الجسم.
التأثير على النفسية
يعد الإدمان المتزايد في استخدام الهواتف المحمولة من أبرز أسباب ضعف الصحة النفسية والفسيولوجية للمراهقين، حيث إن أضرار الهاتف المحمول ليست جسدية فقط بل يمكن أن تكون نفسية، إذ يمكن أن يتسبب الاستخدام المفرط للهاتف في نقص النوم والقلق والتوتر والاكتئاب، ولقد تم إجراء العديد من الدراسات التي تأكد تأثير الهاتف المحمول على النفسية، وفيما يأتي واحدة من أبرز هذه الدراسات:
تم نشر دراسة في مجلة الكلية الأسترالية للتغذية والطب البيئي، والتي تشير إلا أن الإشعاع الكهرومغناطيسي الناتج من الهواتف والأبراج الخلوية وأجهزة الواي فاي يعمل كعامل مسرع للتوحد.
التأثير على العلاقات الاجتماعية لقد أثرت الهواتف على العلاقات المختلفة بين البشر، فمع أن الهواتف الذكية وفرت وسيلة جديدة للتواصل بين الأشخاص عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، إلا أنها ألحقت الضرر الشديد بالعلاقات الحقيقية والأسرية على أرض الواقع، إذ إن بعض الأشخاص يرتبطون بهواتفهم بطرق غير صحية ويهملون الأشخاص الذين من حولهم، مما قد يؤدي إلى التسبب بإيذاء نفسي لهؤلاء الأشخاص وإحداث اضطراب في العلاقات معهم.
التأثير على الإنتاجية قد يؤثر التعلق الكثير بالهاتف النقال على أعمال الشخص، إذ إن إنتاجية العمال والمدراء والموظفين تقل إذا ما تم استخدام الهواتف المحمولة أثناء ساعات العمل، مما قد يلحق الأذى بإنتاجية العمل الكلي للمؤسسات والشركات وما إلى ذلك، ولا يقتصر التأثير على الإنتاجية على الأعمال فقط بل يشمل كفاءة التعلم أيضًا، إذ إن الطلاب قد يقضون عددًا كبيرًا من الساعات على الجوال، مما سيشتت انتباههم ويلهيهم في المنزل أو في فصولهم الدراسية، وبالتالي سيقلل من إنتاجية التعليم وكفاءته.
قامت شركة OfficeTeam للتوظيف عام 2017 بإجراء استطلاع رأي حول متوسط عدد الدقائق التي يقضيها الموظفون في استخدام الهاتف أثناء ساعات العمل، إذ وجد أنهم يمضون 56 دقيقة يوميًا على هواتفهم في أنشطة غير متعلقة بالعمل، مما يقلل الإنتاجية المطلوب بما يقارب 5 ساعات أسبوعيًا.
زيادة تلوث البيئة
يستخدم مليارات الأشخاص الهواتف الذكية حول العالم، وتتكون هذه الهواتف من عدد من المعادن كالحديد والألمنيوم والنحاس، ولكن عند استخراج هذه المعادن من خاماتها فسيتم إنتاج كم هائل من النفايات الصلبة والسائلة التي يتم تركها في مكبات خاصة، ومن الجدير ذكره أن هذه المكبات غير آمنة، إذ من الممكن أن تنهار وتسبب تسربات تضر بالإنسان والبيئة على حد سواء، وبهذا تسهم الهواتف بشكل غير مباشر في تلويث البيئة بسبب طرق استخراج ومعالجة المواد المستخدمة في تصنيعها، وفيما يأتي أبرز سلبيات الهاتف المحمول على البيئة:
تلويث مياه الشرب والأسماك، الأمر الذي قد يلحق الأذى بالإنسان أيضًا، وذلك نتيجة نفايات تعدين الذهب المليئة بالسيانيد والزئبق. تدمير البيئة في جزء الأمازون الواقع في البيرو، بالإضافة إلى تدمير الجزر الاستوائية في إندونيسيا، نتيجة التنقيب عن الذهب والقصدير اللذان يستخدمان في الهواتف الذكية. إزالة الغابات في مناطق من الأمازون، مما ألحق الضرر بالأنظمة البيئية هناك، وذلك بسبب التنقيب عن الذهب الذي يستخدم في الموصلات والأسلاك الموجودة داخل الهواتف المحمولة.
تدهور النظام البيئي المرجاني الموجود في البحار المحيطة بجزر بانجكا وبيليتونج الإندونيسية نتيجة تجريف قيعان البحار من الرمال الغنية بالقصدير المستخدم في شاشات لمس الهواتف النقالة. وفقًا لبحث مشترك بين سويسرا وأستراليا عام 2014، فإن لا تتم عملية إعادة تدوير ما يقارب 75% من النفايات الإلكترونية حول العالم، بحيث تشمل هذه النفايات الهواتف الذكية، إذ إن لهذه النفايات عواقب وخيمة على البيئة.
يؤدي الاستخدام الخاطئ للهواتف المحمولة إلى إحداث أضرار كبيرة تتعلق بالصحة الجسدية والنفسية، وتؤثر على علاقات الإنسان الاجتماعية وإنتاجيته العملية، وتؤدي صناعتها أيضًا إلى زيادة التلوث البيئة.
فوائد الهاتف المحمول
ساهم انتشار الهواتف المحمولة في تغيير طرق تفاعل الناس وأنشطتهم، حيث أصبحت الهواتف جزءًا لا يتجزأ من الحياة الخاصة بالناس، إذ يعد الهاتف المحمول أحد أبرز الاختراعات التكنولوجية في هذا العصر، كما قدم العديد من الفوائد للناس كسهولة التواصل مع الأقارب والأصدقاء ومختلف الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، وفيما يأتي أبرز فوائد استخدام الهاتف المحمول:
التواصل الاجتماعي ساهم التطور في الهواتف المحمولة في سهولة التواصل الاجتماعي بين الأشخاص، حيث ساعد الإنترنت في هذه العملية بصورة كبيرة، إذ تم إنشاء العديد من منصات التواصل الاجتماعي، التي تسمح للأشخاص في نشر الحالات والصور على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أبرز منصات التواصل الاجتماعي؛ فيسبوك وتويتر وانستغرام وبنترست، وبالإضافة إلى إمكانية المراسلة عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني، إذ أصبح من الممكن أن يقوم الناس بإجراء محادثات ومكالمات مباشرة لا تتوقف أبدًا، ومن الجدير بالذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في إمكانية التعرف على الثقافات الأخرى والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم عن طريق التقاط الفيديوهات والصور ونشرها على الإنترنت، مما يسمح لأي شخص بأن يشاهد هذه الصور والفيديوهات.
تخزين المعلومات
تم تطوير مجموعة من التقنيات المتعلقة بالهاتف المحمول والتي تساعد على تخزين البيانات والمعلومات الإلكترونية، كالصور والفيديوهات والمستندات وغيرها، ومن أبرز هذه التقنيات التخزين السحابي، وفيما يأتي سيتم الحديث عن أبرز طرق تخزين المعلومات باستخدام الهاتف المحمول:
Dropbox: تعد هذه الوسيلة الأكثر استخدامًا في تخزين المعلومات، حيث يسمح Dropbox بإمكانية تخزين المجلدات ومشاركتها مع المستخدمين الآخرين.
Google Drive: يعد Google Drive أفضل وسيلة لتخزين النسخ الاحتياطي للصور، كما توفر هذه التقنية مساحة تخزين تصل إلى 15 جيجابايت، ومن الجدير بالذكر أن الصور التي يقل حجمها عن 2048 × 2048 بكسل ومقاطع الفيديو التي يقل طولها عن 15 دقيقة لا يتم احتسابها من المساحة المتاحة.
Apple iCloud: عادةً ما يتم استخدام Apple iCloud لنسخ الملفات الشخصية احتياطيًا فقط، كما يوفر Apple iCloud مساحة تخزينية تبلغ 5 جيجابايت، ولكن لسوء الحظ أنها غير مفيدة لمشاركة الملفات مع الآخرين.
Idrive: يعد IDrive الحل الأمثل للاحتفاظ بالنسخ الاحتياطية الخاصة بالمستخدمين، حيث يتم تخزين جهات الاتصال والصور والتقويمات وحتى البيانات الصحية فيه، كما أنه يسمح بتوفير نسخ احتياطي لملفات الفيسبوك والإنستغرام.
التعلم عن بعد
أثرت جائحة كورونا على إغلاق العديد من المؤسسات الحكومية، ومن أبرز هذه المؤسسات المدارس، ولحسن الحظ ساهمت الهواتف المحمولة بتطوير إمكانيات التعلم عن بعد عن طريق الإنترنت، وفيما يأتي أبرز مساهمات الهاتف المحمول في التعليم عن بعد:
ساعد توفر الهواتف المحمولة بسد الفجوة بين المدرسة والمنزل.
إمكانية إجراء مكالمة هاتفية من المعلمين إلى الطلاب لتسهيل التحول إلى التعلم عن بُعد وتقليل توتر الطلاب وتوفير الفهم والراحة باستخدام الأدوات أو المحتوى الجديد.
الوصول إلى منصات التعليم ومؤتمرات الفيديو باستخدام الهواتف المحمولة. السماح للطلاب بالمشاركة الشفوية أو إرسال فيديوهات أو تسجيلات صوتية تتعلق بالدروس المطروحة.
إعادة الدروس في أي وقت في حال لم يتم فهمها أو لم يتمكن الطالب من مشاهدتها. إدارة الأعمال أصبحت الهواتف جزءًا من إدارة الأعمال أيضًا، إذ يمكن القيام بالعديد من أمور الأعمال عبر الهواتف المحمولة، حتى التحكم بالكاميرات من خلال الهواتف الذكية والمشاهدة المباشرة لما تصوره، ولقد ساهمت الأجهزة الذكية في التنمية الاقتصادية العالمية، وذلك من خلال عدد من الوسائل:
القدرة على التواصل مع الآخرين من أي مكان من العالم، الذي قلل أيضًا من مصاريف السفر. إنشاء تطبيقات خاصة بالاقتصاد، الأمر الذي زاد من الوظائف المتاحة. تسهيل الدخول إلى عالم الأعمال عن طريق تخفيض القدرات التصنيعية المطلوبة ورؤوس الأموال وما إلى ذلك.
الترفيه يمكن القيام بالعديد من الأنشطة الترفيهية باستخدام الهواتف المحمولة، ونتيجةً لانتشار هذه الهواتف بشكلٍ كبير تم تطوير العديد من وسائل الترفيه التي يمكن القيام بها عبر الهاتف، حيث يمكن تشغيل الموسيقى ومشاهدة الأفلام والفيديوهات والبرامج التلفزيونية على أجهزة الهواتف المحمولة، إذ أصبح الهاتف جهازًا ترفيهيًا يمكن حمله لأي مكان، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تحميل مجموعة كبيرة من الألعاب الرقمية على الهواتف المحمولة، وتشمل البرامج الترفيهية الأخرى التي يمكن الحصول عليها عبر الهاتف المحمول كلًا من؛ مقاطع فيديو اليوغا، تطبيقات التمارين، برامج الصحة الغذائية وغيرها العديد.
يمكن أن تلعب الهواتف المحمولة دورًا أساسيًا في تمكين الجهود والأنشطة لتعليم الناس كيفية القراءة، حيث تسمح بإمكانية وصول الناس إلى مواد القراءة بسهولة، كما يمكن عرض محتوى آلاف الكتب وقراءتها عبر الهواتف المحمولة، وبالتالي فإن هذه العملية مهمة في محو الأمية وتعزيز القراءة بين مختلف المجتمعات.
الحصول على المعلومات والوظائف تساهم الهواتف المحمولة أيضًا في تسريع عملية الحصول على الوظائف والمعلومات، إذ يقوم الباحثون عن الوظائف بكتابة سيرهم الذاتية والبحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع التوظيف الأخرى عن وظائف تناسبهم، بالإضافة إلى استخدامهم لهواتفهم في الاتصال أو إرسال بريد إلكتروني إلى الأشخاص المعنيين بالتوظيف[٢٣]، ومن أبرز التطبيقات المستخدمة في البحث عن الوظائف؛ CareerBuilder, JobAware, LinkedIn Job Search.
وتستخدم الهواتف أيضًا في البحث عن المعلومات الخاصة بأي شيء في أي مكان، وذلك عبر محركات البحث المختلفة، والتي تشمل Google، Bing، Copernic وغيرها.[٢٥] الوصول إلى الخدمات بسرعة تشمل إيجابيات الهواتف المحمولة سرعة الوصول إلى الخدمات، إذ سهلت الهواتف خدمات الطوارئ، فأصبح بالإمكان الاتصال بالشرطة أو الإطفاء أو الخدمات الطبية إذا ما تطلب الأمر، كما أن الهواتف توفر خدمات المواقع الجغرافية، وتوفر الهواتف الذكية أيضًا إمكانية طلب البضائع أو الخدمات من المتاجر العديدة والتي ستقوم بتوصيل كل ما يشتريه الأفراد إلى منازلهم، إذ تتوفر المطاعم والمتاجر التي يستطيع المستهلك اختيار ما يريد من منتجاتها، حيث شهدت التجارة الإلكترونية عبر الهواتف الذكية والإنترنت ثورة في ظل جائحة كورونا.
لا تقتصر فوائد الهواتف المحمولة على الترفيه فحسب، بل لقد أحدثت نقلة نوعية في العديد من المجالات؛ كالتعلم عن بعد، والتجارة الإلكترونية، وإدارة الأعمال، والتواصل الاجتماعي.