كوردستريت|| #آراء وقضايا
الكاتب بوزان كرعو
الموقف الفرنسي والأمريكي تجاه انتخابات الإدارة المحلية في شمال وشرق سوريا
الموقف الفرنسي:
تعبر فرنسا عادة عن دعمها للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا نظرًا لدورها في محاربة تنظيم داعش وتوفير الاستقرار النسبي في المنطقة. تعتبر باريس قوات سوريا الديمقراطية شريكًا رئيسيًا في مكافحة الإرهاب. لذا، من المتوقع أن يكون الموقف الفرنسي إيجابيًا وداعمًا للعملية الانتخابية إذا كانت تعزز استقرار المنطقة وتلبي احتياجات السكان المحليين.
الموقف الأمريكي:
الموقف الأمريكي مشابه للموقف الفرنسي، حيث دعمت الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية بشكل كبير في حربها ضد داعش. تراقب واشنطن عن كثب تطورات الأوضاع السياسية في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، وتركز على تعزيز الاستقرار ومنع عودة الجماعات المتطرفة. قد يكون الموقف الأمريكي داعمًا للانتخابات إذا كانت تعتبر خطوة نحو تعزيز الحكم الذاتي والاستقرار في المنطقة، ولكن مع بعض التحفظات لضمان شمولية العملية الانتخابية وتمثيلها لجميع المكونات السكانية.
أسباب محتملة للاعتراض:
1. **البيئة الأمنية والسياسية**: القلق بشأن الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة قد يؤدي إلى اعتراض على الانتخابات في ظروف غير مستقرة.
2. شمولية الانتخابات :
“مخاوف حول مدى شمولية الانتخابات وتمثيلها لجميع المكونات العرقية والسياسية في المنطقة”.
3. التوقيت: يعتبر التوقيت غير مناسب بسبب تصاعد التوترات أو وجود أولويات أخرى تحتاج إلى معالجة قبل إجراء الانتخابات.
4. العلاقات مع تركيا : الموقف التركي الرافض لأي تطور في وضع “الإدارة الذاتية” يمكن أن يؤثر على مواقف فرنسا والولايات المتحدة نتيجة للضغوطات الدبلوماسية للحفاظ على توازن العلاقات مع أنقرة.
احتمالية تأجيل الانتخابات:
قد يؤدي الاعتراض إلى تأجيل الانتخابات لفترة محددة حتى يتم تلبية الشروط والضمانات المطلوبة. يمكن أن يكون الاعتراض حافزًا لتحسين شروط الانتخابات وضمان شموليتها ونزاهتها، فضلًا عن زيادة التدخل الدبلوماسي الدولي لضمان إجراء الانتخابات بطريقة تساهم في استقرار المنطقة.
ما هو المطلوب من “الإدارة الذاتية”؟
إذا كانت “الإدارة الذاتية” تواجه اعتراضًا من فرنسا والولايات المتحدة على إجراء الانتخابات المحلية، يمكن اتخاذ عدة خطوات للتعامل مع هذا الموقف بحكمة وفعالية:
1. التواصل الدبلوماسي المكثف :
عقد اجتماعات مع ممثلي فرنسا والولايات المتحدة لشرح موقف “الإدارة الذاتية” وأهمية الانتخابات، والعمل على التفاوض لتحقيق تفاهمات حول شروط وموعد الانتخابات بما يتماشى مع متطلبات المجتمع الدولي.
2. تأجيل مؤقت مع خطة عمل واضحة :
الموافقة على تأجيل الانتخابات لفترة قصيرة مع تقديم خطة عمل واضحة تتضمن تحسين الظروف الأمنية والسياسية وإشراك جميع الفئات.
3. تحسين العلاقات مع تركيا:
محاولة فتح حوار مفتوح مع تركيا لبحث مخاوفها وتقديم ضمانات لتهدئة التوترات أمر منطقي ومن الممكن ان تجنب المنطقة الكثير من الويلات .
– النتائج المتوقعة لعدم الاستجابة لمطالب فرنسا والولايات المتحدة:
1. العزلة الدولية:
قد يؤدي تجاهل مطالب وتأجيل الانتخابات إلى عزلة “الإدارة الذاتية” على الصعيد الدولي، مما يؤثر سلبًا على الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري.
2. العقوبات الاقتصادية :
من الممكن أن تفرض الدول الكبرى عقوبات اقتصادية على الإدارة الذاتية، مما يزيد من معاناة السكان المحليين.
3. تدهور العلاقات مع الحلفاء:
يمكن أن يضعف رفض الاستجابة لمطالب الولايات المتحدة وفرنسا العلاقات مع الحلفاء المهمين في المنطقة.
4. تصعيد التوترات الإقليمية:
إجراء الانتخابات دون توافق دولي قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع تركيا.
5. زعزعة الاستقرار الداخلي:
يمكن أن يؤدي عدم مراعاة الظروف الأمنية والسياسية إلى زعزعة الاستقرار الداخلي.
6. سحب الدعم العسكري:
قد تقرر الولايات المتحدة تقليص أو سحب الدعم العسكري المقدم لقوات سوريا الديمقراطية، مما يترك المنطقة عرضة للهجمات.
الاستراتيجيات المقترحة:
– الدخول في مفاوضات جدية مع الولايات المتحدة وفرنسا للوصول إلى توافق حول الشروط والتوقيت الأمثل للانتخابات.
– دعوة مراقبين دوليين لضمان شفافية الانتخابات وتحقيق قبول دولي للنتائج.
– تعزيز العلاقات مع حلفاء إقليميين ودوليين لدعم الموقف التفاوضي للإدارة الذاتية.
– تبني مرونة سياسية وتقديم تنازلات إذا كانت تخدم مصلحة استقرار المنطقة وتحافظ على الدعم الدولي.
باتباع هذه الاستراتيجيات، يمكن للإدارة الذاتية تحقيق أهدافها بطريقة تضمن الاستقرار الدولي وتعزيز فرص إجراء انتخابات نزيهة وشاملة تدعم استقرار وتقدم المنطقة والدعم الدولي المستدام.