جلال مرعي .
في ظل الأوضاع المعيشية السيئة التي تمر بها المنطقة الكردية و الحصار الاقتصادي الخانق المفروض عليه واللذي أدى بدوره إلى غلاء فاحش في الأسعار ونقص لكثير من المستلزمات الضرورية للحياة اليومية
يلعب الاطباء والصيادلة في المناطق الكردية ” دورا سلبيا” في هذه الأزمة مكرسين بذلك سياسة التجويع والتهجير
وبإعتبار أن المهنة الطبية هي إنسانية أكثر مما هي مادية بحته إلا انها أخذت “مجرى” أخر لدى الغالبية منهم وبدأوا يتبعون سياسة النأي بالنفس
المنطقة الكردية في أمس الحاجة إلى أطباء أخصائيين ومن كافة التخصصات إذ بات السفر إلى باقي المحافظات يشكل “خطرا” حقيقيا على حياة المسافرين لسيطرة المسلحين على طول الطريق و أعتقال الكرد على الهوية ومع ذلك فإن أغلب الأطباء المشهودين لهم بالخبرة الطبية تركوا الخدمة في المناطق الكردية و هاجروا إلى دول الغرب والإقليم بعدما أصبحوا أثرياء وأصحاب رؤوس أموال خلال فترة عملهم في المنطقة . وكان الأجدر بهم أن يقيموا مشافي ميدانية في كل المدن ومجهزة بكامل الكوادر والمستلزمات الطبية كبادرة حسن نية لهذه السنوات العجاف التي يمر بها الوطن . وأن يمتثلوا لمواقف الأطباء الذين استشهدوا وهم يسعفون المصابين ويداوون الجرحى . واعتقلوا وعذب العديد منهم في سجون النظام وأن يتذكروا قسم أبيقراط الذي حلفوا عليه . لتكون الإنسانية شعارهم والرحمة مبدأهم والسلام منهجهم
و أما الأطباء المتواجدين حاليا” على رأس عملهم أصدروا بالآونة الأخيرة قرارا يزيد الطين بلًة ” بزيادة التعرفة الطبية غير مبالين بما يعانيه المواطنيين من غلاء حقيقي في المعيشة اليومية ونقص حاد لموارد الدخل
ــ ثم يأتي دور الصيدليات التي تحولت معظمها لتماثل البقاليات في بيع الأدوية للمواطنين بدون وصفات طبية و عدم التقيد بأي ضوابط أو إلتزام بالسعر المعمول به على الدواء و البيع للمواطن بزيادة ربح تصل الى نسبة 150%مما كان عليه من قبل مبررين بذلك قررات النظام السوري برفع اسعار الدواء علما بإن أغلب الدواء هي أدوية مهربة ناهيك عن الأثار الجانبية لكثير من الأدوية و خطره على المرضى
والأمر للمفارقة فهناك ممن أستجابوا لنداء الضمير الأنساني و العمل بمبدأ :
“الحس الأنساني أعلى من القيم المادية”
و تشخيص المعاينات على الفقراء و النازحين من المناطق الساخنة الى المناطق الكردية ” مجاناً” معتبرين أنها فترة أستثنائية تمر بها المنطقة وسوف تزول بزوال المسبب