متابعات: سروان زياد
مؤسسة دم مع انطلاقتها في بدايات عام 2011 اعتبرت من أوائل المؤسسات في الداخل السوري والتي تسعى لبناء قدرات منظمات المجتمع المدني ومؤسسات النفع العام والأفراد من أجل بناء نسيج مجتمعي قوي قادر على اداء دور فعال في بناء المجتمع ورفده بالمشاريع التنموية والثقافية التي تحقق له النماء والازدهار….ضمن رؤية نشر ثقافة الحوار والعمل على تقديم كل ما من شأنه خدمة المجتمع، وإتاحة المجال للجميع دون استثناء، للاستفادة من برامج المؤسسة الخاصة بالتدريب، وإجراء الدراسات الاستطلاعية والميدانية لقياس اتجاهات الرأي العام، وربط مشاريع الدراسات الاستطلاعية بحاجات المجتمع وقضاياه.
“مصطفى عبدي”/رئيس مجلس الادارة اعتبر بان فكرة المؤسسة نشأت من الرغبة في تأسيس إطاراً يعبر عن طموحهم في خدمة المجتمع الكردي الذي للتو بدأ يشعر بوجوده، إطار يؤمّن لهم فسحة لاختيار تعليم الدروس والاسفادة من الخبرات، وتعلم أصول الإعلام وماهيته وأصول الإدارة على أنه علم لا يمكن الخوض فيه دون معرفة قواعده إضافة الى كيفيّة الدفاع عن انفسهم في ظل التحولات الكبرى، إطار يحقق لهم الاستقلالية حتى يستطيعوا ان يكونوا بمثابة جسر تواصل بين أصحاب الخبرات والناس، ومن هنا جاء شعار المؤسسة(عندما يصبح المجتمع السلطة الوحيدة).
مؤسسة دم بدأت بفكرة أن الإعلام والصحافة الحرّة سمة من سمات الأنظمة الديمقراطية ودليل تقبل الآخر المختلف واحترام الرأي والرأي الآخر، وعلى أنه مرآة للواقع ومحرك نشاطه.
باعتقاد/عبدي/ يجب ان يكون العمل الإعلامي موضوعياً، كي يستطيع القيام بمهامه، فالإعلام هو المرتكز الرئيس لأي دولة ديمقراطية، ومهمته مراقبة السلطة والأحزاب والحكومة والمنظمات المختلفة، فكلما كان موضوعيا كلما كان فاعلاً وكلما ساهم في نشر الحقائق بمصداقية حتى وإن تم التشكيك فيها أحياناً، فهو آلية ضغط وتوثر في القرار، وإحدى فوائده الوظيفية هي الرقابة على مختلف المؤسسات، كل ذلك يتطلب توفير الحصانة القانونية ليمارس الصحفي وظيفته ودوره، أي الإطار القانوني الذي يحميه إذا ما تحدّث عن مكامن الخلل بجرأة، وإن كنا لتاريخه نجد أن الكثيرون يعتقلون بسبب آرائهم(1) بل ويقتلون.
مؤسسة دم مؤسسة اعلامية سورية مستقلة غير ربحية تأسست في العام 2011 لتعزيز وتوسيع فضاء المجتمع المدني والمدنية وتعزيز المبادئ والممارسات التي تعزز قيم الديمقراطية والحكم الرشيد من خلال الاعلام والعمل بفكر بناء مجتمع تسوده منظمات مدنية حقيقية، للمساهمة في تنمية قدرات جيل جديد قادر على الانخراط في المجتمع وفق أسس عملية وعلمية صحيحة من خلال افتتاح ورشات تدريبية، ودعم ورعاية مختلف النشاطات المدنية.
/محمود شاهين، إداري/ أكد بأن مؤسسة دم تعتبر من أوائل المراكز التي دعمت وافتتحت ورشات تدريب من اعلام ومجتمع مدني، وعدالة انتقالية، وحريات، وبناء قدرات في الداخل السوري، وبتمويل ذاتي وجهود وخبرات محلية. وفي سؤاله عن الصعوبات” كانت القدرة على توفير طواقم مدربين مؤهلين في محيط عمل المؤسسة(منطقة مشكلة حقيقية تعترض عملنا خاصة وأننا مضطرين الى الاكتفاء الذاتي مرحليا، لعدم قدرتنا على تأمين مدربين من الخارج، الصعوبات المالية أيضاً بقيت المعرقلة لاستمرار عمل المؤسسة مع توسع فضاء عملها، وقدرتها على توفير مركز ومعدات عمل وتدريب”
عمر بشار تحدث عن البيئة التي ولدت فيها المؤسسة” بدأت الثورة في كوباني بأول تظاهرة شهدتها المدينة في نيسان 2011 حينها كان الشباب هم وقودها وخرجوا منددين بسياسة النظام في قمع وقتل شعب خرج يطلب الحرية، وشيئا فشيئا باتت كوباني إعلامياً توازي عواصم دول الربيع العربي من عدن، الى ليبيا…وتطور الحراك الثوري في كوباني مع بدء تحريرها في 19-7-2012 الى حراك مدني حيث نشطت الحياة المدنية من خلال ولادة منظمات مجتمعية ومراكز تأهيل وتدريب وبناء قدرات الى جانب صدور دوريات ومطبوعات متعددة ويمكنني ذكر حوالي 15 منظمة و6 دوريات مطبوعة.
كوباني ادهشت السوريين بنشاطاتها المدنية وسط كل هذا العنف والدمار والقتل،“مصطفى سليم”/ مدير المشاريع يعتقد بان سمة العشائرية تراجعت في كوباني امام مد الحراك المدني الذي يقوده الشباب، ولعل أكثر عوامل العمل وسط الحرب كان بفكرة ان الثورة ليست فقط ثورة سلاح وأصوات مدافع وإنما الثورة تكون بأوجه متعددة تابع/سليم”نحن نثور بالفن والقلم والاعلام وبناء الجيل وتدريب المجتمع وتأهليه للمرحلة الانتقالية وهذا هو جوهر الثورة الحقيقة فإعادة بناء المجتمع
على اسس صحيحة وتعويده على أفق الديمقراطية والسلم الاهلي والعيش المشترك كانت مظاهر حرب للنظام، وهو جوهر عملنا، فثورتنا تأتي مكملة للثورة السورية وليست بمعزل عنه، وفي النشاط الأخيرللمؤسسة ركزنا على ثقافة الاعلام في الحرب والسلم من خلال التواصل مع عدد من النشطاء في الداخل و الخارج عبر السكايب بورشة عمل استمرت اسبوعا عبر البث المباشر.
وفي تطلعاتهم كمؤسسة مدينة في سوريا الجديدة، اجابتنا “شمس شاهين” المجتمع السوري عامة يحتاج الى الكثير من العمل والتدريب واعادة البناء، ومن هنا تأتي أهمية عملنا في أن نكون جزءا فعالا في البناء، وتهيئة المجتمع للديمقراطية، والحريات والمشاركة في الانتخابات والعيش المشترك، وللإعلام الدور الأكبر في ترسيخ ونشر ذلك.
لدينا عدة مشاريع ورشات تدريب إضافة إلى أننا نفكر في تفعيل منابعنا الإعلامية بعدة لغات عدى العربية والكردية من خلال تفعيل إطلاق موقع ناطق باللغة الانكليزية، حتى نستطيع الوصول أبعد، فكل لغة تمثل عالما خاصا ونجاحنا في نقل هموم الناس ومشاغلهم وآرائهم هو غايتنا، ولكن تبقى العوائق المادية هي الحد الفاصل لمدى قدرتنا على الاستمرار في العمل في ظل غياب الدعم
لمحة عن أبرز نشاطات المؤسسة:
*في مجال الإعلام ( نفذت المؤسسة ورشتين إعلاميتين خلال حزيران، كانون الاول 2012):
– الأولى “كتابة التقرير الصحفي، والقصة الخبرية“
– الثانية “مهارات الإعلامي، وفن الصورة والخبر“
* تنفيذ 6 حملات مسح ميدانية بهدف بناء قاعدة بيانات كاملة عن ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة كوباني والريف مع إحياء يوم الاعاقة العالمي بزيارات ميدانية إضافة إلى ورشة تعريفية بدور الأهل والحالة النفسية للمعاق، وإطلاق موقع الكتروني يخص المعاقين ونشاطاتهم الثقافية.
*في مجال الفنون والمسارح: (عرض مسرحيتين: ”ربيع الدم“ “يوم جديد“، الأولى جسدت الثورة وقيمة الشهادة والتضحية بعرض ”صامت” والثانية نقلت معاناة النازحين وجرائم النظام)
* احياء مهرجان فني، مسرحي تحت عنوان( بالفن نثور)
* في مجال نشر الوعي وفكر المجتمع المدني:
– إطلاق حملة”شوارعنا ملونة” بأيام عمل ميدانية بهدف تنظيف شوارع المدينة، وحملة للتعريف بمخاطر حمل السلاح وإهمال حفظه في المنازل، والإطلاق العشوائي للنار.
– افتتاح ورشة عمل “خطوة نحو فكر المجتمع المدني“
– افتتاح ورشة عمل “ المدنية فكر وعمل“
– افتتاح ورشة عمل عن العدالة الانتقالية
– نشر مبادرات الجمعيات الأهلية وثقافة المجتمع المدني والتطوع مع التركيز على أهمية تمكين المتطوع وتدريبه.