كوردستريت || الصحافة
رأت صحيفة ”لوفيغارو“ الفرنسية، أنه في ظل ضغوط الغزو الروسي على أوكرانيا، بدأت أوجه القصور في ميزانية ألمانيا فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي ”الناتو“، التي ندد بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تدخل الآن في طور التلاشي.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، الثلاثاء، إلى تعهّد حكومة أولاف شولتز باحترام أهداف دول الحلف من خلال طرح 100 مليار يورو على الطاولة دفعة واحدة، وذلك بهدف تخصيص 2٪ من ثروتها الوطنية لنفقاتها العسكرية.
وقال تقرير الصحيفة إن هجوم موسكو أحدث مفاجأة كبرى في البلاد، حيثُ يقول المؤرخ العسكري سونكي نيتزل: ”بالنسبة لي، كمؤرخ ألماني، ومثل جميع مواطني بلدي، أنا المشبع بالهولوكوست والحرب العالمية الثانية، كان من غير المعقول أن ينشأ صراع بهذا الحجم في أوروبا“.
ونوهت الصحيفة إلى أنه بمجرد زوال الأثر المروع في هذا البلد ذي التقليد المسالم يبدأ الجميع في حساباتهم وتقديراتهم فيما يتعلق بصناعة الأسلحة، في وزارة الدفاع، والجيش الألماني، ولدى كبار المسؤولين في وزارة المالية.
وشبهت الصحيفة الفرنسية الجيش الألماني بـ“حقل أرض أصبحت عصية للغاية بعد سنوات من الجفاف لدرجة أنها صارت غير قادرة على امتصاص العاصفة“، كما كتبت صحيفة ”شبيغل.
وبينت أن قائدة الجيش، التي تفتقر إلى الخبرة، كريستين لامبرخت، أخذت نفسها على حين غرة، غير مدركة لخطط زميلها الديمقراطي الاجتماعي أولاف شولتز.
ونوهت إلى أنه بخطوة أكثر انتهازية قامت مندوبة الدفاع في الجيش الألماني إيفا هوغل، (البرلمان الألماني له اليد العليا في مصير الإنفاق العسكري)، بنشر تقريرها السنوي حول قدرات الجيش الألماني.
وأكد النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن ”العجز المادي مقلق“، مستنكرًا ”وضعًا غير مقبول“ من شأنه أن يطرح تساؤلات حول ”حياة الجنود“
وقال الصحيفة إنه بصرف النظر عن معدل توافر المعدات الذي يقل أحيانًا عن 50٪ فإن الظروف المعيشية للمجندين، كما وصفها التقرير، مثيرة للاشمئزاز، حيثُ لا توفر ثكنة في ”راينلاند بالاتينات“ إلا على حمامات فقط لـ90 رجلًا وامرأة من الرتب العالية، في حين جرى إغلاق المرافق الصحية والحظائر في ثكنات ”تيودور كورنر بي“ ولاية سكسونيا السفلى، بسبب خطر الإصابة بداء الفيالق (التهاب الرئة) والانهيار، كما أن حمّامات الاغتسال مثبتة الآن في حاوية.
ويعتقد بعض المخططين أن الدفاع الوطني سيحتاج إلى إصلاح جذري، لكن من غير المعروف ما إذا كان توفير 100 مليار سيكون كافيًا لتحقيق ذلك، وفقًا للصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح إن كانت طموحات شولز ستتحقق أم لا، فالحكومة الفيدرالية يمكن أن تفعل الأشياء بشكل صحيح وأن تفعل أيضًا كل شيء بشكل خاطئ بحرق أموال دافعي الضرائب، وهو ما يُقلق كريستيان مولينج، مدير الأبحاث في الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه في الحال أعلنت برلين عن طلب شراء 35 مقاتلة أمريكية الصنع من طراز ”F-35″، إضافة إلى 15 طائرة أوروبية من طراز ”Eurofighters“، التي تشتهر بصعوبة اكتشافها قادرة على حمل شحنات نووية وستحل محل ”تورنادو“ الألمانية، التي عفا عليها الزمن الآن، لكن تسليمها لن يتم قبل 5 سنوات.