ليس بالضرورة أن تنتج عنها اتفاق بين القوى المتصارعة , وخاصة بان الأمور تتجه نحو الـتأزم بالرغم من وجود بعض النيات عن بعض الإطراف ,لان هناك طرف لديه القوة – الاتحاد الديمقراطي PYD-, وطرف يدعي بامتلاكه للقوة –حزب الديمقراطي الكوردي (البارتي ) ,الأول لديه قوة ضاربة يتحكم بالأرض والإدارة والثاني لديه الكثير من الكلام , والكثير من الطموحات التي يحاول كسبها عن طريق الشراكة المقترحة من قبله والمرفوضة من قبل الأول , لان الأول يريد شراكة متكافئة كما يدعي والثاني لا يملك أسس التكافؤ مع الأول غير الدعم اللامحدود من قيادة الديمقراطي الكوردستاني التي أحرجت نفسها في زيادة جرعة ذلك الدعم الذي وصل إلى قمته باتهام الطرف الأول وإنكار خطواته والتنكر لشهدائه معتبرا” إياهم قتلى المصالح الحزبية للتقليل من حجمه وقوته ومكانته.
لقد تأخر كثيرا” الديمقراطي الكوردستاني وفرعه السوري في اخذ زمام المبادرة والتحرك لفرض حالة كوردية (برزانية) على الشطر الغربي من كوردستان ,بعكس العمال الكوردستاني وفرعه السوري , الذي قرأ المستقبل , وجند الكثير من طاقاته وإمكانياته في سبيل فرض حالة كوردية (آبوجية )على ذلك الشطر من كوردستان ,
الفرق بين الديمقراطي الكوردستاني والعمال الكوردستاني هو أن الأول ينتظر إلى أن تتحقق كل الشروط وتنضج كل الظروف ويقتنع كل الحلفاء والأصدقاء مع مناصرة كل الإطراف ليخطو خطوة نحو تفعيل الحالة الناضجة والاستفادة منها,
أما العمال الكوردستاني يقتنص الفرص ويدفع باتجاه تحقيق الشروط ومحاولة خلق الظروف لأجل تحقيق ما يصبو إليه , ولهذا بقي الديمقراطي الكوردستاني متفرجا” أكثر من ثلاثة أشهر عند انطلاق التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام , وثلاثة أشهر أخرى قضاها مترددا” وثلاثة أخرى حذرا” في كيفية التعامل . بعكس منافسه الذي بدأ منذ اللحظة الأولى بتجميع نفسه ولملمة أجزاءه , ونزل إلى الشارع كقوة حاولت التحكم بها بالرغم من حجم مظاهراته الخجولة حينها في العدد والشعارات ولكنه استطاع في مدة قصيرة إن يكون خلايا ميدانية بدأت تتحكم بمفاتيح الحالة وتوجهاتها بالرغم من وجود الكثير من التنسيقيات والأحزاب التي كانت تعتقد بان النظام سيسقط غدا”. واستطاع إن يتحكم بالإدارة والقوة بعد إن ارتكبت الجماعات المسلحة التابعة للجيش الحر غزوتها الثانية بعد كري سبي -التي سكت الكل عنها- غزوة سري كانيه التي كانت بمثابة الإنذار الذي أدى إلى أن يكون الطرف الأول هو القوة الأولى في مواجهة تلك الكتائب الغازية , وحتى حينها كان الديمقراطي الكوردستاني وفرعه السوري مترددا” في إبداء أو اخذ موقف يناسب المرحلة وحجم الخطر الذي بدأ يهدد العمق الكوردستاني في شطره الغربي وتأثيره على حياة الشعب .وقد كانت هذه نقطة البدء التي استطاع من خلالها أن يبسط الطرف الأول سيطرته على مجمل الأوضاع في غرب كوردستان تزامنا” مع انسحاب قوات النظام من أغلبية المدن والمناطق الكوردية.وهكذا سيطرت الحالة الكوردية (الآبوجية )على الساحة ولم تنضج الحالة الكوردية (البرزانية) حتى الآن بسبب ما ذكرناه سابقا”
ما جرى وسيجري من لقاءات في هولير سيكون من باب الضغط على PYD للتنازل عن بعض مكتسباته للطرف الأخر , حتى يكون له وجود فعلي على الأرض , فقد خذله روبرت فورد , وضحك عليه الائتلاف السوري –الممثل السياسي لتنظيم القاعدة في سوريا- ولم يستطع حلفاءه تعويم حالته وجعله منافسا” للطرف الأول , لذا لم يبقى أمامه سوى أن يقوم قيادة الديمقراطي الكوردستاني بنفسه بذلك من خلال الترغيب والترهيب الذي مارسه على الطرف الأول للقبول بمناصفة الحالة مع فرعه السوري ,لكنه حتى الآن لم ينجح ولن ينجح في المستقبل أيضا” لان تأخره منذ البداية وعدم إدراكه لما قد تصل إليه الأوضاع من جهة أخرى جعله فارغ اليدين ,وقوة الضغط التي كان يملكها كانت موجودة في معبر سيمالكا الذي أغلقه من طرفه وأكمل عليه الطرف الأخر بالإغلاق النهائي كرسالة تدل على إن الأول لن يقبل أية شروط لا تتناسب حالته وقوته ووجوده المتشعب والغزير على الأرض.
ستتحول لقاءات هولير إلى اجتماعات دورية كما كان في الماضي إلا إذا قبل احد الإطراف بشروط الطرف الأخر وهذا صعب لان العمال الكوردستاني المتحكم بشمال كوردستان سياسيا” لن يشارك احد معه هكذا لله في التحكم بغرب كوردستان بعد إن قدم المئات من القرابين وبسط سيطرته بالقوة على الأرض . والآخر تعود على إذا لم يكن هو المسيطر فعلى الأقل يجب أن يكون شريكا”, وهذا ما سيمنح الطرفين إلية رفض كلٌ مقترح الطرف الآخر ,
وبالنتيجة ليس هناك ما يمكن استبعاده من تطورات خطيرة قد تحدث على ساحة غرب كوردستان , لان انضمام الطرف الثاني إلى الائتلاف والاستقواء بجيشه الحر في الأيام القادمة (إذا ماحدث)سيخلق حالة مشابهة لما حصل في جنوب كوردستان بين القوتين الرئيسيتين الاتحاد الوطني الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني الذي ذهب ضحية صراعهما على الزعامة الآلاف من الضحايا من الجانبين.
بالرغم من كل ما ذكرناه سننتظر لعل الكورد استفادوا من تجاربهم وسيستطيعون الاتفاق لتجنب ما تم ذكره ,من حدوث صراع مسلح خطير ومضر لغرب كوردستان وشعبه..
حسين عمر
11-12-2013