#كوردستريت_وكالات| رجحت الاستخبارات الإيطالية والروسية والإسرائيلية فرضية العمل الإرهابى فى حادث سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس إلى القاهرة فجر أمس الأول، فيما لم ترفض الاستخبارات الأمريكية والفرنسية تلك الفرضية، لكنها تحفظت على سرعة إعلانها، بذريعة أن «الأمر يتطلب مزيدًا من البحث لتقصى الحقائق».
وفى الوقت ذاته شددت السلطات المصرية على ضرورة عدم استباق التحقيقات، وقال وزير الطيران شريف فتحى: «إن كل السيناريوهات مفتوحة، ونرفض الجزم بفرضية دون قرائن».
.
وقالت تقارير غربية إن الحادث يوحى بوجود محاولة ما تستهدف تفخيخ العلاقات بين القاهرة وباريس بعد تقاربهما مؤخرًا، واستندت إلى قضية الباحث الإيطالى جوليو ريجينى التى عرقلت الاستثمارات بين البلدين، وكذلك تفجير الطائرة الروسية الذى أدى لتراجع السياحة الروسية التى كان الاقتصاد المصرى يعتمد عليها إلى حد كبير.
ونقلت شبكة «سى إن بى سي» عن مسئول استخباراتى أمريكى قوله إن صورًا بالأشعة تشير بوضوح إلى وقوع انفجار على متن الطائرة المصرية المفقودة.
.
وقال إن «الأمر ليس قاطعا.. ولكنه محتمل»، مضيفا «السؤال الأهم الآن، إذا كان انفجارا، ما الذى تسبب فيه؟ عطل ميكانيكي، متفجرات أم ماذا؟ لا توجد معلومات فى هذه المرحلة».
.
لكن شبكة «سى إن إن» قالت فى تقرير موسع إنه بمراجعة لصور التقطتها أقمار صناعية، لم تُظهر حتى الآن أى مؤشرات على حدوث أى انفجار على متن طائرة مصر للطيران، التى تحطمت أمس الأول خلال رحلة من باريس إلى القاهرة.
.
وقالت مصادر أمنية للشبكة إن هذه النتيجة جاءت فى أعقاب فحص أولى للصور، وحذروا من تقارير لوسائل إعلام تلمح إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن تحطم الطائرة حدث بسبب قنبلة.. وهذا غير صحيح حتى الآن.
.
واستبعد جيم كومى، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى، فرضية العمل الإرهابي. وأكد كومى أنه سيجرى التحقيق فى ملابسات الحادث حين تتوفر المعلومات الكافية التى يتم تبادلها مع مصر وفرنسا.
.
وقال «كومي»: «ليس لدينا أى أدلة أو معلومات تؤكد فرضية العمل الإرهابى، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالى سيعمل مع شركائه لإيجاد تفسير لما حدث للطائرة».
وأضاف: «لا يمكننا التكهن بما حدث، لكن أخبركم أنه فى مثل هذه الحوادث يتم التعامل بحذر مع كل معلومة نحصل عليها من شركائنا فى فرنسا وباريس، والتحقيق فيها لن يكون سهلًا وسيأخذ الكثير من الوقت».
.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، أمس الجمعة، أنه ليس هناك أى مؤشر على الإطلاق حول أسباب تحطم الطائرة المصرية.
.
وقال آيرولت لشبكة «فرانس ٢» التليفزيونية: «إننا ندرس كل الفرضيات، لكن ليست لدينا أى فرضية مرجحة، لأننا لا نملك أى مؤشر على الإطلاق حول أسباب تحطم الطائرة المصرية»، مشيرًا إلى أنه سيلتقى اليوم عائلات الركاب لإعطاء «أقصى ما يمكن من معلومات بشفافية تامة».
وجاءت تصريحات الوزير الفرنسى بعد خطبة مقتضبة للرئيس فرانسوا أولاند قال خلالها، أمس الأول، إن المؤشرات ترجح فرضية الإرهاب.
.
وبدأت أجهزة أمنية فرنسية مراجعة سجلات الركاب على متن الطائرة المفقودة للبحث عما إذا كانت هناك شبهات حول أى منهم، وقالت مصادر إن التحقيقات امتدت لبعض العاملين بمطار شارل ديجول فى العاصمة باريس، وتحديدًا ذوى الأصول العربية والإفريقية.
.
وأعلنت السلطات الفرنسية قيامها بتحليل مضمون ٩ آلاف كاميرا فى مطار شارل ديجول فى العاصمة الفرنسية باريس، للوصول إلى معلومات حول حادثة الطائرة المصرية المنكوبة.
.
ووصل فجر أمس لمطار القاهرة الدولي، وفد فرنسى يضم ٣ محققين وخبيرا فنيا من شركة إيرباص، للمساعدة فى التحقيقات حول مصير الطائرة. ووفقا لمصادر بالمطار، فإن المحققين الفرنسيين يتبعون مكتب التحقيقات والتحليل فى وزارة الطيران المدنى الفرنسية.
.
وتشارك فرنسا فى لجنة تحقيق تقودها مصر، حيث إنها مقر شركة إيرباص، كما أن لها ثانى أكبر عدد من الضحايا على متن الطائرة التى كانت تقل ١٥ فرنسيا، وكان هناك ٣٠ مصريا من إجمالى ٦٦ شخصا كانوا على الطائرة.
.
وسلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الأول الخميس، الضوء على حادث اختفاء طائرة «مصر للطيران» القادمة من فرنسا، وقالت القناة الثانية الإسرائيلية إنه يشبه حادث تحطم الطائرة الروسية فى سيناء.
.
وربطت تقارير إسرائيلية حادث الطائرة المصرية بإسقاط الروسية فى شرم الشيخ، وقالت إن طريقة اختفاء الطائرة فجأة ترجح وجود عمل إرهابي، وقالت صحيفة «معاريف» إن الحادثة بعد الطائرة الروسية واختطاف طائرة مصر للطيران وإجبارها على الهبوط فى «لارنكا» بقبرص لا يمكن فصلها عن بعضها البعض.
.
وشدد موقع «عنيان ميركازي» الإسرائيلي، على أن هناك مخاوف من تحطم الطائرة بواسطة عمل إرهابي، خاصة أن الطائرة اختفت من شاشات الرادار فجأة دون أن توجه حتى استغاثة.
وقال الخبير الإيطالى أنطونيو بوردوني، إن سيناريو الاعتداء الإرهابي أقرب إلى الواقع، نظرا لحجم التهديدات التى تتعرض لها مصر، خاصة من قبل تنظيم «القاعدة».
وأضاف لصحيفة «لاستامبا» الإيطالية، أن العمل الإرهابى فرضية لا يمكن أن تكون مستبعدة.. هناك أمر غير واضح فى الحادث، فاختفاء الطائرة بعد دقائق من خروجها من المجال الجوى اليونانى يشى بأن التوقيت كان مقصودًا.
.
وأشار الخبير الإيطالي إلى أن المعطيات المتوفرة عن حالة الطقس الممتازة وقت اختفاء الطائرة، وحالة الطائرة العامة، إضافة إلى خبرة الطيارين، وغياب أى دليل على طلب استغاثة، أو ظهور أى مؤشر غير طبيعي، يرجح كفة الاعتداء الإرهابي.
.
وأوضح بوردوني، أن الطائرة كانت قبل يوم واحد فى أسمرا العاصمة الإريترية، وفى العاصمة التونسية تونس، قبل رحلتها إلى باريس.
.
ولفت الخبير الإيطالي إلى أنه لا يستبعد نجاح تنظيم «القاعدة» فى الوصول إلى الطائرة فى أسمرا، على الأرجح، مثل نجاحه قبل ذلك فى الوصول إلى طائرة فى مطار مقديشيو فى الصومال فى فبراير الماضي، عندما كانت فى طريقها إلى جيبوتي.
.
وأضاف الخبير: «أنا لا أزعم أن الطائرة تعرضت إلى هذا السيناريو، ولكن ٢٤ ساعة تُعتبر مدة كافية للتسلل إلى مطار مثل أسمرا، المدرج على قائمة المطارات الخطيرة فى العالم، بطريقة أو بأخرى، لزراعة قنبلة على متن الطائرة، تنفجر على ارتفاع مُعين أو بعد مرور وقت يُحدده واضعو القنبلة».
.
ورجح مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية أن يكون حادث الطائرة التابعة لشركة «مصر للطيران» عملًا إرهابيًا.
وقال ألكسندر بورتنيكوف، مدير الـ«إف إس بي» وهو جهاز الأمن الروسي، خلال تصريحات صحفية، «إن الأغلب ظنا أن حادث الطائرة المصرية الذى أودى بحياة ٦٦ شخصا من مواطنى نحو ١٢ دولة هو عمل إرهابي».
.
ودعا مدير جهاز الأمن الروسى جميع الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بكشف المتورطين فى «هذا العمل البشع».
وفى القاهرة، شدد وزير الطيران المصري، شريف فتحي، على عدم استباق الأحداث قائلا: «فرضية الإرهاب على العطل الفنى هى الأقرب، لكن ليس منطقيًا الاستباق، والتحقيقات ما زالت مستمرة».
.
وبدأت مصر تحقيقا رسميا، وقال الطيار أيمن المقدم، رئيس الإدارة المركزية للتحقيقات حول حوادث الطائرات بوزارة الطيران المصرية، إن مصر ستقود لجنة التحقيق بمشاركة بعض الدول مثل فرنسا المصنعة للطائرة التى يبلغ عمرها ١٢ عاما، ولها ثانى أكبر عدد من الركاب على الطائرة بعد مصر.
.
ولم يتضح بعد هل ستشارك الولايات المتحدة التى يقع بها مقر شركة برات آند ويتنى المصنعة لمحركات الطائرة.
ووفقا لقوانين الطيران الدولية تمكن مشاركة الدولة المصنعة للمحركات فى تحقيقات حوادث الطائرات.
.
لكن مسئولا أمريكيا قال إن الوكالات الأمريكية تخشى أن تحاول مصر إبقاء المحققين الأمريكيين بعيدا بسبب التوترات القديمة التى تعود لحادث تحطم رحلة مصر للطيران ٩٩٠ قبالة السواحل الأمريكية عام ١٩٩٩.
.
وتوترت العلاقات بين وكالات الطيران المصرية والأمريكية منذ أن أعلن محققون أمريكيون أنهم استنتجوا أن مساعدا لقائد الطائرة وهى من الطراز بوينج ٧٦٧ تعمد إسقاطها.
واتهم محققون مصريون المجلس الوطنى الأمريكى لسلامة النقل بتحريف الأدلة لدعم نظرية الانتحار، وقدموا تقريرهم الخاص الذى أرجع السبب لمشاكل فنية.
.
وأصاب الفتور العلاقات أيضا عقب تفجير طائرة روسية مزودة بمحركات شبيهة فوق سيناء فى أكتوبر.
وقال خبراء فى السلامة إن مصر تحركت بسرعة ملحوظة هذه المرة لمناقشة الأسباب المحتملة، ومنها الإرهاب رغم أنه لا يمكن استبعاد مشاكل فنية أو أخطاء بشرية.
.
وقال المقدم إن بريطانيا واليونان عرضتا المساعدة، لكنه لم يوضح ما إذا كانت مصر قد قبلت العرض أم لا.