كوردستريت || نازدار محمد
.
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية ” قسد ” تحرير ” بلدة الباغوز في ريف ديرالزور الشرقي بالكامل من تنظيم داعش ، وذلك بعد معارك دامت فترة طويلة ، وبدعم قوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية .
.
وأكدت قسد في بيان إعلان النصر ، أن تحرير آخر معاقل داعش ، لايعني نهاية التنظيم ..مشيرة إلى أنها ستواصل ملاحقة ماتبقى من الخلايا النائمة مع الشركاء من التحالف الدولي …
.
حول هذه الموضوع وأهميتة ، كوردستريت توجهت ببعض الأسئلة إلى عدد من المثقفين والسياسيين الكورد .
.
السياسي المستقل “شمس الدين ابو هاوار” أجاب ، أنه بغض النظر عن الإختلاف مع سياسات ال( ب ي د) وفلسفاته الإيكولوجية العابرة للأمم، إلا أن محاربة داعش ،والقضاء على آخر معاقلها ،مصلحة كوردية ألتقت مع مصالح العالم الديمقراطي والحر.
.
وأضاف أبو هاوار، بالتالي لا بد من تبجيل الشهداء الذين استشهدوا في مواجهة إرهاب وظلامية داعش وأخواتها ومموليها ،كما أن المقاتلين الذين واجهوا هذه الآفة ،يجب أن يكونوا موضع إهتمام واحترام الكورد جميعا ليتم احترامهم من قبل العالم أجمع.
.
وقال :ما يخشى منه بعد الإنتهاء من داعش هو:
١- أن تستغني قوات التحالف الدولي عن خدمات القوات التي قاتلت داعش لانتهاء المهمة الموكلة إليها، لعدم وجود إتفاق واضح بين هذه القوات والتحالف الدولي ينظم العلاقة لما بعد انهاء داعش، وتترك لوحدها في مواجهة الأعداء المتربصين بها.
.
٢- أن يترك الشعب الكوردي دون حماية في مواجهة الخلايا الإرهابية النائمة ،كما حدث ويحدث في عفرين المغدورة.
.
٣- بما أن التجارب أثبتت ،أن عقلية القيادات السياسية التي تسيطر على قوات ال YPG عاجزة عن قبول الآخر، والتعدد الخشية كل الخشية من أن تفرط هذه القيادة بتضحيات أبناء وبنات شعبنا على مذبح السيطرة والاستفراد والإستبداد.
.
وتابع السياسي الكوردي ،أن الدرع الحقيقي والوحيد في مواجهة الأخطار المحدقة بالشعب الكردي، وبتلك القوات، هو في وحدة الصف الكوردي، والذي لا يمكن أن يتحقق إلا بتخلي ال (ب ي د) ومشتقاته عن رغبتها في التفرد والاستفراد بالقرار الكوردي ،ولملمة كل طاقات الشعب الكردي دفاعاً عن قضاياه بكل السبل المتاحة دون إقصاء .
.
ونوه،أن الرهان اليوم، هو على المقاتلين الذين فرضوا وجودهم في ساحات المعارك، وحققوا النصر أن يساهموا بنفس القدر والعزيمة في الدفع بالعملية السياسية إلى مستوى يليق بتضحياتهم عبر نزع عقلية الهيمنة والاستفراد من برامج قياداتها السياسية.
.
بدوره المحامي والسياسي الكوردي “مصطفى مستو” قال : إن القضاء على داعش كجغرافيا، لايعني الانتهاء منه نهائياً ، فالفكر والثقافة الداعشية تتطلب جهوداً جبارة لاعادة تأهيل ماخلفته هذه المنظمة الارهابية على مستوى الوعي والفكر والثقافة المجتمعية في سوريا .
.
وتابع مستو ، هذا ينسحب أيضاً على جميع المنظمات الراديكالية الدينية منها، والقومية التي سيطرت على الجغرافيا السورية خلال هذه الاعوام .
وأضاف، عموماً ،أعتقد بأن الوضع السوري ماقبل داعش سيختلف كثيراً عن مابعد داعش ،ولاسيما على مستوى تبلور التوافقات والتحالفات الإقليمية والدولية بعد زوال الهدف المتفق عليه (داعش) وانعكاس ذلك على المالات السورية .
.
وأكد ،أنه فيما يخص الوضع الكوردي، ورغم كل هذه التضحيات الجسام بدماء خيرة شبابنا ،فلازال الكورد هم الحلقة الأضعف في المعادلة السورية ،نتيجة استلاب القرار الكوردي من قبل جهات لاتمت للكورد والقضية الكوردية بأية صلة .
.
وقال المحامي الكوردي : إنه مما لاشك فيه بأن أمريكا اعلنت جهاراًونهاراً بأن تحالفهم مع قسد فقط لهزيمة داعش دون التعامل السياسي ،ومن المحتمل جداً أن تتخلى عن حماية “قسد ” في ظل لعبة المصالح، ولاسيما بعد اعلانها عن انشاء منطقة آمنة بشرق الفرات مع تأكيدها على أخذ المخاوف التركية بعين الاعتبار ولاسيما بعد أن حشدت تركيا قواتها العسكرية على الحدود السورية للقضاء على منظومة حزب العمال الكردستاتي المتواجدة في المناطق الكوردية بشرق الفرات ،فضلاً عن التهديدات التي يطلقها النظام السوري ،ومطالبة حزب العمال الكردستاني باعادة الأمانة أو إطلاق عملية عسكرية لاسترداد المناطق التي سلمت إليه بعام 2012 .
.
وأكد ، أنه بات على الحركة السياسية الكوردية في سوريا ، إعادة النظر بمجمل سياستها على ضوء المستجدات والأحداث المتسارعة ،والارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها في هذه المرحلة ، والتي تتطلب الجرأة والشجاعة في إتخاذ الموقف كوردياً وسورياً.
.
وأضاف، هذا يتطلب إيجادآليات لتوحيد جهود كافة القوى المجتمعية الكوردية في سوريا من منظمات وشخصيات وطنية ومثقفين وسياسيين ومستقلين فضلاً عن التحرك الدبلوماسي والسياسي للضغط على القوى والدول ذات الشان بالملف السوري ،لتسليم إدارة المناطق الكوردية لأبنائها وعودة بشمركة روج أفا ،فهم القوى الأكثر تنظيماًوخبرة لحماية تلك المناطق ومقبولة من جميع الأطراف السورية والدولية.
.
ورأى الدكتور “بختيار مدرس الحسين” ، أن داعش لم ينتهي فكراً وأيديولوجية ، مؤكداً أن الحديث عن النهاية مبالغ فيه .
.
وقال الحسين : بلا شك ،الكورد كان لهم الدور الأكبر في هذه الحرب ؛ مشيراً إلى أن داعش تمتلك حاضنة كبيرة في الأوساط المجاورة، ولاسيما المكون العربي بنسب عالية. وأعتقد أن المردود سيكون سلبياً على المناطق الكوردية، و ستكون هناك ردات فعل، وعمليات إرهابية من الخلايا النائمة بين هذه المناطق . ولكن دبلوماسياً أعتقد بأن الكورد كسبوا شوطاً تاريخياً.