كوردستريت || مزكين ابراهيم
.
في 15/9/2014 بدأت المرحلة الأكبر من هجرة الأهالي في كوباني, إذ بدأ حينها تنظيم (داعش) هجومه على المنطقة فنزح حينها أهالي الريف نحو المدينة, لينزحوا سوياً نحو الحدود التركية بتاريخ 1/10/2014 حين استطاع التنظيم داعش الدخول إلى المدينة لتبدأ رحلة الهجرة نحو أوربا بالنسبة لقسم منهم .
.
استذكاراً لهذه المناسبة أجرت شبكة كوردستريت الأخبارية استطلاعاً للرأي لسياسيين كورد من كوباني ، حيث أفاد القيادي في حزب يكيتي الكوردي بدران مستو « في الذكرى السنوية الرابعة لغزو تنظيم داعش الإرهابي لمنطقة كوباني نستذكر الصور المأساوية والمعاناة الإنسانية لمئات الآلاف من المواطنين الكرد وهم يتدفقون نحو الحدود التركية على ضوء الانسحاب التكتيكي للقوات الكردية من ريفها وما تبع ذلك من حرب ضارية ومقاومة بطولية دحرت الإرهابيين في النهاية.
.
ومضى بالقول « تركيا حينها لم تكن تفصح علانية عن عدائها للشعب الكردي في كردستان سوريا حتى تعطي المصداقية لمشروعها بالانفتاح على القضية الكردية لديها. فهي سمحت مكرهة بمرور 150 من البيشمركة مع عتادها عبر أراضيها بالدخول إلى كوباني بطلب من أمريكا .
.
وأضاف في السياق ذاته « لما قل الاهتمام الأمريكي بالملف السوري في مرحلة نهاية رئاسة أوباما وازياد النفوذ العسكري الروسي والإيراني في سوريا وانهيار عملية السلام بين PKK والحكومة التركية التي كشرت عن أنيابها تجاه سلطة PYD فاحتلت قواتها جرابلس وأعزاز والباب بمساعدة الفصائل المعارضة المسلحة لفصل منطقة الجزيرة عن عفرين .. رافق هذه التطورات الميدانية على الأرض بروز علاقات وعقد مؤتمرات بين روسيا وإيران وتركيا في سوتشي وآستانا وغيرها فيما عرّفوا عن أنفسهم كدول ضامنة لخفض مناطق التوتر في سوريا .
.
مستدركاً أنها ما كانت إلا عبارة عن محاولة تأهيل النظام” الدموي السوري” مجدداً وتوزيع مناطق النفوذ فيما بينهم فأصبحت عفرين ضحية هذه المساومات والتوافقات الدولية من حصة تركيا.
.
وإلى ذلك فإنّ كافة هذه المآسي التي لحقت بالكرد سواء في كوباني وعفرين أو في شنكال وكركوك يبقى” الهم الكردي ”واحداً والجرح الكردي واحد فهم لم يستطيعوا بعد أن يجتمعوا معاً تحت مظلة جامعة وموحدة على صعيد الأجزاء الأربعة من كردستان ليشكلوا ثقلاً سياسياً وعسكرياً مهماً تكون باستطاعتها القدرة على الدخول إلى سوق المصالح الدولية في المنطقة واللعب فيها بذكاء بما يضمن المصالح القومية للشعب الكردي مقابل ضمان مصالح دولية معينة .، بسبب تشتت الصف الكردي الضائع بين التشدد الإيديولوجي وتطبيقاته الاستبدادية على الأرض وبين السياسة الغير الناضجة للبعض الآخر.
.
أما الدكتور كانيوار رسول عضو الائتلاف السوري المعارض عن كوباني فقد علّق على الأمر قائلاً « كان الأمر بمثابة اقتلاع المدينة من جذورها ومرعباً وصادماً بنفس الوقت، وخاصة أنّ المسألة سبقها الوهن في نفسية الكوبانيين بسبب احتجاز 150 من أطفال المدرسة وبينهم أخي مما كان سبباً لكسر مقاومة الكوبانيين.
.
مضيفاً إلى ذلك أسباباً أخرى أساسها فشل السياسيين في توحيد الصف وغياب الشفافية في حجم التحدي القائم وغياب البوصلة في فرز الحلفاء من الأعداء وترك الأمر للفرز العاطفي الفردي والحزباوي .
.
ولفت أنّ الكارثة كانت تهديداً تاماً للوجود لولا التدخل الأمريكي وشحن روح المقاومة لدى الكوبانيين، مشيراً إلى الدور البطولي لبيشمركه قليم كردستان ، منوّهاً أنّ المشهد الحالي هو انعكاس لتلك الكارثة ويتوجب على الكرد الالتحام أكثر وتوحيد الصفوف وترك الماضي بما مضى والنظر للمستقبل بروح الأخوة ورص الصفوف فنحن على مستوى الحركة السياسية اليوم أكثر حاجة لتوحيد الرؤى حول مصير مناطقنا وإلا سيسبقنا القطار ونجد أنفسنا مجدداً بلا حول ولا قوى يرسمنا الريح .
.
والجدير بالذكر أنّ تنظيم داعش قد شن هجوماً مفاجئاً على مدينة كوباني في شمال سورية التي كانوا قد انسحبوا منها تحت وطأة المعارك مع الكورد والغارات الجوية من الائتلاف الدولي بقيادة أمريكية، وسيطر على عدد من الأبنية فيها ، وخلفت العملية المفاجئة لتنظيم داعش في كوباني (عين العرب) ومحيطها 223 قتيلاً بين المديين، بالإضافة إلى عشرات القتلى بين المقاتلين من الطرفين.