
كوردستريت|| #وكالات
لندن – كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نقلًا عن مصدر مطّلع، عن مشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة في محادثات سرية جارية بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان، تتركّز حول الملف السوري، وسط مؤشرات متزايدة على تحولات إقليمية في تموضع القوى الفاعلة داخل سوريا.
وأوضح المصدر للصحيفة أن المحادثات تسير باتجاه إيجابي، وأضاف: “نحن متفائلون ونشعر أن الأمور ستنجح”، في إشارة إلى وجود تقاطع مصالح في بعض الملفات الأمنية، رغم توتر العلاقات الثنائية بين أنقرة وتل أبيب.
وفي تطور لافت، كشف المصدر أن تركيا كانت تخطط لنشر قوات عسكرية وطائرات استطلاع من دون طيار في قاعدة “T4” الجوية داخل الأراضي السورية، في خطوة تسبق نشر طائرات هجومية ومقاتلات حربية، ضمن إطار ما وصفته أنقرة بـ”عملية مكافحة الإرهاب”، بالتوازي مع مساعٍ لاستكمال اتفاق دفاع مشترك مع الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، في حال أُبرم.
هذا التطور، في حال تأكد، قد يمثل تحولًا جذريًا في الموقف التركي من النظام السوري، بعد سنوات من القطيعة السياسية والدعم الفعلي لفصائل المعارضة، وهو ما يطرح أسئلة جدية حول طبيعة الانخراط الإقليمي الجديد في سوريا.
من جانبه، عبّر مسؤول إسرائيلي رفيع سابق للصحيفة عن قلق بلاده من المسار الذي تتخذه العلاقات مع أنقرة، وقال: “لم يعد هناك تنسيق استراتيجي ولا حوار وثيق بين إسرائيل وتركيا”، مضيفًا: “نحن نخاف منهم وهم يخافون منا. الأهم الآن هو تهدئة الأمور، ولا نرغب في الانجرار إلى صراع سريع، خاصة مع دولة عضو في الناتو”.
وتعكس هذه التصريحات حالة من الريبة المتبادلة والتوتر الصامت بين أنقرة وتل أبيب، في وقت تسعى فيه الأطراف الإقليمية لإعادة تموضعها داخل الساحة السورية التي باتت تشهد تحركات محسوبة تحت الطاولة، وسط غياب واضح لدور عربي موحّد.