
كوردستريت – نازدار محمد
.
.
في حوار خاص لشبكة كوردستريت الإخبارية مع “فؤاد عليكو” عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي الكوردي، وعضو مفاوضات جنيف حول عدة ملفات هامة تتعلق بالأحداث الأخيرة في مدينة الحسكة، والاعتقالات العشوائية في قامشلو؛ وكذلك حول عدة أمور أخرى، وملفات هامة يكشفها الحوار لكم بكل شفافية ووضوح.
.
بداية أوضح المعارض الكوردي بأن ما يحدث في الحسكة من التصادم بين قوات النظام وقوات ال”ypg” يرجع لاحتمالات ثلات تتمحور الأولى بأن يكون الحادث “عرضياً” كالتي سبقتها من الحوادث التي كانت تحدث في الحسكة وقامشلو، والتي كانت تبدأ بخلاف بسيط حول موضوع معين أو منطقة ما أو في شارع معين ثم تتوسع الدائرة وتمتد إلى مناطق أخرى وقد تطول أو تقصر المدة ثم يحصل تفاهم “بتبويس اللحى” وينتهي كل شيء ويذهب دماء بعض الضحايا هدراً على خلاف لم يكن ضرورياً أصلاً، وعادة ما تكرر هذه الحوادث في حالة الحروب ووجود السلاح في أيادي من يريدون العبث بها من الشبان المتحمسين، مشيرا إلى أن يكون الاحتمال الثاني خلافا سياسياً متعلقا بتخوف النظام من ابتعاد ال”pyd” في تحالفه مع النظام والاقتراب أكثر فأكثر من أمريكا وبالتالي قد يصل لمرحلة ينسف ال”pyd” التنسيق والتفاهم معهم وعندها يخسر النظام الكثير من الأوراق القوية بيده نظراً لسيطرة الأول على مساحة جغرافية كبيرة يعتبرها النظام بأنها بأيدي حلفائه وهذا مايكرره النظام إعلاميا باستمرار ويستثمروها سياسياً في المحافل الدولية، مشيرا أنه وبالتالي لابد من إرسال رسالة قوية لل”pyd” بأن لا يلعب بالنار لأنه سيخسر الكثير ولن تستطيع أمريكا مساعدتهم في هذا المجال على حد وصفه.
.
اما الاحتمال الثالث “على حد قوله” فيكون بالضغط على ال”pyd” ويدخل في سياق التفاهم الحاصل الآن بين إيران وتركيا ووجوب تقليم أظافر “pkk وفرعهم السوري pyd” تلبية لرغبة تركيا وبالتالي يفهم هذا الصدام برسالة حسن النية لتركيا بتغيير موقفها السياسي من الأزمة السورية لصالح النظام بحسب تحليله.
.
اما فيما يخص حملة الاعتقالات في قامشلو أكد القيادي الكوردي بأن ممارسات ماسماه ب”مليشيات pyd” يوما في الضغط على قيادات ونشطاء المجلس الوطني الكوردي، إضافة إلى التعدي على مكاتب المجلس ونهبها أو حرقها أو التضييق على نشطائها، متأسفا القول إن سجون “مليشياتهم” لم تخلو من المناضلين منذ مجزرة عامودا حزيران 2013 وحتى اليوم من ديريك حتى عفرين وما حملة هذه المليشيات الأخيرة وبشكل هستيري إلا تعبيراً عن فشلهم وفشل مشروعهم “الطوباوي” مقابل ما أحرزه المجلس الوطني الكوردي “بحسب وصفه” من تقدم على الصعيد السياسي محليا وإقليميا ودولياً لصالح القضية الكوردية والتعريف بها، منوها أنه لا يجد غرابة من أن يحاولوا بشتى الوسائل القمعية المتعددة من لجم دور المجلس أو تحجيمه ما أمكن، لإرسال رسالة للمجتمع الدولي بأنهم الوحيدين على الساحة الكوردية عسكرياً وسياسياً، لكنهم فشلوا في ذلك مرة أخرى والتف الشعب حول المجلس أكثر وحصل تعاطف دولي أكثر مع المجلس على حد قوله.
..
هذا واختتم “فؤاد عليكو” عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي كوردي، وعضو مفاوضات جنيف حديثه لشبكة كوردستريت الإخبارية مشيرا إلى أن المشهد الكوردي حاليا “غير مريح” هناك صراع كبير بين حامل المشروع القومي الكوردي والمتمثل بالمجلس الوطني الكوردي، وبين من يعمل على نسف المشروع بالكامل والمتمثل بحزب الاتحاد الديمقراطي واستخدامه مصطلحات غريبة “الأمة الديمقراطية” بغية التهرب من الاستحقاقات القومية، واعتبار الحالة القومية حالة تجاوزها الزمن ولو يعد مفيداً البحث عنها والمطالبة بها، ومع ذلك يمارسون خطاباً “ديماغوجياً شعبوياً شفهياً” في الشارع الكوردي بأنهم من يدافعون عن الحقوق الكوردية بغية استقطاب الشباب الكورد للانضمام إليهم، دون أية مقاربة بين كلامهم الشفهي المحلي وبين وثائقهم السياسية الواضحة وخطابات قادتهم على حد قوله.
.
مضيفا بأن جذر هذا القمع والتضييق يندرج على المجلس من هذا التباين الكبيرين من يفكر كورديا ويسعى إلى تحقيق الحقوق القومية للكورد، وبين من يحاول تطبيق نظرياته وتجاربه في “الأمة الديمقراطية” على الشعب الكوردي وبالقوة.