
كوردستريت – شيركوه عثمان
.
في حوار حصري لشبكة كوردستريت الإخبارية مع عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي كوردي “عبدالرحمن كلو” حول نقاط شتى تتعلق بحملة تحرير منبج وفتح معبر سيمالكا؛ وكذلك مؤتمر جنيف وأسئلة أخرى يكشفه الحوار بكل شفافية ووضوح .
.
بداية أوضح القيادي الكوردي لشبكة كوردستريت بأنه ومن خلال تصعيد الحملات العسكرية على تنظيم “داعش” في عراق وسوريا يمكن القول إن قوى التحالف الدولي باتت تفكر جديا في مرحلة ما بعد “داعش” وبدأت المعارك الفعلية على الأرض بذلك الاتجاه، ولهذا فأمريكا وبالتنسيق مع روسيا تحاول زج كل الفصائل والقوى المسلحة في معارك إنهاء الإرهاب بما في ذلك قوات النظام ذاته، مشيرا بأن الأولوية الأولى الآن هي لمحاربة إرهاب “داعش” وإنهاءه، لكن هذا لا يعني أن المعادلة السياسية ستكون سهلة ومن غير تعقيدات مثلها مثل التنسيق العسكري، وبمقدار تعقيدات المسألة السياسية في الشأن السوري على الجانب العسكري أن يكون منسجما مع أهدافه السياسية و بأدق التفاصيل، لأن الشعب الذي تقاتل من أجله في نهاية المطاف ينتظر منك مردودا سياسيا حسب قوله.
.
مضيفا بأنه من الخطأ خوض المعارك خارج جغرافية ” كوردستان سورية” دون اتفاقات سياسية أو ضمانات على شكل تعهدات مكتوبة، وإذا ما تحررت الرقة والمناطق المجاورة من خلال تنسيق عسكري دولي وإقليمي شامل وبمساعدة من قوات سوريا الديمقراطية هذا يعني أن النتائج على الصعيد السياسي ستكون لكل من شارك في عملية التحرير بما في ذلك النظام نفسه الذي يعمل ضمن تنسيق عسكري مع روسيا وإيران، مؤكدا بأن ذلك يعني بأنهم يعودون للفكرة الأساسية التي يتبناها التحالف الدولي والتي تتمثل في محاربة “داعش” كأولوية أولى، منوها بأنه ومن خلال تعقيدات اللوحة السياسية تلك، وتقاطع الأجندات الإقليمية والدولية والتي بمعظمها تقف ضد المشروع القومي الكوردي فمن الخطأ الزج بالشباب الكورد في معارك خارج جغرافية المنطقة الكوردية في سورية التي هي بذاتها مازالت تحتاج إلى تحرير على حد قوله .
.
وبحسب اعتقاد المعارض الكوردي فإن هناك أكثر من سبب لعدم تمكن المفاوضين الكورد من إدراج القضية الكوردية على طاولة مفاوضات جنيف فمن جهة ربما لم يكن أداء التمثيل الكوردي في جنيف مقنعاً بالقدر الكافي واللازم لإقناع الشعب الكوردي أن قوة هذا التمثيل هو بقوة شرعية ومشروعية قضيته القومية حسب قوله، معتقدا أن هناك سبباً آخر حال دون إدراج القضية الكوردية بشكل رسمي وهو أن البيئة والمناخ السياسي الدوليين في جنيف لم يأت لصالح القضية الكوردية، وما زالت القضية الكوردية في سوريا تعاني من ممانعات التدويل كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية.
.
مؤكدا بأنه ولهذا كانت المفاوضات تجري وفق “سياقات” بعدها الوطني السوري فقط، والقوى الرئيسية التي كانت تتحكم بسير العملية التفاوضية ومفاصلها مثل الولايات المتحدة الأمريكية، منوها بأن روسيا ما زالت تتجنب تناول القضية الكوردية وفق اعتبارات خصوصيتها القومية في المنطقة الكوردية في سوريا، ولهذا فالمهمة باتت أصعب على الطرف الكوردي لإقناع “الفرقاء” والشركاء بشرعية المطالب الكوردية، منوها بأنه وللسبب نفسه يحتاجون إلى أن يكون الطرف الكوردي متمثلاً بمجموعة من الخبراء في مجالات القانون الدولي والسياسة واللغات وجغرافيا السياسية من خلال مؤسسة جامعة لتلك التخصصات وبإشراف المجلس الوطني الكوردي الذي يمثل المشروع القومي الكوردي في الجانب السياسي حسب اعتقاده .
.
وفي سياق آخر حول رفض انضمام قوات بيشمركه “روج” إلى صفوف المعارضة المسلحة أوضح السياسي الكوردي بأن موضوع دخول بيشمركة ” روج ” أو رفضه يمكن التأكيد على حقيقتين اثنتين أولهما أن موضوع الدخول يخضع لاعتبارات دولية وإقليمية والولايات المتحدة الأمريكية وحدها تقرر ذلك، والحقيقة الثانية أن بيشمركة “روج” لن يقاتلوا خارج جغرافية كوردستان سوريا إلا ربما في مهام إسناد أو دعم كما هي مشاركة قوات البيشمركة في تحرير الموصل، وهاتين الحقيقتين كافية لأن تكون الأمور واضحة في الجانب العسكري على حد تحليله لهذا الجانب .
.
ومن جانب آخر وفيما يخص فتح معبر “سيمالكا” من جهة إقليم كوردستان وتنويه الإدارة الذاتية بأنها لم تتفق معهم على فتحها في بيان أشار القيادي الكوردي بأنه لا يمكن تقييم علاقة إقليم كوردستان مع المنطقة الكوردية في سوريا من خلال حالة الإغلاق الأخيرة للمعبر، مشيرا بأنه وهنا يجب أن تكون الذاكرة حاضرة وفاء للقيم الإنسانية النبيلة التي تعامل بها الإقليم مع “كورد سوريا” بدءا من استقبال اللاجئين الكورد من مناطق “تل عرن” و”تل حاصل” مروراً باستقباله واحتضانه للاجئي كوباني ومن ثم تعامله مع ضحايا التفجيرات الإرهابية في الحسكة ومشفى ميسلون، مؤكدا بأنه وفي كل مصيبة وحدث كان الإقليم سباقاً في تقديم كل أنواع الدعم بعيداً عن الشأن السياسي أو المواقف السياسية، منوها إلى مئات الآلاف من شباب المنطقة الكوردية في سورية الذين يعملون في الإقليم وعشرات آلاف العائلات التي وفرت لهم السكن والرعاية الطبية بحدود الإمكانات.
.
موضحا بأن العلاقة بين إقليم كوردستان و كوردستان سوريا علاقة “عضوية جدلية” ولها بعد استراتيجي في المنحى الوطني، إلا أن سلطات ال “pyd” وبحسب تعبيره تحاول دائما “تسييس” المعبر بهدف النيل من مواقف الإقليم ومواقف الرئيس “البارزاني” بخصوص مشروعه الوطني الكوردستاني، وهذا لا “ينطلي” على الشعب لأن الجزيرة “محافظة الحسكة” كانت ومازالت تمول كل الداخل السوري بالمنتجات النفطية والأقماح والبقوليات والثروة الحيوانية.
.
هذا واختتم عضو المكتب السياسي في حزب يكيتي كوردي “عبدالرحمن كلو” حديثه لشبكة كوردستريت الإخبارية مضيفا بأن عملية الفتح من جانب الإقليم مشروطة بعدم تحصيل ضرائب وجبايات على المواد الغذائية والإنسانية لأن العملية التجارية من جانب التجار في الطرفين وعمليات تبادل السلع والمواد في السابق تجاوزت بشكل كبير على المهام الاغاثية والإنسانية، معتقدا بأن عملية الفتح ستبقى مشروطة من جانب الاقليم وهذا ما ينسجم تماماً مع الموقف الشعبي.