كوردستريت || الصحافة
كتب مارك غاليوتي تقريرا في صحيفة صنداي تايمز بعنوان ” كيف يخرج بوتين من الكابوس الذي صنعه؟”، ويرى الكاتب أن الرئيس الروسي وبعدما كان لاعبا سياسيا بارعا إذا به يضع نفسه في مأزق.
ويبدو أن حسابات بوتين كانت خاطئة، فقد اعتقد أنه سيُسقط كييف في يومين وأن العمليةَ العسكرية برمتها ستنتهي في غضون أسبوعين، إذ يرى أن أوكرانيا ليست دولة حقيقية، وتصور أنها ستسقط في أول ضربة، لكن الأوكرانيين كانت لهم وجهة نظر أخرى.
ويطرح الكاتب السؤال التالي: كيف يخرج فلاديمير بوتين من هذه الورطة؟ ويجيب أن هناك عدة طرق لكنها تفضي إلى نفس النهاية المميتة.
ويشير إلى ما يبدو أن البعض يأمل به في الغرب ويعلقون آمالهم على انقلاب يطيح ببوتين، لكن هذا يبدو غير مرجح في الوقت الحالي.
ويذكر الكاتب بحادث الإطاحة بالزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، في انقلاب سياسي في عام 1964، ويضيف أن ذلك يرجع إلى أن قواعد الحزب الشيوعي آنذاك خلقت آلية لعزل الزعيم.
وتسمح المادة 93 من الدستور الروسي الحالي بالمساءلة، لكنها تتطلب تصويت ثلثي مجلسي البرلمان، الذي أغلبه من المعينين، الذين يصف الكاتب معظمهم بـ”الانتهازيين” الذين سيلقون ببوتين أمام القطار، في أول فرصة تتاح لهم، إذا كان ذلك سيتم بأمان.
لكن بوتين يسيطر على وكالة الأمن الفيدرالي، وبالتالي فإن أي محاولة انقلابية ستُكتشف، ربما الجيش هو المؤسسة الوحيدة، القادرة على الإطاحة بفلاديمير بوتين.
وبافتراض بقاء بوتين في منصبه، فإن الحرب ستستمر، وقد يكون الجيش الروسي قادرًا على تحطيم القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، لكن هذا سيكون الجزء السهل من الحرب، أما السيطرة على أوكرانيا وإحلال السلام فيها فأمران مختلفان تمامًا.
كخطة بديلة، إذا ثبت أن الدولة بأكملها غير قابلة للهضم، فيمكنه – أي بوتين بحسب الكاتب – التركيز على المناطق الواقعة شرق نهر دنيبر، أو فقط منطقة دونباس المتنازع عليها وساحل بحر أزوف، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وهذا الخيار سيكون أكثر قابلية للدفاع عنه، وسيسمح بالتفاوض بشأن “تحرير” بقية أوكرانيا كجزء من صفقة تتطلب من باقي أوكرانيا أن تقبل بالحياد.
ويرى غالوتي أن بوتين، وبعدما أعلن وضع الأسلحة النووية، في وضع الجاهزية واستهدافه لمفاعل زاباروجيا النووي، أصبح يتصرف كشخص يحتجز رهائن وليس كرجل دولة.
ويضيف الكاتب أنه رغم الشراكة القوية مع الصين إلا أن الاقتصاد الروسي يمكن أن يتقلص بمقدار عشرة في المئة، في أسوأ أداء له منذ عام 1994، وكما حدث إبان فترة حكم ليونيد بريجنيف – الذي حكم الاتحاد السوفيتي من عام 1964 حتى 1982 – سيشعر الروس بتصدع العقد الاجتماعي وسترد الدولة مرة أخرى بالقمع لحماية شرعيتها. (بي بي سي)
460
مرتبط