كوردستريت || الصحافة
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا عن تطوير إيران الطائرات المسيّرة واستخدامها، واصفة هذه القدرة بأنها تتزايد بسرعة وتتسبب في تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط، وتتحدى أميركا وحلفاءها في المنطقة.
ونسب التقرير إلى مسؤولي دفاع أميركيين وأوروبيين وإسرائيليين قولهم إن هذه القدرة الإيرانية تغير المعادلة الأمنية في منطقة على حافة الهاوية بالفعل.
وأشار إلى تزايد الهجمات الإيرانية وهجمات حلفائها في المنطقة بالطائرات المسيّرة مثل الهجوم المميت على ناقلة النفط الإسرائيلية في بحر العرب، وإطلاق طائرات مسيّرة من قطاع غزة على أحياء إسرائيلية، والضربات على المصافي وخطوط الأنابيب السعودية وعلى القواعد التي تؤوي القوات الأميركية في العراق، وكذلك استخدامها في الحرب السورية.
وقال إن الطائرات المسلحة المسيّرة كانت على مدى عقود حكرا على الجيوش المتقدمة مثل الأميركية والإسرائيلية، وفي المدة الأخيرة قطعت تركيا، العضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خطوات كبيرة في تطوير مسيّرات فعالة ومنخفضة التكلفة.
وأوضحت الصحيفة أن مهندسي طهران يعتمدون على المكونات المستوردة الجاهزة لإنشاء مركبات جوية يمكنها ضرب الأهداف بدقة على مسافات طويلة، وتغيير الاتجاه بسرعة لتجنب الدفاعات الجوية والرادار، وتُصنع غالبا بمكونات متاحة على نطاق واسع تُستخدم في سوق الطائرات المسيّرة التجارية المتنامي باستمرار ومن قبل الهواة، وتحاكي بعض التصاميم الإيرانية التصاميم الإسرائيلية والأميركية.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول إيراني قوله إن تطوير سلاح نووي قد يستغرق سنوات، لكن تصنيع الطائرات المسيّرة واستخدامها يستغرق بضعة أشهر “لقد غيرت هذه الطائرات ميزان القوى في الشرق الأوسط”.
وقالت إن من الممكن تتبع برنامج الطائرات المسيّرة الإيرانية إلى شركة إيران لصناعة الطائرات، وهي شركة خاضعة للسيطرة العسكرية وتدير مصنعا للطائرات في أصفهان بوسط البلاد.
وقد أُنشئ المصنع في الأصل في السبعينيات من قبل مقاول الدفاع الأميركي “تيكسترون” (Textron) لصنع طائرات الهليكوبتر العسكرية، في الوقت الذي كان فيه العاهل الإيراني الحاكم شاه محمد رضا بهلوي حليفا رئيسيا لواشنطن في المنطقة.
وذكرت أن المشروع المملوك للدولة حصل أخيرا على ضخ نقدي كبير، مما رفع رأس ماله إلى ما يعادل 271.5 مليون دولار من 1.5 مليون دولار، وفقا لسجلات الشركة.
ونسبت إلى مسؤول إسرائيلي قوله إن إن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى تستهين بمخاطر برنامج المسيّرات الإيراني ودعاهم إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة، مضيفا “قد يأتي وقت يصبحون فيه أكثر جرأة وشجاعة وأقل ردعا”.
ولفتت وول ستريت جورنال الانتباه إلى أن واشنطن أعلنت في وقت سابق أنها تستعد لتوسيع العقوبات ضد برنامج الطائرات المسيّرة الإيراني.
لكن المديرة السابقة التي تركز على شؤون الخليج العربي في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض كيرستن فونتروز قالت إن العقوبات قد لا تكون قادرة على التأثير في برنامج إيران لأن الطائرات المسيّرة تعتمد غالبا على مكونات تجارية جاهزة يمكن شراؤها عبر الإنترنت لتجميع الأدوات غير الضارة التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، ومن الصعب منع مثل هذه المبيعات بشكل فعال.
وذكرت الصحيفة أن إيران تمكنت من تسليح حلفائها الحوثيين بنجاح في اليمن باستخدام شبكة من الشركات التجارية في جميع أنحاء العالم لشراء المكونات، بما في ذلك بعض الشركات التي تهربت من العقوبات، وأن الثغرات في نظام الرقابة العالمي على الصادرات يمكّن إيران من شراء هذه المواد ويمكّن الشبكات المرتبطة بالحوثيين من شراء المكونات الحيوية من دون المرور عبر إيران.
وأضافت أن الطائرات المسيّرة الإيرانية تستخدم في العراق واليمن وغزة تصميم المحرك (DLE-111) الذي تصنعه شركة “ميل هاو إكسيانغ تيكنولوجي ليمتد” (Mile Hao Xiang Technology Co. Ltd.)، وتبيعه على موقع التجارة الإلكترونية الصيني “علي بابا” (Alibaba) مقابل 500 دولار.
وعُثرفي الطائرات الإيرانية المسيّرة المستخدمة ضد قوات التحالف في اليمن على مكون متطور مصنوع في كوريا الجنوبية تم تعقبه إلى متجر ألعاب في طهران يبيع طائرات نموذجية يتم التحكم فيها عن بعد، بما في ذلك نسخ مصغرة من المقاتلات النفاثة الأميركية، وفقا لتحقيق للأمم المتحدة.
كذلك وجدت إيران طرقا أخرى للحصول على التكنولوجيا المتطورة، إذ وجد تحقيق الأمم المتحدة في المسيّرات ذات الأجنحة المثلثة أن مكونا رئيسيا قد صنع في السويد، وشُحن إلى طهران عبر شركة تجارة أغذية هندية، ثم تم تجميعه في طائرات مسيّرة استخدمت في الضربات ضد منشآت النفط السعودية.
واستخدمت إيران نسخا من أكثر القطع التكنولوجية حساسية طوّرتها الشركات الأميركية والإسرائيلية، كما استخدمت نسخة طبق الأصل من محرك عالي الأداء صنعته وحدة بريطانية تابعة لشركة المقاولات الدفاعية الإسرائيلية (Elbit Systems)، وقال شخص مطلع على عمليات (Elbit) إن تكنولوجيا المحرك تم تطويرها في بريطانيا، وليس في إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى الطائرات الإيرانية المسيّرة المستخدمة في الحرب الأهلية السورية تعتمد اعتمادا كبيرا على طائرة “هيرمس 450” الإسرائيلية، ويشتبه المسؤولون الإسرائيليون في أن إيران تلقت نموذج هيرمس من حليف طهران اللبناني، حزب الله، بعد تحطمها في لبنان.