كوردستريت|| الصحافة
ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن روسيا تعاني خسائر هائلة في صفوف قواتها جراء الحرب في أوكرانيا، وذلك في الوقت الذي تحاول فيه موسكو أخذ زمام المبادرة في شرق أوكرانيا وتحقيق أهدافها المتمثلة في السيطرة على ”دونباس“.
وقالت الصحيفة، إنه منذ بداية ما تسميه بـ“العملية العسكرية الخاصة“، وعلى الرغم من تحقيقها مكاسب في شرق وجنوب البلاد، إلا أن روسيا خسرت عددا كبيرا من الجنود في محاولتها الأولية للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية، كييف.
وأضافت ”كانت القيادة الروسية مترددة في اتخاذ خطوة إعلان الحرب، والتي من شأنها أن تسمح لها بإصدار أوامر بالتعبئة الكاملة، إذ يرى محللون أن هذا من شأنه أن يربط مصير الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشكل وثيق للغاية بالنتيجة“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”موسكو، بدلا من ذلك، أدخلت عددًا من الإجراءات المؤقتة لتعزيز صفوفها، من خلال تقديم عقود مربحة قصيرة الأجل، إلى السماح لمن هم فوق الـ 40 بالتسجيل؛ ما قد يجعل عشرات الآلاف من الجنود على قائمة الانتظار“.
في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن أستاذ الدراسات الإستراتيجية في ”جامعة سانت أندروز“ باسكتلندا، فيليبس أوبراين، قوله ”هناك مؤشرات كبيرة على أن الروس يواجهون مشكلات كبيرة في توليد هذا النوع من القوى العاملة التي يحتاجون إليها، دون الذهاب إلى التعبئة الكاملة“.
يأتي ذلك، فيما يزعم المحللون أن القوات الأوكرانية، بفضل الأسلحة الغربية، قد قتلت ما بين 10 إلى 15 ألف جندي روسي، وأصابت آخرين في ساحات القتال، في المقابل، ردت روسيا بإبعاد القادة الرئيسين من الميدان، مثل اللفتنانت جنرال، سيرجي كيسيل، قائد أول ”جيش دبابات الحرس“، لفشله في الاستيلاء على مدينة خاركيف، وغيره من القادة الآخرين.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، قال المحللون إنه ”تم سحب الوحدات التي تكبدت خسائر فادحة لإعادة تشكيلها أو دمج جنودها مع وحدات أخرى قبل إعادتها إلى أوكرانيا لمواصلة القتال في الشرق.
ورأت الصحيفة أن ”كل ما سبق من أحداث قد وضع عبئًا على الكرملين للعثور على قوة بشرية جديدة، إذ بدأ الجيش الروسي في الحصول على عقود قصيرة الأجل لعدة أشهر في كل مرة للمساعدة في ملء وحداته القتالية، وبدأ ضباط التجنيد في إرسال طلبات إلى قدامى المحاربين للإبلاغ عن مكان وجودهم إذا تم إطلاق تعبئة أوسع“.
وفي محاولة لإنقاذ الموقف، قالت الصحيفة إن ”الجيش الروسي قرر رفع الرواتب الشهرية للجنود المتعاقدين إلى ما يقرب من 4 آلاف دولار شهريّا، أي نحو 4 أضعاف متوسط الراتب في روسيا“.
وأضافت ”يرى المحللون العسكريون أن مثل هذه الخطوات ليست مثالية لأغراض موسكو العسكرية وأهدافها“، مشيرين إلى أن ”هذا النوع من التعاقد قصير الأجل مع الجنود يعطل تماسك الوحدة وترابطها في ساحات القتال“.
وتابعت الصحيفة ”يقول المحللون إن بطء تقدم روسيا في الحرب يرجع إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك ندرة القوات لاختراق الخطوط الأوكرانية، موضحين أن ذلك هو السبب وراء اختيار موسكو الاعتماد على المدفعية لإضعاف الدفاعات الأوكرانية قبل التقدم“.