كتب أنطون تشابلين، في “سفوبودنايا بريسا”، حول الجمود في ليبيا الذي لا بد من كسره، وامتلاك المشير حفتر زمام المبادرة، واقتراب جولة جديدة من التصعيد في سوريا وضد إيران.
وجاء في المقال: لن يقتصر ما يحدد أسعار النفط العالمية، في المستقبل القريب، على الوباء والحجر الصحي واتفاق “أوبك+”. فاهتمام العالم بأسره، الذي انشغل عن ليبيا في مكافحة وباء كورونا، عادت لتشغله جولة جديدة من التصعيد في الشرق الأوسط، يمكن أن تؤثر بشكل مباشر في إمدادات أكبر الدول بالنفط.
وفي الصدد، تحدثت “سفوبودنايا بريسا” مع كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، البروفيسور ميخائيل روشين. فقال في الإجابة عن سؤال:
أعلن المشير حفتر نفسه الحاكم الوحيد لليبيا أمس، ملغيا بذلك عمليا اتفاقات السلام التي أبرمت بوساطة من روسيا؟
في رأيي، لم يكن هناك بد من قرار حفتر التخلي عن اتفاقات الصخيرات، لأنها معطلة أصلا، وتترك الوضع الليبي معلقا في أزمة.
على خلفية الوباء العالمي، ضعف اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة الليبية، ما أجبر الليبيين أنفسهم على حل المشاكل الملحة. وقد أثبت المشير حفتر أنه الأكثر فاعلية، في هذا المعنى، ونجح في دحر بؤر الإرهابيين في ليبيا، وتطهير شرق البلاد بالكامل من الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وفي السنوات الأخيرة، طُوّرت هياكل مستقرة للدولة في شرق ليبيا، خلاف الجزء الغربي من البلاد. وقد اعترفت دمشق مؤخرا بحكومة المشير.
وفي سوريا، وعلى خلفية الوباء، حل هدوء نسبي، استغلته الأطراف لإعادة تجميع قواتها. الكل يفعل ذلك: الجيش السوري، والمعارضة بمختلف أصنافها، والقوات التركية.
وعلى ضوء ذلك، يتولد شعور بأن سوريا على أبواب تصعيد جديد، سيندلع بمجرد أن يبدأ اللاعبون الرئيسيون في الخروج من نظام الحجر الصحي.
وماذا عن إيران التي كانت حتى وقت قريب على شفا حرب مع الولايات المتحدة؟ فهنا، أمر ترامب من جديد بإغراق الزوارق الإيرانية، التي تقترب من السفن الأمريكية؟
هناك اليوم رغبة قوية في دفع مؤشرات سوق النفط إلى الأعلى، على حساب الشرق الأوسط. ولدى ترامب، قبل سواه، مثل هذه الرغبة. لذلك، أرى أن لهجته العدائية ضد إيران ستكتسب زخما مع استقرار الوضع الوبائي في الولايات المتحدة.