تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر شاركوفسكي، في “نيزافيسمايا غازيتا”، حول انعدام الثقة لدى جميع الأطراف في الحل السلمي لمعضلة إدلب السورية، والاستعداد للمعركة القادمة.
وجاء في المقال: تركيا، مستمرة في نقل قواتها إلى محافظة إدلب السورية، على الرغم من اتفاقات موسكو، التي من الواضح أنها لم تأخذ في الاعتبار موقف إيران. ويشير الخبراء إلى أن أمن أنقرة يتأتى من عضويتها في الناتو. وإلا، لأمكن اعتبار تصرفات تركيا تهورا، ذلك أنها عاجزة بمفردها عن مواجهة روسيا وإيران.
على ما يبدو، أنقرة واثقة من عجز المعارضة السورية على الاستمرار طويلاً من دون دعمها، وسيكون عليها، عاجلاً أم آجلاً، مواجهة مصيرها مع قوات بشار الأسد. إلى ذلك، فالجانب التركي يراهن على أن موسكو لن تسمح لنفسها بقصف الأراضي التركية، لأن هذا سيعني دخول المادة 5 (حول الدفاع الجماعي) من ميثاق الناتو حيز التنفيذ. زد على ذلك، فالولايات المتحدة لا تكف عن القيام بطلعات الاستطلاع الجوية في المنطقة، وتُزود بنتائجها حليفتها في الناتو أنقرة. في غضون ذلك، يتابع المراقبون الأتراك المستقلون مرور السفن البحرية الروسية التي تحمل شحنات عسكرية عبر مضيق البوسفور باتجاه ميناء طرطوس السوري.
وهناك رأي مفاده أن مفاوضات رجب طيب أردوغان لم تهدف إلى إقناع موسكو بعدم عرقلة عمليات القوات التركية في سوريا، إنما إلى هدنة مؤقتة لإعادة تجميع قوات المعارضة ونقل مزيد من القوات التركية إلى الأراضي السورية. فخلال عدة أسابيع من القتال العنيف، استخدمت القوات المسلحة التركية كمية كبيرة من الذخيرة عالية الدقة وباهظة الثمن، وهناك حاجة إلى أموال ووقت إضافي لتجديدها، كما أن عزيمة قيادة الجيش العربي السوري على متابعة الهجوم في إدلب لم تتراجع، على الرغم من الخسائر الكبيرة.