كوردستريت || الصحافة
تحت العنوان أعلاه، كتب فرهاد إبراهيموف، في “فزغلياد”، حول مكاسب طهران في النزال النووي الدبلوماسي مع واشنطن.
وجاء في المقال: قررت الإدارة الأمريكية إعادة الاستثناءات، التي سبق أن ألغتها، من العقوبات المفروضة على برنامج إيران النووي. في الوقت نفسه، تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه الخطوة لا ينبغي اعتبارها تنازلا لطهران.
وهكذا، سيكون بإمكان الشركات الروسية والصينية والأوروبية، مرة أخرى، تجديد علاقاتها مع إيران، والعودة إلى المشاريع النووية القديمة، بل والمشاركة بنشاط في برامج طهران الجديدة لتطوير الطاقة النووية. وإيران في حاجة ماسة إليهم. فالبلاد تعاني من نقص حاد في الكهرباء.
سينعكس ذلك أيضا على الوضع السياسي الداخلي. فقد حقق رئيسي وفريقه تقدماً ملموساً في رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية ، ما يعني أن الرئيس الإيراني وطاقمه من المحافظين سوف يتمكنون من تعزيز موقفهم بجدية في البلاد.
بالمقابل، يجد الرئيس بايدن نفسه في موقف صعب: فمن ناحية، يجب أن تبدو الصفقة مع إيران بمثابة انتصار للدبلوماسية الأمريكية، وتظهر القدرة على إيجاد مخرج حتى من معضلة دبلوماسية مثل خطة العمل الشاملة المشتركة؛ ومن ناحية أخرى، هناك عامل لا يقل تعقيدا في العلاقات الإيرانية الأمريكية هو إسرائيل. لا شك في أن علاقات واشنطن مع إسرائيل يمكن أن تتدهور بمجرد عودة أمريكا الكاملة إلى “الاتفاق النووي”. فأي اتفاق بين واشنطن وطهران يزعج إسرائيل، وإذا وقع الأمريكيون على ضمانات بعدم الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، كما يصر الجانب الإيراني، فسيكون من الأصعب على الولايات المتحدة المناورة بين دولتي الشرق الأوسط المؤثرتين.
مهما يكن الأمر، ففي حال حدوث تحسن تدريجي في العلاقات بين واشنطن وطهران، ستكون الجمهورية الإسلامية أول الرابحين. ستكون قادرة على التعاون بهدوء مع روسيا والاتحاد الأوروبي، ولن تخشى الاعتماد الجاد على الصين، والأهم من ذلك أن الإيرانيين سيكونون قادرين على إظهار إمكانية هزيمة الأمريكيين في المجال الدبلوماسي للعالم أجمع. الشيء الرئيس هو المثابرة والقدرة على البقاء في أقسى الظروف التي تعيش فيها إيران منذ 40 عاما. (روسيا اليوم)