كوردستريت || الصحافة
أعادت زيارة وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى دمشق الأحد الماضي ولقائه بشار الأسد السؤال حول خروج النظام السوري من العزلة العربية والإقليمية، فيما ترفض أغلبية الدول العربية إعادة القنوات السياسية أو أدنى مستوى من التمثيل الدبلوماسي.
.
وعلمت «عكاظ» من مصدر سوري مطلع أن بن علوي كان في جعبته عرض سياسي متكامل على الأسد، يقضي بإنهاء الصراع في سورية والمضي في تثبيت الاستقرار بتوافق إقليمي دولي، خصوصا من الجانب الأمريكي، حيث تدعم تل أبيب هذا التوجه، مقابل إعلان الأسد انتهاء الحرب في سورية والطلب من إيران مغادرة الأراضي السورية. وأضاف المصدر أن اللقاء استمر لمدة ساعتين، إذ عقد بن علوي لقاءين؛ الأول مغلق، انفرد فيه بالرئيس السوري بشار الأسد، فيما كان الثاني بحضور وليد المعلم، الذي تربطه علاقة مميزة مع الوزير العماني.
.
وبحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها «عكاظ»؛ فإن النقاش ركز على نقطة وحيدة وجوهرية، وهي كيفية التعامل مع النفوذ الإيراني في سورية، أو طرد المليشيات الإيرانية، حيث أوضح الوزير العماني للجانب السوري أن التقاطعات الدولية في سورية تتعلق بالوجود الإيراني، وبقاء هذا النفوذ والمليشيات سيكون بمثابة عقبة أمام الدولة السورية لاستعادة دورها العربي والإقليمي. ولمح المصدر إلى أن الوزير العماني قد يكون حمل صفقة كبيرة للأسد بتوافقات دولية وإقليمية.
وبدوره لم يوضح الأسد لضيفه العماني ما هو الموقف السوري من النفوذ الإيراني، إلا أن الأسد قال إن سورية بلد محتل من أكثر من دولة، وإيران من ضمن هذه الدول التي جاءت برغبة من الحكومة السورية، وحين تقرر الدولة السورية عدم الاعتماد عليها سيكون ذلك عبر الطرق الرسمية.
.
في غضون ذلك؛ تزامنت زيارة بن علوي مع تعديلات أمنية واسعة في أجهزة الأمن السورية، إذ بات اللواء علي مملوك رئيس مجلس الأمن الوطني نائبا للرئيس السوري للشؤون الأمنية، فيما أصبح محمد ديب زيتون رئيسا للمخابرات العامة، إذ يعتبر كل من مملوك وزيتون من أبرز المقربين من بشار الأسد. ورأى مراقبون في هذه الخطوة أن بشار الأسد يريد أن يحكم الطوق حوله بمجموعة صغيرة جدا خالية من النفوذ الإيراني، فيما رأى آخرون أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز حكم الأسد خصوصا أن مملوك وزيتون يتمتعان باستقلالية كبيرة من بين المسؤولين السوريين.
.
عكاظ