كوردستريت || الصحافة
عودة مرة أخرى إلى فايننشال تايمز حيث تلقي الضوء على أهم الدروس المستفادة من الغزو الذي شنته موسكو للسيطرة على كييف، وفقا لكاتب المقال جون بول راثبون.
ورأى راثبون أن الدرس الأول الذي على روسيا استيعابه من غزوها لموسكو هو أن “سوء تقدير الحالة الوطنية” لأوكرانيا. وضرب الكاتب مثالا بمحاولة الاتحاد السوفييتي غزو أفغانستان في عام 1979.
وعقد المقال مقارنة بين الغزوين كشفت أن الغزو السوفييتي استمر لعشر سنوات انتهت بالانسحاب من كابل بعد أن تكبد الاتحاد السوفييتي خسائر بشرية بحوالي 15000 جنديا. في المقابل، سقط حوالي مئة ألف جندي روسي بين قتيل وجريج منذ بداية الحرب في أوكرانيا منذ عشرة أشهر.
وأشار بول راثبون إلى أن الدرس الثاني هو أنه لابد للدولة التي تقدم على غزو شامل لدولة أخرى أن تكون لديها قدرات صناعية ومخزون استراتيجي من الأسلحة يكفي لتنفيذ خططها العسكرية. فبينما تعاني روسيا من نقض في الإمدادات والأسلحة، هناك دعم عسكري استراتيجي للقوات الأوكرانية يتناسب مع حجم الدفاعات التي تحتاج إليها في الوقت الراهن لصد الهجمات الروسية. ومن المقرر أن تتسلم كييف في وقت قريب منظومات صاروخية دفاعية من طراز باتريوت أمريكية الصنع.
أما الدرس الثالث الذي على موسكو أن تتعلمه هو أن “الجودة أهم من الكمية. فاللوجستيات الجيدة، والأعداد الكبيرة من القوات، والمعدات العسكرية ذات الكفاءة – لا تعني شيئا إذا كانت المخابرات الحربية والقيادة الموجودة على رأس القوات لا تتمتع بالكفاءة” اللازمة للمعركة”، وفقا لكاتب المقال.
وأشارت الكاتب إلى أن الدرس الرابع الذي على الكرملين أن يعيه هو أن المجتمع المدني يتمتع بأهمية كبيرة في الحفاظ على فاعلية واستدامة الجهود الحربية. فقد صمم مطورو البرمجيات الأوكرانيون تطبيقات لمساعدة القوات الأوكرانية في استهداف الجنود الروسيين، كما أعد الطهاة الأوكرانيون الطعام للجنود الأوكرانيين على الجبهة بينما يستمر متطوعون في إدارة حملات لجمع تبرعات لكييف لشراء إمدادات عسكرية مثل أدوات الإسعافات الأولية ونظارات الرؤية الليلية.
أما الدرس الخامس، وربما الأهم، فهو لطرفي الصراع اللذين ينبغي أن يعلما أن الحرب تكون على أكثر من جبهة، وليست بالدبابات فقط.
فبينما يشن بوتين هجمات لا تنقطع في الفترة الأخيرة على المنشآت الحيوية للطاقة والبُنى التحتية لكسر إرادة الأوكرانيين، يسدد الرئيس الروسي ضربات لكييف من جبهات أخرى مثل التهديدات بقطع إمدادات النفط والغاز الطبيعي عن الغرب، وهو ما قد يطيل أمد الصراع في أوكرانيا. (بي بي سي)