كوردستريت || الصحافة
نشرت صحيفة التايمز تقريرا لريتشارد سبنسر، مراسل شؤون الشرق الأوسط، بعنوان: “تركيا تفتخر بإنهاء قبضة الصين على العناصر الأرضية النادرة لبطاريات السيارات الكهربائية”.
ويشير الكاتب إلى انه تم الإعلان عن الاكتشاف باعتبار انه سينهي اعتماد الصناعة الصديقة للبيئة على الصين، على وجه الخصوص، في ما يتعلق بصناعة السيارات الكهربائية.
وينقل خبرا مفاده أن احتياطاً تم اكتشافه في تركيا حديثاً من العناصر الأرضية النادرة، وهي مجموعة من المعادن الحيوية لتخزين الطاقة البديلة، هو ثاني أكبر احتياطي في العالم، بعد ذلك الذي تحتفظ به الصين، التي تهيمن على الإنتاج العالمي.
وتوقعت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، أن 694 مليون طن من الرواسب، تحتوي على أتربة نادرة تكفي لتزويد العالم لألف عام.
ونقل عن الرئيس إردوغان قوله: “هدفنا هو معالجة 570 ألف طن من الخام سنوياً عندما تصل هذه المنشأة إلى طاقتها الانتاجية الكاملة”.
طارق الملا، وزير البترول المصري، وكاترين الحرار، وزيرة الطاقة الإسرائيلية، وكادرى سيمسون مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي
ويقول الكاتب إن من شأن ذلك أن يقدم حلاً لمشكلة كبيرة، تؤخر محاولات العالم تقليل إنتاج غازات الدفيئة. لكن المتشككين أشاروا إلى أن التفاصيل غامضة، والمبالغ المذكورة تشير إلى كمية الخام الموجودة، إلا أن كمية العناصر الأرضية النادرة التي يتم إنتاجها فعلياً ستعتمد، كما هو الحال في جميع عمليات التعدين، على مستوى نقاء هذا الخام.
ومن جهتها، توقعت غلوبال تايمز، وهي صحيفة شعبية يديرها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، نقلاً عن مصادر مطلعة في الصناعة: “أن الميزة التكنولوجية والصناعية المتفوقة للصين في صناعة العناصر الأرضية النادرة، سيتم الحفاظ عليها في المستقبل”.
وقال ريان كاستيلو، العضو المنتدب لشركة أداماس انتيليجنس الاستشارية للتايمز: “لن أقول إن هذا (الاكتشاف التركي) هو المنقذ للسوق الأوروبية، لكنه خبر مرحب به”.
ويذكر الكاتب بتعهد كل من بريطانيا وأمريكا بحظر مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2045.
لكنه يضيف أن صنع البطاريات التي تعمل عليها السيارات الكهربائية، يتطلب مجموعة من المعادن، بما في ذلك، ما يسمى بالعناصر الأرضية النادرة، والتي تقود الصين إنتاجها، وتؤمن ما بين 80-90% من الإمدادات العالمية.
ويشير إلى أنه ووسط الانهيار الجيوسياسي الذي يضع أمريكا والغرب في مواجهة روسيا والصين، يبدو هذا الاعتماد غير مستدام على نحو متزايد.
وأشارت المفوضية الأوروبية العام الماضي إلى أن 98% من العناصر الأرضية النادرة في الاتحاد الأوروبي مستوردة من الصين، بينما تبلغ النسبة في الولايات المتحدة نحو 80%.
ويقول الكاتب إنه في العام الماضي، وصلت صادرات الصين إلى ما يقل قليلاً عن 49000 طن، مما يجعل أرقام الخطوط العريضة لتركيا تبدو جذابة.
ونقل عن كاستيلو قوله إن التقديرات تشير إلى أن نقاء الأرض النادرة في تركيا كان 2%، وهو ما سيوفر ما يكفي من الخامات المعالجة لإرضاء السوق العالمية لمدة 40 إلى 50 عاماً، ولكن فقط عند مستويات الطلب الحالية.
وهذا يتزايد بشكل كبير، مع تزايد عدد سكان العالم.
ويضيف الكاتب أن تحويل الاكتشاف الجديد لتركيا إلى صادرات قابلة للاستخدام، يعتمد أيضاً على بناء مصانع المعالجة الضرورية، وهي عملية معقدة للغاية.
ويقول إن الأمر يستغرق في المتوسط عشر سنوات لبدء الإنتاج. ونقل عن سيمون موريس، الرئيس التنفيذي لشركة بينشمارك مينيرال انتيليجنس: “سيعتمد بقية العالم كلياً على الصين حتى تصبح سلسلة التوريد نشطة، من المنجم إلى الجهة النهائية، خارج الصين”. (بي بي سي)